اسم الفعل واسم التفضيل.

217 10 0
                                    

أهلًا وسهلًا بأصدقائنا الأعزاء، ومرحبًا بكم في قلعة الفرسان، نحن سعيدون باستضافتكم مرة أخرى.
هل جئتم لتعلم المزيد عن لغتنا الحبيبة؟ إذًا فلتفرحوا وتهلّلوا؛ ففارستكم المفضّلة (كما آمُل) نيون ستكون معكم اليوم لتعطيكم ما تريدون.
ليتقدم أحدكم ويختر إحدى قبضتي هاتين، أتريدون اليمنى أم اليسرى؟
هذه؟ ممتاز! لقد اخترتم اسم الفعل.

تسألون ما هو اسم الفعل؟ إذًا تفضلوا بالجلوس وأنصتوا جيدًا، إنه موضوع شيّق!
اسم الفعل هو «كلمة مبنية تدل على معنى الفعل وزمنه ولكنها لا تقبل علاماته، لذلك لا تُسمى فعلًا.»
ماذا يعني هذا؟ سنقسّم التعريف لثلاث أجزاء ونشرح كلًّا منها على حدة.

أولًا: «كلمة تدل على معنى الفعل...»
يعني هذا أن اسم الفعل لا يمكن تصنيفه على أنه فعل (مثل ذَهَبَ، أو يَخْرُجُ، أو اسْتَعِد)، ولا يُعتبر حرفًا (مثل عن، أو إلى)، وليس اسمًا عاديًّا (مثل حقيبة، أو وفاء، أو مربى). بل هو اسم يعني معنى الفعل، مثل (صَهْ) التي تعني (اصمت)، و(هَيْهَات) التي تعني (بَعُد) وغيرهما آخرون.

ثانيًا: «...وتدل على زمنه...»
يعني هذا أن أسماء الأفعال تدل على زمن الفعل كما يفعل الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر، فالأسماء (شَتَّان) و(هَيْهَات) و(سُرْعَان) تعني (افترق) و(بَعُد) و(سَرُع) على الترتيب، وجميعها تعتبر أسماء أفعال ماضية حدثت وانتهت.
بينما (أُفٍّ) و(قَطْ) و(ويْ) تعني (أتضجّر) و(يكفي) و(أتعجب)، وهي أمثلة لأسماء أفعال مضارعة تحدث الآن.
وأخيرًا (هاكَ) و(آمِين) و(رُوَيْدَك) تعني (خُذ) و(استجب) و(تمهّل)، وهي أمثلة لأسماء أفعال أمر.

ثالثًا: «...ولكنها لا تقبل علاماته»
لتفسير هذا الجزء قد أحتاج لشرح علامات الفعل لكم أولًا.
لكل فعل من الأفعال الثلاثة (الماضي، المضارع، الأمر) علامات يتميّز بها عن الباقين، علامات الفعل الماضي هي تاء الفاعل (كما في صَنَعَ ← صَنَعْتُ) وتاء التأنيث (كما في ارْتَجَلَ ← ارْتَجَلَتْ)، ولعلكم تدركون أن هاتين التاءين لا تلحقان الفعل المضارع أو الأمر، جرّبوا إضافتها للفعلين (يَقُومُ) و(اسْمَعْ) وسترون ذلك.
أما عن الفعل المضارع فعلاماته هي (لم) الجازمة، والسين و(سوف)، وعلامات فعل الأمر هي ياء المخاطبة ونون التوكيد.
نعود لأسماء الأفعال، هي لا تقبل هذه العلامات، مثلًا اسم الفعل (سرعان) هو اسم فعلٍ ماضٍ، لكن لا يحتمل إضافة إحدى التاءين، واسم الفعل المضارع (أوّاه) -بمعنى أَتَوَجَّعُ- لا يحتمل إضافة سوف أو لم، وأخيرًا اسم فعل الأمر (حَيَّ) -بمعنى أَقْبِل- لا يحتمل إضافة ياء المخاطبة أو نون التوكيد.

هل عرفتم ما أسماء الأفعال الآن؟ ممتاز، لكنني أرى سؤالًا باديًا على ملامحكم الفضولية: «كيف نصيغها؟»
لا تستعجلوا، سأخبركم بكل شيء. لأسماء الأفعال ثلاثة أنواع من حيث صياغتها:
النوع الأوّل: أسماء الفعل المرتجلة: وهي التي استعملها العرب منذ البداية ولم تستخدم لمعانٍ أخرى، مثل (هيهات) و(أفٍّ) و(هلمّ).
النوع الثاني: أسماء الأفعال المنقولة: وهي كلمات لها معانٍ أخرى، لكن نُقلت إلى معنى الفعل، وقد تكون إحدى ثلاثة أمور:
أ‌.         جار ومجرور، مثل: (إليك) والتي تعني (خذ)، كما في جملة «إليك الكتاب.»
ب‌.     ظرف، مثل: (مكانك) والتي تعني (اثبت)، كما في قولهم «مكانك أيها اللص!»
ج‌.      مصدر، مثل: (رويدك) والتي تعني (تمهّل)، كما في قولهم «رويدك يا أخي.»
النوع الثالث: أسماء الأفعال القياسية: وهي التي تصاغ قياسيًّا من الفعل الثلاثي المتصرف التام على وزن (فَعَالِ)، مثل (حَذَارِ) من الفعل (حذر) بمعني (احذر). وهي دائمًا مبنية على الجر.
والآن بعد أن تعرّفتم على اسم الفعل قد تتساءلون: لماذا وُجد من الأساس إن كان لكل اسم فعل فعل مقابل له؟ سأجيبكم بأن استخدام أسماء الأفعال قد يكون أحيانًا أبلغ من استخدام الفعل الموازي له، «خير الكلام ما قلّ ودلّ»، صحيح؟ واسم الفعل قد يختصر بعض الكلمات من الجمل ويكون له وقع أكبر في النفس.
مثلًا بدل قول «توقف حيث أنت أيها الهارب!» أليس من الأقوى أن نقول «مكانك أيها الهارب!»؟
وعوضًا من «كم تؤلمني خيانة صديقي!» أليس قول «آهٍ من خيانة صديقي!» أكثر تعبيرًا؟
نصيحة مني: لا تخافوا من استخدام اسم الفعل؛ فهو سيجعل ما تكتبون أكثر بلاغة وفصاحة وأثرًا في نفس قارئكم دون شك.

وهكذا نكون قد أنهينا استعراض أهم النقاط المتعلّقة باسم الفعل، هل من سؤال يدغدغ أفكار أيّ منكم؟ اطرحوه هنا بلا خجل؛ فلا حياء في العلم.


ماذا؟ تسألون ماذا في قبضتي الأخرى؟ واهًا لفضولكم! لكن لا بأس؛ فالفضول من خصال العباقرة. هلمّوا لتروه.
إنه اسم التفضيل، هل أحكي لكم عنه؟

وصايا الفرسانOnde histórias criam vida. Descubra agora