جزء 5b

51.1K 1.6K 41
                                    



الجزء الثالث من المشوه
الحلقة الخامسة
الجزء الثاني


ليلى هزت دماغها ودموعها نزلت : عايزة امشي
أدهم بص حواليه ولمح كذا تاكسي واقفين منتظرين فشاور بإيده واقربلهم جه ناحيته بسرعة وهو مسك ليلى من دراعها بعنف وراح ناحية التاكسي : زايد !
السواق : اتفضل يا باشا
أدهم فتح الباب وبص لمراته : اتفضلي روحي
ليلى بصتله بصدمة ومقدرتش تنطق بس بصاله وهو زعق : اتفضلي اركبي مش تعبانة وعايزة تروحي ! اتفضلي
راح ناحية السواق وقاله العنوان بالتفصيل وبعدها قفل الباب على مراته ودخل لجوه الكافية وهيا في حالة ذهول تام بس دموعها نازلة بصمت وحست انها خسرت كتير جدا ده اذا مكنتش خسرت كل حاجة أصلا !!
أدهم دخل وعياله سألوه عن أمهم : ركبتها تاكسي وروحت
داليا مسكت دراعه باهتمام : طيب كنت وصلتها يا ادهم ما ينفعش تسيبها كده تروح لوحدها بالليل ده !
أدهم بغيظ : هيا عايزة تروح هيا حرة مهياش صغيرة أصلا .. وبعدين السواق هيوصلها لحد باب الڤيلا جوه وعرفته العنوان .. هيا في أمان ما تقلقيش
بيتكلم وكأنه بيحاول يطمن نفسه هو وقاعد معاهم تفكيره كله في ليلى اللي مشيت بالشكل ده .. واستغرب ازاي وافقها تمشي وازاي هيا ما سمعتش كلامه ومشيت ..
ليلى طول الطريق تعيط لحد ما وصلت البيت ونزلت وأول ما دخلت الكل جري عليها لان وشها متبهدل وخصوصا بعد ما الكحل ومكياج عنيها باظوا وبهدلوا وشها كله بقى أسود
حنان : ايه اللي حصل ابني فين والعيال فين !
حسين بخوف : حصل ايه يا ليلى!
ليلى هنا استوعبت غباء تصرفها وتهورها وفكرت هتقولهم ايه !
امها : يا بنتي انطقي حصل ايه وجوزك وعيالك فين !
ليلى حاولت تبتسم : مفيش حاجة حصلت انا بس صدعت والعيال عايزين يفضلوا بره فأخدت تاكسي وجيت لوحدي بس كده !
حسين باستغراب : وأدهم سابك كده تيجي لوحدك !
ليلى : عادي يا عمي
حسين : لا مش عادي طبعا ..
ليلى : انا أسفة بس انا فعلا مصدعة ومحتاجة ارتاح بعد إذنكم
انسحبت بسرعة وحسين اتصل بأدهم
أدهم بقلق : خير في حاجة ! ليلى وصلت صح !
حسين : انت ازاي تسيبها تروح وحدها !
أدهم اخد نفس بارتياح انها وصلت : احنا مع ناس وبنتعشي وهيا وقفت مرة واحدة تروح واهي روحت
حسين : انا بسألك انت ازاي تسيبها !
أدهم : هيا حرة هو انا همسكها غصب عنها يعني ولا ايه !
حسين : هتيجي إمتي !
أدهم : شوية وجايين
قفل أدهم وداليا فضلت طول الوقت تحاول تهزر والعيال مبسوطين وأدهم بيتفرج عليهم ودماغه مشغوله تماما بليلى ..
اخيرا هيروحوا وركبوا العربية وأدهم لما عرف ان داليا جاية بتاكسي أصر يوصلها الأول وهيا ركبت جنبه بانتصار وفرحة
العيال ناموا في العربية وهيا بتتكلم جنبه وهو بيرد علي قد ما بيقدر وبيركز .. اخيرا وصلوا وطفى عربيته وبصلها ومنتظرها تنزل وكان الجو ظلمه الا من نور الشارع
داليا بهمس : اتمني تتكرر
ادهم ابتسم : ان شاء الله ليه لأ !
داليا مدت ايدها على أيد أدهم : أنا أسفة ان في مشاكل بينك وبين ليلى .. عمري ما تخيلت ابدا انكم ممكن تختلفوا كده .. طول عمري بحسدكم على تفهمكم وحبكم
ادهم اخد نفس طويل : كان زمان يا داليا .. كان زمان ..
داليا : انا موجودة يا أدهم في أي وقت تحب تتكلم او تفضفض او حتى تفضل ساكت .. هسمع حتى سكاتك ..
ادهم ابتسم بتكلف وشد ايده من تحت إيدها : ان شاء الله ومتشكر على العشوة الجميلة دي .. العيال كانوا محتاجينها
داليا بابتسامة عريضة : العيال بس !
أدهم بهزار : العيال وأبوهم
داليا : يالا علشان العيال اللي نامت دي .. تصبح علي خير
نزلت وهو روح لبيته .. دخلت بيتها مبسوطة وقابلها باباها كان قاعد على الكنبة وكأنه منتظرها
داليا : مساء الخير يا بابي
أبوها قاسم الحمداني : مساء النور يا حبيبة بابي .. اتبسطتي ! زياد وآية اخبارهم ايه !
داليا : كويسين الحمد لله .. انت مالك وقاعد كده ليه !
قاسم : بس مصدع حبتين ومش قادر انام فقولت اقعد انتظرك
داليا : ألف سلامة عليك يا بابي .. اتصل بالدكتور !
قاسم : لا يا حبيبتي بس شوفيلي قرصين مسكن ولا اي حاجة للصداع لاحسن دماغي هتتفرتك
داليا جابت لأبوها المسكن وهو أخد قرصين
وساعدته يدخل أوضته يرتاح وانسحبت ..
ادهم وصل بيته وبص لعياله النايمين ونزل شايل آية وشوقية خرجت جابت زياد وحطوهم في سرايرهم
حسين نادي على ادهم
حسين : ادخل اتكلم معاك شوية
أدهم : اعذرني دلوقتي .. محتاج ارتاح
حسين : ادخل يا ادهم
ادهم دخل وبص لأمه ولأبوه : خير !
حسين : انت ازاي تسيب مراتك ترجع لوحدها وهيا بتقولك تعبانة ! ازاي جالك قلب تسيبها !
ادهم : لأنها مكنتش تعبانة هيا بس بتعند فأنا سيبتها براحتها !
حسين : تعند ايه بس ! افرضنا حصلها حاجة كنت هتسامح نفسك ازاي !
أدهم عايز يخرج : اطمنت عليها وده كفاية وبعدين هيا اصرت هيا حرة .. بعد اذنكم
حسين : ادهم
قاطعه أدهم : علي فكرة مش بحب حد يتدخل في أموري الخاصة .. تصبحوا على خير
سابهم وخرج وراح اوضته كانت مراته نايمة او عاملة نفسها نايمة وهو وقف ايديه في وسطه بيفكر يتكلم ولا لأ ومرة واحدة ليلى سمعت قفلة الباب واتعدلت بسرعة بس لقت نفسها لوحدها ودقيقة وسمعت صوت عربيته وعرفت انه مشي على شقته الثانية وهيا فضلت مكانها تعيط بصمت ...
كل واحد فيهم تملكه إحساس إنه خسر الثاني وصمتهم كان أكبر مشاكلهم ..
الصبح وقت الفطار الكل احترم سكوت ليلى وصمتها ومحدش فيهم سألها عن عدم وجود أدهم معاهم ..
داليا الصبح بتفطر هيا وأبوها وأمها وهيا قايمة لفت انتباهها حاجة رجعت وبصت للباسكت واخدت حاجة منه وبصت لباباها
داليا : مين رمى المسكن في الزبالة كده !
قاسم بعدم اهتمام : أنا ليه !
داليا : وليه ترميه !
قاسم بيقلب في الموبيل : كنت مصدع وخلاص الحمد لله خفيت
داليا باستغراب : وعلشان خفيت ترميه ! ماهو ينفع
قاسم بصلها : ماهيا الصيدليات مليانة !
داليا : انت غريب قوي يا بابا النهاردة
قاسم : ليه غريب ! هيا دي وظيفة المسكن لما نبقى تعبانين نموت عليه لكن بعد ما الألم يخف مالوش اي لازمة ومكانه الزبالة او الدرج .. اقولك علشان ما تزعليش على المسكن روحي ارميه في الدرج بما إنك حساسة ناحية المسكن قوي كده !
داليا وقفت وبصت لأبوها وبتتنفس بغضب ونظراتها بتطلع نار
قاسم : بتبصيلي كده ليه ! مش دي وظيفتك حاليا ! مسكن !
داليا : لا طبعا
قاسم : ما تضحكيش على نفسك .. المسكن يا داليا لما احتاجه ممكن أعمل المستحيل علشانه لكن بمجرد ما الألم ينتهي هرميه في أقرب باسكت او هرميه في أي درج وده بالظبط اللي هيحصلك .. أدهم بمجرد ما مشاكله تنتهي مع مراته ولا هيبصلك .. انتي مجرد مسكن
داليا : لأ .. انا هخليه
قطعت كلامها ومكملتش وابوها اتكلم
قاسم : هتخليه ايه ! حب بالمنظر اللي انتي كنتي بتحكي عنه لا يمكن ينتهي بالشكل ده وبالأسباب دي .. دي مجرد زوبعة بيمروا بيها وهترجع الأمور بعدها لطبيعتها بينهم
داليا : الأمور بتسوء بينهم
قاسم : هتتعدل .. واحدة حاربت الكل علشان تتجوز واحد مشوه بالمنظر ده وفضلت معاه وخلفت منه عيلين لا يمكن تتنازل عن جوزها بالسهولة دي .. لا يمكن .. دي مرحلة وهتعدي
داليا بدموع : انتو ليه مصرين تضايقوني انت وماما ؟
قاسم : يا بنتي احنا بنحاول نحميكي من جرح كبير ،، لو اختارتي اي حد في الدنيا هساعدك لكن انتي بتختاري غلط وغلط جدا كمان عايزانا نعمل ايه ! نتفرج عليكي !
داليا : انا مش مسكن وهتشوفوا انتو الاتنين وبكرة اثبتلكم ..
سابت باباها وخرجت على شغلها تفكر في كلام باباها ..
الظهر ادهم رجع بيته وقعد وسطهم واعتذر عن عدم وجوده الصبح وقالهم انه كان عنده شغل مهم ومحدش فيهم علق بس طبعا كان واضح جدا ان هو وليلى مش بيتكلموا ..
ليلى أبوها وأمها سافروا لبلدهم واتمنوا انهم يزوروهم وحالتهم تكون أفضل من كده ..
عدى يومين وكلامهم في أضيق الحدود جدا والمسافة وسعت بينهم جدا ..
كانوا في مرة متجمعين كلهم في الجنينة وزياد وآية بيلعبوا ومعاهم أصحابهم
أحمد : ياه فكروني بأيام زمان .. كانت أحلي أيام واحنا في سنهم كده وكنا زيهم نفضل نلعب ونجري ونطنطط وزمايلنا معانا ولا الحفلات اللي كنا بنعملها .. ايام ... فاكر يا أدهم ولا نسيت !
أدهم بصله كتير واتعدل في قعدته : وهيا دي أيام تتنسي برضه بس ذكرياتنا مختلفة يا أحمد لان في الوقت اللي سيادتك كنت مبسوط وبتلعب فيه أنا مكنش مسموحلي إني أقرب منك أو أشارك في أي حاجة وكنت بفضل أراقبك بس من بعيد لبعيد وحضرتك كنت بتتفنن إزاي تضايقني وإزاي تلبسني مصيبة بعد مصيبة .. دي ذكرياتي عن الجنينة وألعابها .. الظاهر إنك إنت اللي نسيت إن ذكرياتنا مختلفة .. بعد إذنكم ورايا شغل
انسحب بهدوء وساب الكل في حالة غير الحالة
أحمد بص لأبوه اللي زعلان وباصص للأرض : بابا أنا آسف مكنتش أقصد أفتح مواضيع قديمة !
حسين وقف علي عكازه : وإنت ذنبك إيه يا أحمد ! ده كان غلطي أنا وده ذنبي اللي لازم أكفّر عنه .. بعد اذنكم
كل واحد راح لمكان وليلى فضلت تراقب عيالها وسألت نفسها يا تري الفجوة اللي بينهم هتكبر لإمتي .. وأدهم إمتي هيسامح وينسى الماضي بكل ما فيه !
ادهم وصل لبوابة الڤيلا ويدوب هيخرج لقى سيد البواب بيوقفه
أدهم : خير يا سيد ! في حاجة !
سيد : خير يا باشا .. بس ابويا اول ما عرف ان حضرتك هنا أصر جدا انه لازم يشوفك بنفسه .. اهو جاى اهو
ادهم بص ورى سيد للراجل العجوز اللي بيقرب علي قد ما سرعته بتسمح ونزل بسرعة من عربيته وراح لعنده وحضنه
الراجل العجوز فضل حاضنه كتير جدا وكأنه ابنه اللي كان غايب عنه من سنين وأدهم متأثر جدا ..
متولي : ياه اخيرا يا ابني !! اخيرا رجعت بيتك .. الحمد لله اني عشت وشوفتك من تاني طول بعرض ما شاء الله عليك .. ظابط قد الدنيا .. ابني بيقولي ان حضرتك وضعك له شنة ورنة وبقيت حاجة كبيرة قوي !
ادهم بتأثر بيمسح دموعه بسرعة : كله بفضل ربنا وفضلك انت يا عم متولي .. عمري ما هنسى ابدا وقفتك جنبي مرة بعد مرة .. عمري ما هنسي انك كنت ديما السند ليا .. وسامحني اني ما سألتش عنك بدري بس مش عارف الحياة اخدتني ومكنتش عايز حاجة تفكرني بالبيت ده واللي فيه !
متولي : اسامحك علي ايه بس يا ابني ! وفضل ايه اللي بتتكلم عنه ده .. ربنا يعلم طول عمري بدعيلك يرزقك باللي يعوضك عن كل اللي عشته في البيت ده .. كان نفسي بس اطمن عليك مش اكتر .. واديني الحمد لله عشت لحد ما شوفتك اهو ما شاء الله تشرح القلب ...
ادهم : الحمد لله انا بخير وربنا فعلا كان ديما جنبي وبيوقفلي اولاد الحلال ..
متولي ابتسم وبص لوشه كتير : بس ما شاء الله يا ابني جروحك كلها خفت اهي من وشك .. الحمد لله ما تتخيلش كنت خايف عليك ازاي ! خوفت تعيش حياتك كلها بوشك مشوه بالشكل ده بس ما شاء الله خوفي مكنش في محله
ادهم ابتسم بحزن : لا يا عمي انا عشت فعلا عمري مشوه
متولي بعدم فهم : بس ما شاء الله يا ابني وشك ...
ادهم وضحله : لسه راجع من السفر كنت بعالج في وشي يا عمي بره مصر وعملت عمليات كتيرة لحد ما شكلي بقى كده ، لكن عمري كله عشت بوشي اللي انت كنت فاكرو .. بس الحمد لله ايام وعدت
متولي غير الموضوع لما لقى ادهم اتضايق : سيد قالي انك متجوز وعندك عيالك ماشاء الله عليهم .. ولد وبنت صح ؟
ادهم ابتسم : ايوه زياد وآية .. دول اكبر نعم ربنا .. ده احلى تعويض من ربنا
متولي : الحمد لله .. هدخل اشوفهم واسلم عليهم
ادهم دخل مع متولي اللي شاف عياله وفرح بيهم جدا و خرج معاه وصله لحد بيته وقعد معاه كتير يتكلموا عن اللي فات وادهم قرر انه لازم يعوضه عن كل مرة وقف جنبه فيها .. قبل ما يمشي عم متولي وقفه : استنى يا ابني
ادهم وقف وبصله : خير في حاجة !
متولي بتردد : هو ينفع اسألك سؤال خاص شوية !
ادهم ابتسم : انت بتسألني يا عم متولي ! اسأل علي طول
متولي ابتسم : هو انا ليه مش حاسك مبسوط ! يعني ما شاء الله وشك واتعالج وعيالك في حضنك واهلك ورجعولك وندموا ليه انت مش مبسوط ! انت ما بقتش مشوه !
ادهم اخد نفس طويل وفضل ساكت شويه : ماهو دي المشكلة ان معظم الناس بتحكم بالظاهر وبس ... انا فعلا كنت مشوه بس كنت متقبل حالتي واتعلمت اتعايش معاها لكن دلوقتي انا ظاهريا مش مشوه لكن للاسف مش متقبل شكلي ده ولا اقرب الناس ليا متقبلينه .. تعرف يا عم متولي اني بقيت بشتاق لوشي المشوه .. التشوه الداخلي اصعب بكتير جدا من التشوه الخارجي يا عم متولي .. انا مش عارف انت فاهمني ولا لأ ! ولا اصلا كلامي له معنى ولا انا بخرف بس كنت متخيل ان بتغير وشي كل المشاكل هتختفي وتتبخر لكن كنت غلطان .. وشي مالوش علاقة ابدا والتشوه اللي جوه روحي اعمق واصعب بكتير من اللي كان في وشي
عم متولي : لا مش بتخرف يا ابني وكلامك مفهوم بس علي قد عقلي اعتقد يا ابني ان جروح سنين مش هتداري ابدا بتغير وشك .. ارمي همومك وتكالك علي الله قادر هو يسعدك وييسر امورك .. وادي لنفسك فرصة ووقت علشان اللي جوه يتعالج زي اللي بره .. ايوه هتتعب وهتاخد وقت بس المهم يا ابني النتيجة.. اتوكل علي الله يا ابني وخليني اشوفك
ادهم ابتسم : بإذن الله
قام مشي ورايح لشغله وفضل يفتكر اللي فات ... افتكر كل مرة كان بيأكله فيها لما يتعاقب ويتحرم من الأكل .. افتكر محاولاته ديما للتخفيف عنه لما يكون متضايق او لما يلعبه .. افتكر اعياد الأم لما مكنش مسموحله يجيب هدية كان عم متولي يقطفله احلى ورد في الجنينة ويساعده يعملوا بيهم عقد او طوق علشان يعرف يهادي أمه .. افتكر كمان حزنه وإحباطه في كل مرة بيشوف اللي عمله في الباسكت مرمي في الزبالة ... حس بوجع كبير جواه .. مبقاش عارف يتجاهل الوجع ده وزاد عليهم وجع بعد حبيبته عنه .. الاول كان بيدفن نفسه في حضنها لكن دلوقتي حس انه رجع لوحدته من تاني ....
رجع البيت الظهر وقعد مع عيلته بس استغرب ان مراته وعياله مفيش
ادهم : العيال فين وليلى فين ! مش سامعلهم صوت يعني !
حنان : ليلى راحت المدرسة وزمانها جاية بينهم
ادهم باستغراب : ليه يعني ! في حاجة !
حنان : مش عارفه والله يا ادهم هيا قالتلي انها رايحة المدرسة ومش هتتأخر بس في تليفون اعتقد جالها من المدرسة
ادهم مشو وبدأ يقلق ان تكون حاجة حصلت لحد من العيال وهيا محبتش تقلق حد فمسك موبيله في ايده بيفكر يكلمها
أحمد : اتصل اتصل ما تتكسفش دي زي مراتك برضه
ادهم بصله : انت علي طول رخم !
أحمد بابتسامة : الصراحة اه .. المهم كلمها اطمن علي العيال كمان
ادهم يدوب هيتصل الباب اتفتح ودخلت ليلى بتزعق : انا مش عارفة انت ازاي تتخانق بالشكل ده وازاي تضرب العيال كده ! سيادتك عاملي بلطجي في المدرسة ولا ايه ! انا ابني يترفد من المدرسة !
زياد بيحاول يتكلم : يا ماما بس اسمعي
ليلى : مش هسمع ولا حرف واحد منك يا زياد والعيال دي هتعتذرلها وتتأسفلها
الكل كان وقف مع دخولهم بس هنا ادهم اتدخل : في ايه ! وبتعلي صوتك كده ليه !
ليلى بصت لجوزها : سيادته عامل بلطجي في المدرسة وبيضرب العيال واخد رفد ٣ أيام من المدرسة
ادهم كان زي القنبلة اللي بتهدد بالانفجار وبصوت غريب : وسيادتك بتزعقي فيه ليه ؟
ليلى بصتله باستغراب : بقولك اترفد
ادهم انفجر : ما يترفد !! فيها ايه ! اترفد من الجنة يعني ! انتي ازاي داخلة تزعقي في ابنك بالشكل ده ومش مدياله فرصة يتكلم ! هاه ! انتي بأي حق اصلا بتزعقيله ! لا وبتقوليله يعتذر ! بعتذر لمين ! لكلاب في المدرسة !
ليلى عندها حالة ذهول : ادهم انت بتقول ايه !
أدهم زعق اكتر واكتر : بقول انك كأم واجبك تقفي جنب ابنك قصاد الناس ! واجبك تدافعي عنه ! واجبك تنصريه لما الكل يعاديه ! واجبك تكوني في ظهره وسنده وتحميه مش جايه تزعقي وتقوليله يعتذر ! يعتذر لمين ! وليه ! هو انتي اصلا سمعتيه علشان تعرفي هو غلطان ولا لأ قبل ما تقوليله يعتذر !
ليلى حاولت تتكلم : في المدرسة قالوا
قاطعها بتزعيق : يقولو اللي يقولوه انتي تسمعي ابنك وكلامه تأمني عليه حتي لو انتي عارفه انه غلط فاهمه ولا مش فاهمه ! واياك تاني مره تزعقيله بالشكل ده وحذاري ياليلى تجبريه في يوم يعتذر لحد ... قسما بالله ما هيحصلك خير ابدا ..
احمد حاول يتدخل : ادهم اهدى شويه مش كده
ادهم زق ايده بعيد : لا مش ههدى والمدرسة دي انا هقفلها وهطربقها علي اللي فيها ! مش انا اللي ابني يترفد وكمان عايزينه يعتذر ! والله علي جثتي انه يعتذر لكلب في المدرسة دي .. وانتي ( بص لليلى اللي اتفتجئت ) ابنك انتي تعتذريله علي صوتك العالي معاه ودي اخر مره ليكي يا ليلى تعامليه بالشكل ده وتنسي ان دورك كأم تنصريه لما الدنيا كلها تقف ضده وتسنديه لما يقع وتوقفيه تاني علي رجليه ولو مش عارفة تقومي بالدور ده بلغيني وانا هعرف اتصرف ساعتها .. مفهوم !
وسط حالة الذهول اللي ليلى فيها ما ردتش بس اتفزعت من صوته وهو بيعيد كلامه : مفهوم ؟
ليلى بصوت تايه : مفهوم
ادهم بص لابنه وبصوته العالي : وانت ( زياد اتفاجيء وبص لابوه بخوف ) : اوعي تسمح لأي حد في يوم من الايام انه يسكتك ويمنعك تتكلم وتقول اللي حصل .. اوعي في يوم تشيل ذنب مش ذنبك .. اوعي تتحمل مسؤلية حاجة انت معملتهاش ... اوعي تسكت وطالما ليك حق تاخده فاهم !
زياد ساكت فأبوه زعق : فاهم ؟
ومع انه مش فاهم حاجة بس رد : فاهم
ادهم بص لابنه وحس بخوفه وده ضايقه فقرب منه وقعد قصاده وبلهجة هادية نوعا ما : اتخانقت معاهم بالكلام ولا ضربتوا بعض ؟
زياد بخوف نوعا ما : ضربتهم !
ادهم ابتسم وزياد اتفاجيء بأبوه بيقف : تعال نتغدى انا وانت بره وتحكيلي بالتفصيل يالا بينا ..
مسك ايده واخد منه شنطته ورماها علي اخر دراعه وبنظرة غضب وجهها للكل أخد ابنه وخرج وكلهم فضلوا مكانهم متسمرين وعرفوا ان الماضي عايش جوه أدهم بحذافيريه .. ومش عارف يخرج من دوامة الماضي ...
ونكمل بكرة
توقعاتكم
استنوني

ونكمل بكرة توقعاتكم استنوني

Ops! Esta imagem não segue nossas diretrizes de conteúdo. Para continuar a publicação, tente removê-la ou carregar outra.
المشوه ٣ بقلم الشيماء محمدOnde histórias criam vida. Descubra agora