الفصل السادس

306 26 16
                                    

 الجُزِءِ السادِس | عدم الوقوع في الحب.

" وإنكِ رقاقة مِنْ الثلج أخِشى ذُوبانها وإختفائِها".

**

جِلس بجُوارها على الآرِيكة، كانت تشِعُر بالخجل من مظهرها أمامهُ، وأيضًا لم تِظُن بإنهُ سيأتي إليها، نِظرِت إليه بحرج لتِقُول بنبرة خافِضة:

" هاري .. أنا أ .". قاطِعها وهُو يلتفت إليها ويمِسك بكفها، لتتِسع مُقلتيها بصِدمة، هاري يُمسك بيديها الآن، كانت كالصعقة لها، لتِقول وهُو ينظِرُ صُوب عينيها:

- أعتذِر عن كلماتي القاسِية، لم أكُن أعلم بإنني مُغفل.

قهقهتَ بخفـة مِنْ كلماتهُ، ليقُول وهُو يقترب منها:

- ولكنك تعلمين بإنني لا أحمَّل مشاعر كمِثيلتك، أنا فقط أعتبركِ صديقتي المُقربة ..

ظِل يتحدِث عن مِشاعر الصداقة التيِّ يكِّنها لها، ولكنها كانت تنظُر لهُ بشِرودِ، إبتسامتهُ العريضة التيِّ لطالما كانت سبب في جليد جسدها، بعد شهور لن تراهَ، لن يكُون صديقها المُقرب من جديد بل سيكُون غريب، وضعت كِفها فُوق كِفهُ قائِلة بنبرة هادِئـة مع إبتسامة عريضة:

- لا تقلق عليِّ هاري، أنا بخير .. مع مُرور الوقت ستنتهي هذهِ المشاعر، أتمنى لك حياة رائِعة مع حبيبتك.

قالتها بصُوت عاليِّ بنبرة تخللها البهجة المُصطِنعة، إبتسـم لها راضيًا عن كلماتها، ولكن سِمعا رنين المنزل سُوياً .. عقد حاجبيها بإستفهـام، لاتعلم الطارِق .. فوالدها لديه نُسخة من مفتاح المنزل، طِلبت من هاري أن يفتح الباب حتى تُهندِم نفسها، ليـومـأ لها مُتفهمـاً، فتح الباب ليتفاجأ بـ" نايل"

" هاري!، ماذا تفعل هُنا؟". قالها نايـل بإستفهـام حين رأى هارى هُو من فتح الباب بدلاً عن سارا .

-" فِي منزل صديقتي!" قالها بجدِية، كانت سارا قد أرتدِت ثوب فضفاضِ أزِرق اللون، وقامِت بإنسدال شعرها بطرِيقة مُنظِمة، بدلاً من المظهر القبيح الذيِّ ظهرت بهِ أمام هاري ..

-" مِن هُنا هاري؟". قالتها وهى ترتدي قرطِها الفِضي، نِظرت للواقف بجوارِ هاري، لتـجد بإنهُ صديقهُ "نايل"، سُرعان ماتبسمتَ بتودُود وهى تتجِه صُوب نايل، كان نايل يِحِمل باقة زهُور بيضاءِ ليعطيها إياها قائِلاً :

-" أخبرني والدكِ بشائِنك تعبكِ، لذلك جِئتُ أطمئن عليكِ". قالها وهُو يبتسـم وتحمـر وجنتيه خجلاً من نظرات سارا المُتفاجأة، شكِرتهُ وهى تأخُذِ منهُ باكِة الزِهُور، طِلبتَ منهُ الدِخُول، كانت نظرات هاري تُلاحِق سارا، وحين شعرت بالتُوتر يآكلها، تركت هاري مع نايل وذِهبت للمطِبخ لجلب المِشرُوبات..

كان هاري ينِظُر لـ "نايل" بِتفحُص ملحُوظ، وكان نايل يشعر بإنهُ سيتم ركِلهُ خارج المنزل بعد قليل، ولكن مجـيء سارا وجُلوسها بالقُرب منهُ، هـدأ من توترهُ .. ولكن شتان بينهُما، حين كان نايل يشعر بالهدُوءِ، كان هاري يثُور بداخلها مُتسائِلاً .. كيف لها أن تجلِس بالقُرب من نايل دُون أن تخجل!

-" إذًا سيد نايل، ماهُو عملكَ؟". قالتها بِفُضول، وهى تتكأ بوجنتيها على باطِن كفها..

-" أعمل في دار نِشر للكتابة، أقُوم بتلقيح الرواية أو الكتاب من الأخطاءِ ثُم يتم نِشرهُ". قالها بإبتسامة، شعرت سارا بالإدرنالين بداخلها، هل قال الآن دار نشِر!

-" حقًا!، ياإلهــي كُنت أريد البحِث عن دار لنِشر كِتابي الأوُل". قالتها بحماسِ وتحفـزُ، نِظر هاري إلي نايل وسارا، وتساءِل كيف لهُ أن ينسى بإن يتحدِث مع نايل بأمِر كتاب سارا مِنْ قبل!، شعر هُو بالخيبة لأنهُ ظن بإنهُ صديق جيد ولكن الحقيقة .. هى التي كانت صدِيقة رائِعة.

تأملها وهى تتحدِث بكُل حماس ومُثابرة عن كِتابها، شعرها الأشقر الذيِّ يتأرجح بنعُومة من على كِتفيها، وإبتسامتها الواسِعة التيِّ تظهر حين تبتهج بإمر خاصِ بكتابتها، كان يعلم مُنذِ الوهلة الأوُلى بإن سارا ستكُون كاتِبة عظِيمة، حين كان يراها تمِسك بالقلم وتبدأ بالكِتابة، كان تنشغل عن العالم، وكأن القلم سافر بها لعالم أخر غير عالمنا الحقيقي.

-" آنِسة ساراً حقًا أريد قراءة كتابك الأول، ولكن متى ستنتهين منهُ؟". تساءِل وهُو يتمنى أن يرى حماسها، ولكن تجهـم وجهها وحين زِفرت بحُزن مُتَمِتمة:

-" أمُر بحالة فُقدان شِغف، تعلم حين لانُدرك الألهام". قالتها لتنِظر لأصابع كفيها، تذِكر هاري كلمات زين حين أخبرهُ بإنهُ مُلهمها الوحيد ولذلك فكِر بأمر سيحُاول أن يرجِعها من جديد، لذلك هتف:

-" في غضون شهر سيأتيك الكتاب، نايل". قالها بحماسِ وهُو ينظِر لـ سارا، قطبت حاجبيها بتعجب منهُ، ولكنهُ إبتسم ونظِر في عينيها، هُو سيكافح لإجلها، حتى وإن لم يكن يكّن لها أي مشاعر، كيف صداقتهُما التي لن تُمحى بِسهُولة.

***

-" كيف لك أن تقُول لـ نايل بإنني سأنهي كتابي في شهر واحد!، أنتَ لاتعلم المُعاناة التيِّ أعاني منها". قالتها وهى تخُلل أناملها بين خُصلات شعرها، قال هاري وهُو يستندِ بظهرهُ على مِقعد الآرِيكة:

-" أعلم بإنني مُلهمك سارا". نظِرت لهُ بصدِمة، ولكن سُرعان ماعادِت مرة أخُرى لمكانها لتِقُول:

- " ليِست مُلهمي هاري، أنتَ بطل روايتي لذلك شعُور الضياع وفقدان الشغف يأتياني حينما تبتعد عني ". قالتها بِكُل بساطِة، لينهَضِ بحماسِ من مكانهُ ويجلِس بقُربها قائِلاً:

-" مارائيك بإن نتفق على إتفاق؟". قالها وهُو ينظُر مُباشِرةٍ في عينيها، كانت تُبعد عينيها عنهُ قدِر الإمكان، لتقُول وهى تنظر لكفها :

-" ما الإتفاق؟".

-" سأكُون معك طُوال هذا الشهرِ، وسأساعدِك بالكتابة وحين تنهيها، ستُساعدِيني في أمِر زفافي". هل يُدرك قُوله أم ماذا؟، كيف يكُون بهذا البرودِ دائمِاً في أمر الزفاف أمامها، قالت وهى تنفُخ وجنتيها:

-" حِسنًا، ولكن بِشرط؟".

-" ما هُو؟".

عضِت على شفتيها مُحاولة منها عدِم البُكاءش، فِمن المُفترض بإن في هذا الشهِر تنساه نهائِياً ..

-" لا تفعل أشياء تجعلني أقع في حُبك أكِثر!".

تفاجأ من كلماتها الأخيرة، ولكن وجهها المُحمر وعينيها التيِّ تُكادِ تذِرف الدِمُوع، شعر بالغصِة بحلقهُ وهُو يكابد على نِفسه لينِظُق:

-" حِسنًا .. أتفقنا".

يتبــــع..

مَقهـىٰ | Café √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن