part 18

7.8K 793 22
                                    

'الحرب' مصطلح لطالما كرهته الملكة و لا تزال تكرهه فحسب رأيها كل مايؤخذ بالغصب لا يدوم بل يذهب بنفس الطريقة التي بدأ بها

لكن لم تستطع ايقاف هذه الحرب فهي قد فاقت ارادتها مضى يوم بأكمله و صوت القصف المتبادل لازال متواصلا الجرحى
و الجثث بكل مكان

لم تستطع الذهاب و المشاركة بالفتح لأنها سبق ووعدت كريس و لكن بقيت بالمعسكر تساعد الجرحى و تحضر الذخيرة لهذا و ذاك.

لم تكن تتصرف كأنها ملكة بل كأنها جندية
و رفيقة في الكفاح مظهرها و هي تهرول من مكان لٱخر بثياب الجنود العادية و بطنها الحامل قدّم دفعا كبيرا للجنود للانتصار

فما ان حلّ موعد سقوط الشمس حتى سقطت اخر القلاع صيحات الفرح و النصر ملأت المكان لتسرع الملكة بحصانها نحو القصر
الحطام و النيران و الجثث الملقاة كان مالقاها تجاهلت كل ما رأته لتتوجه نحو طريق السراديب

"مولاتي ...لقد انتصرنا و استرجعنا ارضنا "

كان هذا ماقاله كريس بوجه منشرح بعد ان ساعد الملكة على النزول من حصانها

"أعلم هذا...احسنتم صنعا جميعا لكن الٱن الاهم عندي هو القائد ...هل عرفت بأي زنزانة !"

"لقد غيروا مكانه ...يبدو ان عدونا ادهى من توقعاتنا فأول ما بدأ الهجوم إنسّل من هنا
و قد اخذ برفقته ولي العهد ...ٱسف مولاتي لكن يبدو انه بقي اسيرا في وكر العدو هذه المرة "

"اللعنة ...اللعنة...هل انت متأكد !!"

"نعم هنالك جنود اخبروني بهذا فلقد رأوا خروجهم "

"و اذا رأوهم لما لم يمنعوهم ؟"

"كان عددهم قليلا مقارنة بالٱخرين "

"جندي من جيشي يقارب مئة من جندهم "

"مالذي سنفعله الٱن!"

"نذهب للسراديب "

"لما ؟ سبق و اخبرتك بعدم وجود القائد "

"احضر لي الجنود الذين اخبروك بخروجهم حالا"

"امرك"

انحنى كريس بسرعة لينطلق باحثا عن الجند السابق ذكرهم

بعد مدة قصيرة من الزمن كانوا ماثلين امامها اعادت عليهم نفس السؤال ليجيبوا نفس الاجابة

"كيف لكم ان تتركوه يأخذ ولي العهد من امامكم!!"

"ان عددهم كبير يا مولاتي و ذهابنا لهناك بمثابة الانتحار"

"انتحار !! اتخاف الموت ؟ اننا بحرب و ليس بنزهة كل من اتى الى هنا جهز كفنه وكتب وصيته "

إحمرت وجوههم حياءا لتهمس الملكة شيئا في اذن كريس و بلحظتها كان عدد من الجنود ملتفين بهم

"مولاتي مالذي تفعلينه استقتليننا لأننا لم ننقذ زوجك !"

"من قال هذا ؟ انا لا اقتل الابرياء ...ان هذا فقط لدواعي امنية ابقوا هنا و اياكم و الحركه او سأقطع رؤوسكم حينها ...كريس تعال معي "

اتجها الاثنان نحو السراديب بينما بقي البقية خائفون من المجهول و مما ستفعله بهم الملكة

"ألم تصدقي ما أخبروكي به؟ "

"لا "

"صحيح انهم مجموعة من الجبناء لكن لا اظن انهم يخفون شيئا ...انا لا ادافع عنهم فقط اخبرك بحدسي"

كادت الملكة ان تجيبه لو لم يلفت انتباهها صوت انين مكتوم من احدى الزنزانات نقلت نظراتها نحو كريس ليبادلها بالمثل لتجحظ اعينهما حينما تعرفا على الصوت لم تنتظر الملكة ثانية اخرى و انطلقت راكضة في اتجاه الصوت صفعت الباب الحديدي بقوة بينما تكفل كريس بقتل الحراس الذين امامه

بقيت تحدق بالظلام محاولة معرفة مكان الصوت تنقل بصرها من هنا الى هناك الى ان راعى انتباهها جسد محاط بالسلاسل الحديدية و الدماء تسيل منه من اثر السوط
و الطعن .

قطعت تلك السلاسل بسيفها لينهال جسده على الأرض و ماكاد يفعل حتى احتضنته الملكة واضعة رأسه على صدرها
دموع ساخنة غزيرة انسكبت على خدها زادت باحتضانه اكثر فرؤيته هكذا قد كسرتها

سمعت صوت انينه لترخي قليلا من قبضتها بينما تحاول ازالة اثار الدماء ببطئ بطرف ملابسها و حينها شاهدت اثر لطعنة عميقة على خصره لم تفكر مرتين و قطعت من قميصها قطعة قماش لفتها حول اصابته

"جونقكوك ...جونقكوك...ارجوك استيقظ انا هنا ...انظر ابنك كذلك هنا ...هيا انهض جونقكوك لقد اشتقت اليك كثيرا كدت اموت من شدة خوفي عليك "

"مولاتي لقد قتلتهم ...يا الهي القائد هل لازال حيا ؟؟"

"نعم..."

"مولاتي هيا ننهض من هنا سأحمل القائد على ضهري يجب ان يفحصه الطبيب الٱن "

"اذهب به بسرعة و انا سألحق بكم  "

"مالذي تنوين فعله ؟!"

"بعض الرؤوس يجب ان تقطع سأحاسب كل من اذى زوجي ...لا تنظر الي هكذا اذهب بسرعة انه ينزف ..."

قبلت جبين جونقكوك الملقى على ظهر كريس لتسلط نظرها على عينا كريس بينما رددت بنبرة ضعيفة

"زوجي أمانة عندك كريس ...انقذه ارجوك "

jonnar//جُنّار  J.kWhere stories live. Discover now