الفصل الرابع.

319 36 10
                                    

الجُزِءَ الرَابِعّ | أسِفَ .

سَعلِتَ عدّة مرات وقلبها لايَتوقف عن النبض الشَديِد؛ كَيِفَ لـهُ أن ينتبهَ لِذلكَ هى حتى لمّ تُصَرِحَ به.

جلب لها كوب ماء قائلًا والقلق يرتَسِم على محياهَ:

" هل إنتِ بخير ، آنسة سارا؟". قالها نايل وشعور الذنب يراوغه .

تناولت الكوب من يديه وبدأت بشربه، وضعته بعد أن إنتهت مِنّ نصفُه تَقَرِيبَا ، تنهدتَ بُعّمِق بعد أن تلاقَتِ عينيها بـ خاصَته :

" أَسِفةَ حقًا، صُدمِتَ من كلماتكَ".

أرخى جَسدهُ للوراء قليلًا وهو يضع كفه على شعره يتلاعب بخصلاته بإرتيـاح:

" لَماذا ؟ ، أليست الحقيقة!؟".

وضعتَ يديها خلف رأسها قائلة وهى تنوى عدم الكذِبَ عليه:

" حقيقة مائة بالمائـة ".

زُيّن على شفتيه إبتسامة، لم تفهمَ مُغزاها ولكـن لم يبدو عليه الضيق بل وكأن هَمّ وقد أُزيح من عليه .

" في الحقيقة، لاحظت لامعان عينيكِ عندما ذَكرتُ أسم هارى لذلكِ

خَمنتَ أنك واقعه لهُ".

"وكان تخمينكَ صحيح". همهمت له، قـال وهو يمسك بمفاتيح سيارته .

" إذًا لاداعِ لهذا الموعد، أنرحل؟".

أومأت له وقد تحسنتَ ملامحها عن ذى قبل، فـ لم تكن متوقعة منه هذا الرد البسيط !

ولكن يبدو أنه رَجُل نَبِيَل لا يود أن يكون مع من تفُكر بـ غيرهَ

فـ هو يعلم أن كلا الطرفين خاسر !

----

" شكرًا لكَ". قالتها وهى تقف أمام منزلها وقد توردتَ ملامحها ، المرة الأولى التى تحظى بها ب موعد ولم يكن كما تمنِتَ .

" لا أعلمَ لماذا تشِكُرينى ولكن يبدو أنه لآمر جيد!". قهقهت علي نبرته اللطيفة عليها ، أما هو تآمل ملامحها البسيطة .. سمعا حمحمَ صادرة من خلفهم وكـان "هـارى" .

سكنت "سارا" وقلبها لايتوقف عن الطبل ، كان يبدو عليه الغضب الطفيف علي ملامحهُ اللطيفة، فـ أول الآمر لم تنظر إليه ولكن بعد أن رحيل" نايل " تجرأت علي أن تنظر إليه ..

كان ينظر إليها بغضب، لها هى وليس لأحـد آخر ، هى لاتفقهَ مايغضبه ولكن قلبها يؤكد لها أن رسالتها هى من جعلته كذلكَ .

إبتلعت لُعابها بصعوبة عندما أقتربَ منها، وقف أمامها وقد لاحظت فكيه ينطبقا على بعضهم البعض، أخفضتَ نظرها عنه وهى تعلم ماذا سوف يقول!

" هل كُنتِ تقصدين مَا كتبتيه إليّ؟".

أومأت وعينيها تخذلانها ، إنها تبكي ، لِسانُها شُل بماذا سُوف تخبرهُ، ونبرتهُ الحـادِة ألجمت لِسانها عـنْ قول حرفِ واحد، أقترب منها قائِلاً:

" لماذا لاتنطقين بحرفِ واحد!، هـانا كان لديها الحق، إنتِ لاتتمنين السعادة لنا". قالها وهُو ينِظُر إليها نظرة إستصغار، ولكن كلِماتهُ أشعلتها من الداخِل، كيف لهُ أن يقول عنها هكذا..

رفعت عينيها إليهِ والدُموع تتساقطِ بهدوءِ من عينيها:

" كيف لكَ أن تَظُن هكذا، فقـط لأنني أحُبكَ، تظُنِ بي السوءِ، قبل أن تعرفها كُنت أنتَ صديقي، لم يأتي يوم ولم أتمنى لك الحياة السعيدة ولكـن ..".

أضافت بإنكسارِ:" لم أكن أعلم بأن أعترافي لكِ سيجعلك تقول هكذا! و..".

قاطِعها وهُو يقول بغضب:" ماذا كُنتِ تظنين رد فعلي على هذهِ الكلمات، هل كُنتِ تعتقدين بأنني سأخبركِ أنني أحُبكَ .. لا لم أكن سأقولها".

أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما لعلها لاترى هذهِ النظرة التيَّ لطالما كرهتها من أي شخصِ، ولكنها لن تصمتُ إتهامتهُ وإهانتهُ لها لن تصُمت عليها ..

" لم أكُن أنتظر منكَ شيء، فقط وضعتُ بكَ أملاً أن تكون قد شعرتَ ولُو بذرة أو مقدار صغير مِنْ الحُب ليِّ، ولكن يبدُو بأنني مُخطئة سيد هاري، يبدُو بأنني فقط كُنت بنظرك الفتاة التيِّ تُشاركها فِي تناول قهوتك ..فقط، أليس كذلك؟". بداخلها مشاعرها مُضطربة مِنْ فعلتهُ، كان ينظِر إليها غِير مُصدقاً مانطقت بهِ ..

ولكنهُ فضل بألا يطُول الشجـار بينهُما، لذلك قـال وهُو يبتعد عنها:

" أعتقد بإنك لن تكُوني الفتاة -أشار بيديهِ- التي أتشاركَ معها قهوتي، بل فقط غريبة عني". قالها مُبتعدًا نهائيِاً عنها، وقع قلبها فُور نطقهُ بذلك، تودِّ توسلهُ بأنها لم تكُن تقصد، ولكنها كانت بالفعل تقصد كُل شيء، هي تحبهُ وتغـار عليهِ من كُل شيء، فكيف كان يودِّ منها ردًا.

وحيـن إبتعد عن عينيها، سقطت على عُشب الحديقة، تنظِر لسرابهُ بشرود وهي تبكي بصِمتِ، وتمنت بأنها لم تَكُن تستمع لحديث والدها وألا تخبرهُ كان أفضل، كانت ستكُون معهُ مرة آخرى صديقتهُ، حتى وإن كانت تتألم برؤيتهُ رفقة خطيبتهُ، ستكون أسعد من أن تكون بعيدة عنهُ كالغريب ..

ولكن طريقة حديثهُ معها زادت من حدِة البُكاءَ، هي تعلم بأنها تستحق، ليس أحد غيرها، هي تعلم كُل مايحبهُ، تعلم ماذا يِسعُدهُ في كل أحوالهُ التعيسة، تعلم كُل إبتسامتهُ المُحببة لقلبها الصغير، لذلك أجهشت بالبُكاءِ بحرقة، خرج والدها من المنزل وهُو ينظُر إليها بشفقة ويُعتاب نفسهُ على تَسِرعهُ بأن تخبر هاري عن حبها ..

عـانقها من الخلف قائِلاً بحِزُن:

"إعتذر يابنيتي لم أكُن أقصد ذلك أن يحُصل، أعتذرِ بشدة". ولكن بماذا سيفيد الإعتذار وهي لن تستطيع أن تراهَ مرة آخرى .. وهذا ماكانت تخشاهَ أن يُسافر بعيدًا عنها مُتجنبًا إياها..

يتبـــع.

مَقهـىٰ | Café √Where stories live. Discover now