" أنت مطرود " خرجنا من المنتجع تعيسين للغاية ، ماذا أفعل بعد ما رأيتُ تلك اللعينة الشمطاء تلعق وجنته و تحاول أكلها ؟!، اللعنة
" كيف سأجد عملاً آخر سيدة سيلين ؟" وبخني لأنظر له غاضبة " و لماذا ستعمل ؟، أنا اجلب لك كل ما تحتاجه من طعامٍ و ملابس و مأوى " صرختُ به بحنق
" الذي أمامكِ هو رجلٌ يا فتاة ، ثم أنني سأنتقل عما قريب إلى منزلٍ آخر " تكلم و هو ينظر إلى ساعته التي كُسرتْ أثناء الشجار لأتصنم في مكاني " تنتقل ؟، منزلٌ آخر !" لا أعلم فعلاً ما الذي أصابني و لكنني أشعر بأنني سأفقد شيئاً ، و كأن قلبي قد سقط بين قدماي ، شعرتُ و كأن الأرض تدور بي و تريد تحطيمي ، أشعر بأنني سأعيش وحيدة دون وجوده بجانبي، دون مشاكساته ، دون رؤيته يطهو و يلهو و يشاهد القطط تلعق بعضها ؟، من ؟، ها ؟
" نعم سأنتقل ، و لما سأبقى مثلاً ؟!" تكلم و كأن الشيء بهذه السهولة ، و لكنه على حق ، هذه حياته ، هكذا هم البشر ، عندما يملون و يُتاح لهم كل شيء يذهبون و يتركون ، امي عاشرت أبي لتأخذ الجنسية البرطانية ، و بعد ما علمتْ بقدومي قذفتني بحضن والدي الذي رباني
و تأتي في نهاية كل سنة كي تطمأن أنني لم امت بعد ، و أبي ضجر من وجودي و تطلباتي ففرّ هارباً بريشه ، و ها هو من اعتنيتُ به لسنتان يريد تركي للذهاب و الإستقلال وحده بعيداً عني
تركته ذاهبة بحال سبيلي ليصرخ قائلاً :" سيلين ! ، سيلين ؟" لحق بي ليمسكَ بذراعي لكنني دفعته بعيداً عني " ماذا ؟" صرختُ به ليعقد حاجبيه قائلاً : " ما الذي قد حصل ؟" قلبتُ عيناي قبل تركه هنا واقفاً وحده
ذهبتُ حيث أجد نفسي و الخلوة مع أفكاري ....
.
.
.
.بعد مرور سبع ساعات
مرتْ سبعة ساعات و أنا أغلق هاتفي و أنظر إلى المدينة من الأعلى ، لا أريد التحسر لأجل ترك الناس لي ، ربما لا يجدون ما هو مثيرٌ في البقاء معي ، ربما أنا مملة ، ربما أفكاري لا تشبه أفكارهم
حدقتُ بعمق قبل أن أعود للمنزل الذي كان خاوياً ، أشعلتُ الإنارة لأرى هاري جالسٌ على الكنبة و هو نائم ، تنهدتُ بأسى و أنا أقترب منه لأعدل نومته ، أخاف على رقبته
.
.
.استيقظتُ في الصباح الباكر لأجد هاري نائمٌ بجانبي ، عقدتُ حاجبي مبتسمة ، فمه مفتوحٌ كالأطفال و عيناه شبه مغلقة ، " يا لك من ملاك " تحركتْ أصابعي على وجهه تتحسسه ، ثم شفتيه التي كانت وردية لامعة "احبك "
همستُ بها قبل أن أنهض ذاهبةً للعمل ، لا أعلم لما يبدو اليوم طويلاً جداً ؟!! ، على أية حال سينتهي
عدتُ للمنزل و قد كانت الأنور مقفلة و يوجد شمعة تنير المكان " يا ترى هل قُطعتْ الكهرباء ؟!" حاولتُ إضاءة المكان لتُشعل الأنور ، و لكن الشيء الذي أراه الآن قد أبهرني " واو "
هاري يقف و في يده باقة وردٍ حمراء ببذلته الجذابة و الورد على الأرض في كل مكان ، شمعةٌ و طعامٌ فاخر " واو " صفقتُ بيداي منهدشة " إن للشاشة التي تضيء فائدة كبرى " اقترب مني لأبتسم لوسامته ، أعطاني باقة الورد هامساً :" إنه الآيباد " قهقهنا سوياً لننظر بشاعرية
لا أعلم ماذا حدث و سيحدث و لكنني أنظر لعيناه و أنا أشعر بأنني أريد تقبيله و حالاً " لن أذهب لأي مكان ، سأبقى هنا "
" هل علمك الآيباد هذا ؟" قصدتُ ما قاله و لا أعلم لماذا أشعر بأنني أريد البكاء ! ، هزّ رأسه نافياً ، أشار إلى صدرهِ حيث هو قلبه قائلاً :" هذا الذي هنا يريد البقاء معكِ " ابتسمتُ و احمرتْ وجنتاي
" شكراً لك لأنك تريد البقاء ، أنا بحاجة إلى ذلك " اقتربتُ منه ليغمرني بين ذراعيه الكبيرة ، ابتعدتُ عنه لأراه يهمس ب :" احبكِ " قلبتُ شفتيه تلك التي تقول احبكِ
ابتعدتُ عنه متحمسة للقادم ، نظرتُ للطعام الذي بان لي بأنه أخذ الكثير من الوقت " بالفعل أشعر بالجوع الشديد " جلسنا نتناول الطعام ، و لم أكف عن النظر له خلسة ، يبدو وسيماً للغاية
" اشتقتُ لتناول طعام القطط " قالها و هو يخرج واحدةً من جيب سترته لأقهقه على ظرافته " اوه هارييي، أنظر إلى نفسك، تبدو ظريفاً "" أعلم عزيزتي ، لا تبالغي " قهقهنا سويةً ، بعد شيءٍ من الصمت سألته شيئاً:" هل حياة البشر جميلة كحياة القطط ؟!" نظر للسقف يفكر ثم زم شفتيه ليتكلم قائلاً :" نعم إنها كذلك ، القطط حزينة ، بصعوبة تحصل على طعامها ، تباع و تُشترى كأنها لعبة "
" رائع" همستُ بها و أنا أعود لتناول الطعام " هل تفضلين هاري القط أم البشري ؟" ابتسمتُ مفكرة لأقول :" أنا لا أفضل هاري البشري ، بل أحبه " قبل يدي و هو يطير من الفرحة ، ثم وقفنا نرقص سوياً بهدوءٍ تام " هاري !" ،" همم!" ، " أشعر بالملل " قهقه هاري بخفة
نظر لي نظرة خبيثة لقيبلني قبلة لعينة و بالطبع لأن حظي التعيس يرافقني أينما ذهبت ، فُتح الباب لأنظر له شاهقة
" أبي ؟!"
TO BE CONTINUED . . .
YOU ARE READING
DEAR SMOOTHI 《H.S》عزيزي سموذي
Romance" سموذي ... أحبك " قصة قصيرة ~ ٢٩/٦/٢٠١٩~ LUZAY-M