فائز آخر

373 29 26
                                    

في تحدي هذا العام كان التنافس شرسًا، لدرجة أن حصلنا على فائز بالمركز الثاني ..

هذه المرة الفائزة هي قصة مميزة بعنوان ساحر  هو "حرية زائفة"، ومن كتابة فتاة متألقة بقلمٍ جذاب  SamarFakhry40

هنيئًا لك الفوز وها هنا نقد مقدم كهدية لكِ من فريق النقد..

يقال أن العبرة في خواتيم الأمور، لكن ماذا لو تجلت العبرة في قصتها! 

فبين انحناءات الخزامى تراها كظامئٍ يتلظى بأور التيه، ممنيًا روحه بالخلاص والري؛ عبر اتباعِ سرابٍ محض لا يكف عن دعوتها إليه باسم الهوى... فهل لخلاصها من سبيل؟

ومن بين المرجان، تألقت لؤلؤة متقمصة دور السارد، لترخي ستار الزمكان ثم تقول بألقٍ لاطف محيا الشمس: "هل تظنون أني كنت هكذا طوال عمري، فقد مررت بالكثير والكثير..." لأن الناظر إليها اللحظة لا يصدق كونها نتجت عن ذرة تراب خاضعة لكمٍ من التحولات في غيهب صدفةٍ تلقفتها بغتة إثر دفعة تيار!

وفق الكاتب في استعانته بأسلوب السرد الذاتي، وأيد ذلك عفوية السرد؛ إضافةً إلى تخلل الوصف له بانسيابية محضة، إلا أن تكدس بعض الفقرات في قالبٍ طويل أمر غير محبذ، خاصةً أن الفصل بينها ممكن؛ ويكون أقوم إن تم العمل به.

جاء هذا إضافةً إلى التكرار والتأكيد مع مسحةٍ من المماطلة على الشيء الواحد في مواضع عدة؛ مما أورث النص امتدادًا لا لزوم له وإن كان في سبيل العظة، ثم أصدقكِ القول يا كاتبتنا أن إيصال فكرة والمغزى؛ إضافةً إلى حفظ الخلفية العفوية الدرامية مميزة الطابع أمر ممكنٌ بل ومحتمٌ دون الألفين وخمس مائةٍ وثلاثٍ وخمسين كلمة كاملة؛ "لأن القصة عمل فني مستقل ذو بناء متميز ومحبوك على نحو يجعل منه عملًا غير قابل للمط..." [١]

وفيما كان كلٌ من المكان والحوار موافقًا لهيئة العمل الأدبي، لم يكن التشويق ذائع الصيت، ليس لأن القصة ذات طابعٍ ديني واجتماعي؛ بل لأن كاتبنا لم يدع منفذًا يسمح للتشويق بالتسلل في أوردة النص نسبة لمقاطع ك: "لقد كنت متحمسة كثيرًا كي أعيش تلك الحرية التي لطالما حلمت بها،..." هنا قد يشعر القارئ بمولد التشويق؛ لأن البطلة تأخذ خطوةً مغايرةً عن كل الذي عهدته، إلا أن العبارة التالية تقف بالمرصاد هاتفةً: "... حلمت بها، وما كانت حينها إلا زيف لم أفهمه إلا عندما عشت التجربة بكل ما فيها" وفي ذلك نوعٌ من التكرار لما ورد في البداية.

واكبت فكرة القصة بسطةً مما نعايشه واقعًا، وكانت بينةً جليةً دون غبشٍ؛ نسبة لوحدة النص الجاري في مصبٍ مفرد لا انشقاق له، وصحيح أنها لم تكن بالفكرة المبتكرة، لكن الحق أن بها قبسًا مضرجًا بعنفوان الحداثة المعاصر الذي امتزج مع هالة الفكرة الوجدانية؛ فمنحها نكهةً خاصة.

ازدانت البدايةٌ بمقدمةٍ فنية جذابة تهمس في أذن قارئها بكل عذوبة :"أن اتبعني"  ليلبي الآخر أمرها دون عصيان، فسلمت أنامل كاتبٍ تخير بداية قصته بعناية.

تحدي «سلام»Where stories live. Discover now