الفصلُ - الخامس -

3.7K 195 28
                                    

تَعارف

كان يَنظر إلى واحاتها الواسعه، وأبتسامتها الهادئه مظهره غمازتها اليتيمه، وشعرها المتدلي من كعكتها
لأول مره يراها بهذا القُرب، لم يرى أي أثر بأنها تمزح بكلامها أو تسخر كانت جاده بقولها

-أنا لا أستطيع، ستحزن -
أجاب بكل صدق، أومات له بالأبتسامه ذاتها، رغم تعجبها ولكنها تجاهلت ذلك، لكن لم يستطع أن يبادلها شئ في داخله مَنعه من ذلك

-هل لديك كَتاب أو روايه، شئ من هذا القبيل -
سألت وهي تبتعد عن السرير، وكانت تحاول أيصال سماعاتها، وكان يراها وهي تأخذ أحدى الشموع الموجود على طاولته وتضعها امام الأريكه على الطاولة

-في هذا الدُرج -
أجاب ومازال يراقب ملامحها الهادئه وسكونها، وعدم أنزعاجها على عدم موافقته، لتأخذ أحدَ الرويات بعنوان - أنا قبلكِ -

-هيا نَم، أنت مُتعب -
أردفت وهي ترفع الغطاء عليه ودثرته جيداً، وعادت تجلس على الأريكه ثم أضاءت كأس الشمع وبدأت بقراءه مافي يَدها وهي تستمع لأوتار الكمان التي سيطرت عليها

أشراق شمس كُل يَوم بعد ظلام دام طويلاً، يعبث في دواخلنا بشكل كبير، الآملَ لا ينْقطع، الروح تتعرف علىَ ذَواتها، أيصال أفكار آيجابيه للعالم
نثر السرور والحُب في كل مكان، كورود تتفتح في وسط الربيع
نسمات رياح خفيفه كانت تداعب وجهه، جاعله مَلامحه تنكمش مستغرب من ذلك، فهو لم يفتح الشرفه بالأمس، ليفتح عيناه بِذبول، ليراها مازلت على وضعيتها تحتضن كوب بين أناملها الرقيقه، التي تتزين بطلاء أسود مُبزر أشراق بشرتها، واليد الأخرى الكتاب، أبتسامه رقيقه ممتده على ثغرها، كعكتها قد ذبلت بسبب حراكها على مايبدو، عيناها التي تقرأ الكتاب بدل عن شفتيها، كيف أقتحمتهم أشعه الشمس مما زادتهم جمالاً

-أنتِ لم تنامي -
سأل موجهه نظره إليه، وهو يحاول الأعتدال بجلسته، نظرت له وهي تضع الكتاب و الكوب أيضاً
أعلى الطاوله

-اخبرتكَ أنا لا أستطيع النوم، دعك من ذلك، ماهذا الجمال يارجل -
أجابت وهي تنهض من مكانها، مساعده أياه بالنهوض، ثم سخرت بأخر حديثها ليحرك رأسه بأسى عليها

-هي أنت أستعد، وقهوتك تكون جاهزه بثوانٍ -
أردفت وهي ترفع قدمه عن الأرض وتضعها بجانب الأخرى على الكرسي المتحرك، ثم تركته وذهبت دون أن تدعه يتحدث

-ياللهي مالذي علقت بهِ، أوليست صغيره -
همس لنفسه ثم سخر بنهايه حديثه، وهو يتجهه ليفعل روتينه الصباحي

-وهذه قهوه سيد أسود، أم متثلج -
سخرت وهي تضع القهوه أمامه بجانبها بعض من قطع الوافل المُحلاة ليعقد حاجباه

-أسود لأن كُل شئ لديك بهذا اللون، أما مُتثلج فيبدو بأن داخلك بارد يارجل ولا يروقني ذلك -
أجابت على حيرته، وهي تُشير على أثاث الغرفه الذي طُلي بأكمله باللون الأسود اللامع

-هيا دعينا من كُل ذلك، واجلسِ للنتعارف، فيبدو فتره بقائنا معاً ستطول -
أردف وهو يُشير لها على الأريكه، ثم تابع أرتشاف قهوته السوداء كـ اللون الذي أُطلق عليه

-ماذا تريد أن تعرف يارجل -
سألت بملل شديد، وكان واضح على ملامحه الباهته، عيناها تُحيط بها بعض من الأحمرار دالاً على تعبها
ليرفع كتفيه بأهمال

-حسناً، أنا ماريتا الطفله الصغرى لعائلتي، والمُدلله أيضاً،  منذُ السابعه وأنا في لوس أنجلوس،بالبدايه كنت أدرس بمدرسه داخليه، لأن والدتي أرادت ذلك،  وها أنا الأن بأجازتي الأولى من الجامعه، أهذا يكفي -
أردفت بمتملق، وهي تفرقع أصابعها، وتعيد الحركه مراراً وتكراراً

-أنتِ في الجامعه، لا يُعقل -
سأل بصدمه

-ماذا كنت تظن، الابتدائيه مثلاً -
أجابت بقهقهه خفيفه ساخره بحديثها

-لا أعلم ظننتكِ، بأواخر الثانويه، فملامحك بريئه، لا يبدو عليكِ العُمر ولكن لا عليكِ، في أي مجال تدرسين -
وضح بصوته الأجش كعادته، مضيفه لهيبته هَيبه، ومن ثم أنهى كوب قهوته

-الطب النفسي-
أجابت

-أنتِ والطب النفسي لايعقل ياصغيره -
أردف والضحك مُسيطر عليه وكأنها ألقت نكته، لتنكمش ملامحها بأنزعاج

-لا تؤاخذيني، فأنتِ معتوها فكيف تدرسين ذلك -
أسترسل بكلماته ثم أنفجر ضاحكاً، كانت تراقب ملامحه بشده، عيناه، تحرك شفتيه، شعره، فكه الحاد

-أنتَ لديك مُشكلة حدثت منذ زمن بعيد ولكنه قريب بالنسبه لك، لا تستطيع الخُروج منها، تُسيطر عليك، جاعله منك شخص مُظلم لا يعرف الضحك إلا في اوقات أستثنائيه، تخاف الأعتياد على شخص ما، مما يدل على خوفك من الفُقدان، تُريد المَزيد -
أردفت وهي تلعب بخصلات شعرها المتدليه، وهي تراقب ملامحه التي تبدلت من الضحك إلى صدمه أو أستغراب بعض الشئ

-كيف علمتي كُل ذلك أيتها الصغيره، رغم أنه خاطئ - سأل بتعجب، ونهى كُل ماقالته

-كُل شئ لديك أسود، لا توجد ولا أي صوره في غرفتك وحتى لعائلتك، كُتبك بأكملها عن الوجع والأشتياق، ولا تكذب، فنحن النفسيون برغم عَتهُنا نفقه بالكثير -
أجابت شارحه لهُ، لتغمز بنهايه حديثها

-ولكن من فقدت حتى جعلك مُظلم هَكذا -
سألت بفضول يملئها وهي تعتدل بجلستها، نظر لها بأبتسامه مُنكسره أو هذا مابدى لها

-فقدتُ زوجتـي -

------------------------------------

نِهايه الجُزء

رأيكم ؟؟

موقف مُفضل؟؟

موقف سئ؟؟

Love you all

See you soon 💙🔜

مَاريـتَّا|| MARITA Where stories live. Discover now