جزء 8

64.3K 1.5K 58
                                    



الحلقة الثامنة


بقلم / الشيماء محمد
شيمووووو
شكر خاص لمصممة الغلاف

اللّهم رحمتكَ أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلّا أنت .. اللّهم طهرني من الذنوب والخطايا اللّهم نقني مِنها كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللّهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد. لا إله إلّا أنتَ سبحانك إنّي كنت من الظالمين ..

ليلى بلغت داليا بالعنوان وداليا بلغتها ان خلال دقايق هتكون عندها !
كان أدهم يدوب خارج من الأشعة وفي حالة صمت رهيبة ..
ليلى وقفت جنبه : حاسس بإيه ؟ كويس ؟
أدهم بدون ما يلتفت لها : ما تشغليش بالك
ليلى كانت هترد بس تراجعت وسكتت وافتكرت داليا : صح داليا كلمتني وعرفت انك هنا فقالت جاية تشوفك
كانت منتظرة رد فعله بس هو كان عادي ، لا مبالي ..
ليلى حست انه ما سمعهاش : أدهم أنا بكلمك ..
أدهم بصلها : نعم !
ليلى : داليا جاية ! هتنتظرها !
أدهم : معرفش انتو حرين مهياش من بقية أهلي ولا انا مسؤول عنها ولا انا قولتلها تيجي
ليلى : هيا لما عرفت انك هنا أصرت تيجي
حسين اتدخل : كده كده هننتظر الأشعة تظهر تعالوا نقعد في الكافتيريا شوية نشرب أي حاجة ..
قعدوا كلهم وداليا وصلت كلمت ليلى وعرفت مكانهم وراحتلهم وقعدت معاهم وسلمت علي أدهم وفضلت تسأل فيه أسئلة كتيره هو مردش عليها واللي كان بيرد كانت حنان او ليلى
داليا بقلق : هو ساكت ليه كده ! في إيه اللي حصله ! واتعور كده إزاي ؟
أحمد رد : إتعور في شغله وساكت لأنه تعبان شوية مش أكتر
داليا بصت لأدهم وأصرت عليه يتكلم : أدهم ! انت كويس !
أدهم أخد نفس طويل وبصلها وبصلهم كلهم ووقف : أنا كويس واللي انتو كلكم بتعملوه ده مالوش لزوم .. ( بص لابوه ولامه ) اعتقد طاوعتكم أهو وعملت كل اللي طلبتوه .. دلوقتي بقى بعد إذنكم
كلهم وقفوا وكلهم اتكلموا مع بعض يسألوه هيروح فين !
أدهم شاور بإيده وكلهم سكتوا : محتاج اخرج شوية فزي ما عملت اللي يريحكم سيبوني أعمل اللي يريحني !
ليلى نادت عليه بعد ما مشي خطوتين فوقف بدون ما يبصلهم وهيا راحت ووقفت قصاده
ليلى بقلق : ينفع أطلب منك طلب !
أدهم بجمود : نعم !
ليلى بتوتر : الدكتور عطاني رقم دكتورة اسمها هالة وعايزين نروحلها
أدهم باستغراب : تعبانة روحي اعتقد احنا في مستشفى أهو
ليلى : مش حكاية تعبانة ..
أدهم بصلها : أمال حكاية إيه !
ليلى : الدكتور رشحهالنا نروحلها أنا وأنت !
أدهم بعدم فهم : نروحلها انا وانتي !! ليه ؟
ليلى بتوتر : يعني .. تساعدنا .. في اننا نتقبل وضعنا الجديد .. ونتقبل التغير اللي حصل !
أدهم بصلها كتير ومرة واحدة سابها ومشي وهيا جريت وراه واتكلمت : على فكرة المفروض ترد عليا مش تمشي بالطريقة دي !
أدهم وقف وبصلها واتكلم بغضب واضح للكل : والله أنا متقبل التغير اللي حصل ومتقبل وضعي الجديد سيادتك بقى مش متقبلاه ومش متقبلة جوزك فدي مشكلتك انتي مش مشكلتي أنا ولما توصلي سيادتك لحل لمشكلتك إبقي عرفيني .. بعد إذنك
ليلى فضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل إيه اما داليا فاستأذنت وانسحبت بسرعة ورى أدهم وليلى عرفت انها راحت وراه وطلعت وراهم تشوف هتمشي مع جوزها ولا ايه اللي هيتم ؟
أدهم وقفته داليا بتجري وراه لحد ما وقف
داليا : في إيه مالك وايه اللي حصل ! وازاي ما تبلغنيش باللي حصلك !
أدهم بضيق : داليا انا تعبان ومخنوق حاليا خليني أكلمك بعدين !
داليا باهتمام : أدهم إنت محتاج لحد دلوقتي خليني جنبك !
أدهم بضيق : معلش اعذريني انا حابب افضل لوحدي دلوقتي .. بعد إذنك
سابها ومشي وهيا فضلت وحدها وليلى فرحت ان أدهم ما أخدهاش معاه .. ليلى رجعت لحسين وحنان اللي نظراتهم ليها معجبتهاش
حسين بغضت مكتوم : وبعدين معاكي ! هتضيعي جوزك منك
ليلى : وانا بإيدي إيه وما عملتوش ؟
حنان : بإيدك كتير يا ليلى ، انتي رافضة جوزك ، ليه خليته يسافر ويعمل عملية التجميل طالما انتي بتحبيه زي ماهو !
ليلى بعصبية : لان ده ابسط حقوقه .. مكنش ينفع امنعه او ارفض انه يسافر مكنش ينفع . بعدين هو ما سافرش علشان خاطري بس هو سافر كمان علشان حضرتك
وجهت كلامها لحسين اللي استغرب ورد : علشاني ؟؟ علشاني ازاي يعني !
ليلى بتوتر : علشان يقلل من احساسك بالذنب ويساعدك تحسن شعورك ناحية نفسك فبلاش كلكم تحطوا كل الاسباب عليا لوحدي
ادهم سافر ارضاء للكل مش ليا انا لوحدي
حنان : بس ده ما يمنعش انك انتي العامل الاساسي يا ليلى وما تقدريش تنكري ده ! ايوه في اسباب كتير بس السبب الرئيسي كان انتي
ليلى هربت بنظرها من حماتها وماردتش عليها وقررت تروح لدكتورة هناء وتتكلم معاها ..
طلعت الاشعة وكانت سليمة وروحوا بعدها وفي انتظار رجوع أدهم البيت وكل شوية ليلى ترن عليه بس موبيله مقفول ..
اخر النهار رجع والكل اتجمع عليه بس هو بإشارة واحدة وقف الكل ونطق جملة واحدة : ارجوكم تعبان ومحتاج ارتاح ومش حمل اي كلام .. بعد إذنكم
سابهم وطلع لأوضته ومراته وراه وبعد ما دخلوا أوضتهم
ليلى : حبيبي اجيبلك تاكل !
أدهم بصرامة : اعتقد وضحت تحت اني محتاج ارتاح .. سيبيني لوحدي اذا سمحتي
حاولت تتكلم تاني بس وقفها بنظرة منه فسابت الأوضة كلها وخرجت ..
اترددت بالليل تدخل اوضتها تنام فيها ولا تنام مع العيال وبعد تفكير طويل دخلت أوضتها كان نايم في السرير وهيا فضلت جنبه معندهاش الجرأة حتى تتنفس بصوت عالي لحد ما النهار نور وهو قام وانسحب بهدوء لشغله ..
ليلى قررت تروح للدكتورة وبالفعل كلمت جوزها تستأذنه
ليلى : أدهم بعد إذنك انا هروح للدكتورة اللي قولتلك عليها
أدهم بصرامة : اعملي اللي يريحك
ليلى : لو مش عايزني أروح مش هروح
ادهم : لا عمري منعتك من دكاترة ولا همنعك دلوقتي ايا ان كان السبب .. انتي محتاجة لدكتور روحي
ليلى بأمل كداب : طيب مش هتيجي معايا ؟
أدهم : لا طبعا مش هروح ..
ليلى : انت عمرك ما سيبتني اروح لدكتور لوحدي قبل كده !
ادهم : ده لما كنتي مراتي بجد وكنتي قبل ما بتخطي خطوة كانت ايدينا في ايدين بعض مش دلوقتي ومش علشان السبب ده شوفي يا ليلى خلاصة الكلام محتاجة لدكتورة روحي مش همنعك بس خرجيني انا بره الموضوع ده ودلوقتي بعد اذنك يا ليلى ورايا شغل !
قفل وهيا فضلت مكانها باصة للفون في ايدها كتير وفي الاخر قررت ما تروحش للدكتورة وهيا بنفسها هترجع جوزها لحضنها ، هيا ولا صغيرة ولا محتاجة لوسيط بينها وبين حبيبها ..
أدهم اخر النهار رجع وما سألهاش عملت ايه بس هيا بلغته انها قررت ما تروحش وهو ما اهتمش ولا فرق معاه او ده اللي ظهر منه ..
و بصمت راح لسريره ونام بدون ما ينطق كلمة واحدة ..
الفجوة بتكبر كل يوم بينهم ورافض اي قرب منها وجروحه الظاهرية بدأت تخف واحدة واحدة .. واثارها بتخف وتختفي .
داليا كل يوم بتتصل بأدهم تطمن عليه وتتكلم معاه
داليا : المهم يا أدهم طمني عليك انت فعلا بقيت كويس ! معجبتنيش خالص لما شوفتك آخر مرة
أدهم بضيق : أكيد مش هعجب اي حد وانا وشي متبهدل كده
داليا بسرعة : انا مش قصدي على وشك خالص أنا بتكلم عن حالتك النفسية يا أدهم
أدهم : أنا كويس يا داليا ما تشغليش بالك انتي
داليا : أولا قولي دولي بلاش داليا دي وثانيا لو مش هشغل بالي بيك هشغل بالي بمين ! هاه !
أدهم تهرب من أجابتها : المهم أنا مشغول حاليا ولازم أقفل ابقى أكلمك بعدين أوك !
داليا ابتسمت : اوك يالا باي وتيك كير
ادهم قفل واتأفف بضيق وبخنقة من كل اللي حواليه ..
عيد ميلاد آية قرب وأدهم فكر ياخدهم ويسافر لاي مكان يومين ويحتفلوا بيه لوحدهم وبدأ يخطط لده
رجع يوم الظهر تعبان وقعد وسط العيال وهما بيرسموا وهو متابعهم وقرر يبلغ ليلى بفكرته .
ليلى خرجت من المطبخ ولقته قاعد وراحت قعدت جنبه : جيت امتى ! ما سمعتكش
ادهم بص ناحيتها : يدوب داخل
ليلى : الغدا خلاص دقايق ويجهز
أدهم بصلها قوي : هو ليه انتي بتعملي الأكل ؟ مش في شغالين للموضوع ده !
ليلى ابتسمت : اه في وبعدين انا مش بعمل الأكل لوحدي انا بس ساعات بدخل لو حابة اعمل حاجة مخصوصة مش أكتر او اشوف مثلا عملوا ايه لان زي ما انت عارف عيالك مش بياكلوا اي حاجة وساعات بيكونوا متطلبين ..
أدهم هز دماغه بتفهم وبص لعياله وبعدها يدوب هيفاتح ليلى بفكرته دخل أبوه وأحمد وقعدوا قصادهم
حسين بتعب : إيه الجو الصعب ده ؟ الدنيا هتولع بره !
أحمد : انا قولت لحضرتك تروح من بدري وانت رفضت
حسين : كان لازم احضر الاجتماع ده ( بص لأدهم ) انت رجعت امتى !
أدهم : يدوب داخل .. بعدين الجو مش حر قوي
حسين واحمد بصوا لبعض وبصوله باستغراب والاتنين مع بعض : نعم ! مش حر !
أحمد : ده اللي هو ازاي يعني ؟
أدهم ابتسم : عادي مش للدرجة دي .. في حر أكتر من كده
حسين : اكتر من كده يا حبيبي هنسيح واحنا ماشين ده درجة الحرارة تلاقيها ٥٠ ولا حاجة
ادهم ابتسم : لا ما وصلتش لل ٥٠ درجة الحرارة النهاردة تقريبا ٤٣
أحمد بتريقة : لا بجد ! تصدق فرقت ! ده احنا بنستعبط على كده .. استنى كده يمكن أبرد لما عرفت انها ٤٣ !
كلهم ضحكوا وادهم ضحك : انت اصلا مجربتش الحر اللي بجد
أحمد باستسلام : ومش عايز اجربه كفاية عليا الحر ده .. رضا والحمد لله يا سيدي
حسين بص لليلى : المهم سيبونا من الحر ، ليلي جهزتي اللي طلبته منك وعزمتي كل اصحاب آية ! ومدرساتها ! واصحابكم !
ليلى ابتسمت : اه عزمتهم كلهم فاضل بس اصحاب أدهم ( بصتله )
أدهم بصلها وهو مستغرب : بتتكلموا عن ايه مش فاهم انا حاجة !
ليلى بحماس : عيد ميلاد آية ! دي متحمسة جدا وراحت بلغت جدها وهو بينظملها لحفلة كبيرة جدا وعزموا كل اصحابهم هيا وزياد وانا عزمتلهم المدرسين كمان وعزمت كل اللي نعرفهم فاضل انت ! يعني صحابك ولا شوف عايز تعزم مين !
أدهم فضل باصص ناحيتها شوية مش قادر يحدد مشاعره ايه بس باصصلها
أحمد لاحظ نظراته دي : إيه مالك !
أدهم دور نظره ناحية أخوه ووقف : لا مفيش بس تعبان وزي ما انتو بتقولوا حران ومحتاج أغير هدومي دي واخد شاور بارد .. بعد اذنكم
حسين وقفه : طيب صحابك ! والحفلة !
أدهم بصله وهو طالع : ليلى هتقوم بالواجب وهيا زي ما قالت عزمت كل معارفنا ..
زياد كمان وقفه : بابا مش هترسم معانا ؟
أدهم : حبيبي راجع تعبان اعذرني دلوقتي ..
زياد بص لاخته ورجعوا يكملوا رسمهم
اما حسين وليلى بصوا لبعض باستغراب وبصوله لحد ما اختفى ..
أدهم دخل أوضته ودخل ياخد الشاور البارد وفضل واقف يفكر في حياته واللي بيحصل حواليه .. معقولة دي حياته ؟ وهيفضل كده مالوش اي دور ومش عارف يندمج معاهم ؟ طيب ياترى هو الغلط عنده هو ولا فين ! زمان مكنش عارف يندمج مع اللي حواليه لانه مشوه طيب دلوقتي ليه مش عارف برضه يندمج معاهم ! ليه حاسس انه بقى مهمش في حياة كل اللي حواليه ده حتى عياله كمان مش عارف يكون له دور في حياتهم !
خبط على الباب قاطع أفكاره ودخول ليلى
أدهم : خير في حاجة !
ليلى بصتله بشوق نوعا ما لان شكله مغري تحت الدش : هو لازم يكون في حاجة علشان ادخل عندك !
أدهم مكنش متقبل منها حتى الكلام ورد باقتضاب : لا مش لازم
قفل المية وشد أقرب فوطة له ولف وسطه بها وشد فوطة تانية حطها حوالين رقبته وخرج من الحمام وتجاهلها وهيا استغربت وخرجت وراه وقعدت تراقبه بينشف شعره من فترة للثانية بيبصلها في المراية لحد ما تعب من مراقبتها فبصلها : نعم في ايه !
ليلى استغربت هجومه اللي مالوش مبرر : الغدا جاهز وجيت انادي عليك مش أكتر
أدهم باقتضاب : مش عايز اتغدى .. انزلي انتي اتغدي مع عيالك
ليلى باستغراب : أدهم الكل منتظرك واحنا ما صدقنا تيجي مرة في ميعاد الغدا كمان مش عايز تقعد معانا !
ادهم : والله انا حر
بدأ يلبس هدومه وهيا برضه واقفة فبلصها : وبعدين !
ليلى بإصرار : انزل معايا يالا
أدهم : قولتلك مش عايز هو بالعافية يا ليلى ولا ايه ! مش عايز يا ستي اكل
ليلى قربت منه وقفته وهو رايح للسرير مسكته من دراعه وسندت راسها على ظهره : في ايه بس ؟ مالك ! انت ليه بعيد عني كده !
أدهم شد نفسه منها بعنف نوعا ما ولف نفسه واجهها وسط استغرابها من شده لنفسه بالطريقة دي
أدهم بصلها : انتي بتجبريني على البعد ده ! تصرفاتي يا ليلى ماهي الا رد فعل ديما لتصرفاتك
ليلى بعدم فهم : رد فعل ! رد فعل يا ادهم ! طيب ليه ! انا عملت ايه هاه ! انت راجع من شغلك واعتقد لو لسه بفهمك كنت طبيعي ايه اللي حصل في الدقايق دي قلبك كده ناحيتي ؟ هاه ! مرة واحدة لقيتك اتغيرت وقمت وانسحبت
أدهم ضحك بوجع : مش عارفة ليه ! مفيش فايدة ! بقولك ايه ! انزلي اتغدي وسيبيني أنام شوية قبل ما انزل علشان ورايا شغل بعد ساعتين وعايز أنامهم الساعتين دول ممكن ؟
ليلى باصرار : طيب قولي مالك ؟ ارجوك يا أدهم على الأقل فهمني طيب ! خليني احاول أصلح اللي بيضايقك ! اديني على الأقل الفرصة دي
أدهم فضل شوية ساكت بيقلب كلامها في دماغه وبيسأل نفسه يقولها ولا لأ ! يتكلم ولا مالوش لازمة الكلام
ليلى قربت : ايه اللي ضايقك ! احنا ما اتكلمناش غير في موضوع حفلة عيد ميلاد آية معقولة ده اللي ضايقك ؟ طيب ليه ! خلاص لو مش عايز نعملها حفلة بلاش .. مش هعملها حفلة يا أدهم كده مبسوط !
أدهم غمض عنيه وبص للسقف بضيق ورجع بصلها تاني وهو بيهز دماغه بفقدان أمل : مش الحفلة يا ليلى اللي ضايقتني ومش حفلة بنتك اللي هتضايقني أكيد
ليلى بتوهان : امال إيه طيب ! ايه اللي ضايقك !
ادهم بنفاذ صبر وبفقدان أمل : حاليا يا ليلى اللي مضايقني انك مش عارفة ومش فاهمة ايه اللي مضايقني !
ليلى : انت بقيت غريب عني مبقتش فعلا فهماك
ادهم بتأكيد : انا ما اتغيرتش انا زي ما انا يا ليلى للاسف .. لو في حد فينا اتغير فأكيد مش انا الحد ده ...
ليلى بنفي : وانا ما اتغيرتش
أدهم باستسلام : يبقي الظروف اللي حوالينا هيا اللي اتغيرت وللاسف احنا الاتنين مش عارفين نتعامل مع الظروف الجديدة دي
ليلى : يبقى نروح لحد يساعدنا يا أدهم
ادهم باصرار : مش هروح لدكاترة نفسيين يا ليلى ريحي دماغك وبطلي تفتحي الموضوع ده انتي عايزة تروحي مش همنعك لكن انا مش هروح خلاص .. ممكن بقى تسيبيني أتنيل وأنام ولا أشوفلي مكان تاني أنام فيه !
ليلى : طيب هسيبك بس برضه عرفني الاول ايه اللي ضايقك لما مش حفلة آية
ادهم باستسلام : حاضر هقولك .. مش الحفلة في حد ذاتها اللي ضايقتني يا ليلى اللي ضايقني هو تخطيطك لحفلة لبنتي بدون ما تعرفيني .. ده انتي كمان عزمتي الناس وانا ايه ؟ بتعرفيني من باب العلم بالشيء ! ولا انا ماليش دور للدرجة دي ولا ليا رأي ؟ ما فكرتيش مثلا اني ممكن أكون مخطط لحاجة تانية !
ليلى هنا استوعبت غلطها وعرفت انها بعدت خطوات تانية عن جوزها وكبرت المسافة بينهم اكتر ما هيا كبيرة بس ما تخيلتش ابدا انه ممكن يكون فاكر أصلا عيد ميلاد بنته بس من إمتى هو بينسى مناسبات مهمة زي كده ! عمره ما نسي ابدا اي مناسبة
حاولت تبرر موقفها وانقاذ ما يمكن إنقاذه : حبيبي انا ابدا مفكرتش كده بس كل الحكاية انك وسط مشاكل كتير وحبيت اني ما اتقلش عليك بحاجة زي دي
ادهم بذهول : ما فكرتيش وما حبتيش تتقلي عليا ! انتي مقتنعة باللي بتقوليه ده ! انتي فعلا مفكرتيش في جوزك نهائي ومبقاش له قيمة عندك علشان تهتمي برأيه
ليلى دفاعا عن نفسها : مش كده
ادهم زعق : امال ازاي ! فهميني انتي يمكن انا بقيت غبي وبطلت افهم .. فهميني انتي من امتى عيد ميلاد حد من عيالي كان تقيل عليا علشان حبيتي تخففي عني !
ليلى : ادهم مش كده .. كل الحكاية ان باباك حب يعمل الحفلة دي بنفسه كان المفروض ارفض يعني ولا اقوله ايه !
ادهم : كان المفروض تقوليله اشوف ادهم .. هشوف أبوها يقول ايه يمكن يكون في دماغه حاجة ... ده اللي كان المفروض تقوليه مش تروحي تخططي وتعزمي وتبلغيني زي اللي عزمتيهم بالمعاد .. الله لا يسيئك شوفي وراكي ايه وابعدي عني دلوقتي
ليلى قربت وحاولت تلمسه لكن بعد واتكلم بهدوء : ابعدي عني دلوقتي بلاش تجيبي اخرها يا ليلى وسيبيني لوحدي دلوقتي لاني مش مستحمل منك كلمة واحدة حتى ..
ليلى نطقت : ادهم
قاطعها بسرعة : بلاش ارجوكي لاخر مرة هقولك سيبيني دلوقتي بدال ما اخد خطوة مش هتعجبنا انا على اخري ومش عارف افكر فبلاش تخليني اتصرف تصرف نندم عليه وابعدي عني دلوقتي يا ليلى ارجوكي .. انا بترجاكي اهو ابعدي عني دلوقتي
ليلى خرجت وسابته وهيا بتلعن غباءها ألف مرة ومرة ومش عارفة ليه هيا بقت بالغباء ده وليه كل ما بتحاول تقرب خطوة من جوزها بتبعد قصادها عشر خطوات ..
ادهم حاول ينام بس من كتر ضيقه معرفش ينام فقام لبس هدومه ونزل كانوا بيتغدوا
حسين : ادهم تعال يالا طالما صحيت
ادهم باعتذار : لا معلش استدعوني في الشغل ولازم امشي بعد اذنكم
انسحب بسرعة قبل ما حد يتكلم وكلهم بصوا لليلى اللي بصت لطبقها
حنان : هو متضايق من حاجة يا ليلى ؟
ليلى حاولت تبتسم : لا بس اكيد زي ما بيقول استدعوه حضرتك عارفة ظروف شغله
تقبلت كلامها او تظاهرت بكده ..
أدهم ركب عربيته واتحرك وموبيله رن وقبل ما يبصله كان عارف مين بيرن وبالفعل لقاها زي ماهو متخيل مسك الفون ورد عليها
أدهم : خير يا داليا
داليا : مش قولنا دولي .. وبعدين معاك بقى !
ادهم عدل جملته : خير يا دولي !
داليا : ايوه كده على العموم خير .. بطمن بس عليك .. انت فين كده !
ادهم : في عربيتي
داليا : اشمعنى ! مروح ولا ايه !
ادهم : لا مش مروح .. رايح شقتي هريح فيها شوية بعيد عن الفيلا
داليا ابتسمت : طيب ما تيجي نتغدى مع بعض واقعة من الجوع صراحة ومش حابة اروح انا كمان
ادهم فكر شوية وبعدها : انتي فين ! هعدي عليكي
داليا بانتصار وصفتله مكانها وهو خلال دقايق كان وصلها فقفلت عربيتها ونزلت لعربيته وقعدت جنبه : اجمل حاجة المواعيد اللي بدون تخطيط دي
ادهم بصلها : جيتي في وقتك اصلا الواحد مخنوق ولو فضلت لوحدي دماغي هتفضل تودي وتجيب .. المهم نتغدى فين !
اقترحت مكان وهو اخدها وراح بس دماغها هيا اللي فضلت تودي وتجيب في كلام ابوها وأمها انها مجرد مسكن مش أكتر لانها حست بكده فعلا بس تجاهلت تفكيرها ده واقنعت نفسها انه بيحتاجلها ولازم تفضل جنبه وهو مش هيستغنى عنها
داليا : مالك ايه اللي خانقك ! اتخانقت مع ليلى ولا حاجة !
ادهم بصلها : احنا مش بنتخانق بس كمان ما بقيناش بنتفق .. معرفش ايه اللي حصلنا
داليا : طيب ايه اللي مزعلك !
ادهم : تصدقيني لو قولتلك مش عارف !! مش عارف ايه اللي مزعلني ! المهم اني مخنوق من الكل ..
داليا : حاول بس ما تفكرش كتير
ادهم : ما انا اهو معاكي علشان ما أفكرش من أصله .. يالا ندخل !
دخلوا وقعدوا وطلبوا الاكل وبيتكلموا مع بعض
داليا : مش هتقولي برضه ايه اللي ضايقك ؟
ادهم بصلها : هو انتو ليه لما بتبقوا عايزين تعرفوا حاجة بتصروا قوي عليها ! ليه ما بتسألوش مرة وبس !
داليا ضحكت : مش لازم نفهم ! دي طبيعتنا
ادهم ابتسم : يعني مش هتبطلي تسألي !
داليا : هبطل اكيد بس لما تجاوبني اجابة ترضيني
ادهم : اممممم ..
داليا بصتله : هاه !
ادهم بصلها : هاه ايه !
داليا : ايه اللي ضايقك ؟
ادهم : برضه ! مفيش فايدة ؟
داليا : طبعا مفيش .. ايه اللي حصل !
ادهم اخد نفس طويل ورجع لورى في كرسيه وبيلعب بالشوكة في طبقه : مفيش بس ليلى عاملة حفلة كبيرة لعيد ميلاد آية !
داليا باستغراب : وانت ايه اللي يضايقك في كده !
أدهم بصلها : كنت مخطط لحاجة تانية
داليا باستغراب : وليلى رفضت يعني خطتك واختارت الحفلة ؟
أدهم : لا طبعا ليلى ما تعرفش اصلا اني كنت مخطط لحاجة
داليا باستغراب : طيب ايه اللي ضايقك ؟ ماهو الحق يتقال انت تزعل لو انت معرفها وهيا رفضت واختارت الحفلة !
ادهم وضحلها : لا يا دولي .. اللي ضايقني انها خططت ونفذت من غير ما تعرفني او تاخد رأيي .. ليلى خططت واتفقت وعزمت كمان اللي هيحضروا الحفلة وبتبلغني بعد ما خلصت زيي زي اي حد غريب
داليا هزت دمافها بتفهم : اه فهمت
أدهم : اتضايق ولا مش من حقي ؟
داليا : حقك طبعا .. كان لازم تاخد رأيك الاول على الأقل قبل ما تعزم الناس وبعدين المفروض تحدد معاك أبسط حاجة الميعاد مش يمكن ما تكونش فاضي في اليوم ده ؟
أدهم بتأكيد : مثلا .. صح كده ! مش ده المفروض ولا انا بتبلى عليها ولا ايه ! مش ده الصح يا دولي !
داليا بتأكيد : أيوه طبعا .. المهم هتعمل ايه !
ادهم : ولا حاجة .. خليها تعمل حفلتها
داليا : طيب هيا ايه كانت خططك ؟
ادهم سرح شوية : كنت ناوي اخدهم اي مكان ونسافر واعمل لآية حفلة على البحر
داليا : ياه يا بختها محدش يعملي انا حفلة على البحر !
ادهم : انتي عيد ميلادك امتى ؟

المشوه ٣ بقلم الشيماء محمدWhere stories live. Discover now