الجزء الثاني البارت السادس

6.3K 604 245
                                    

حلّ صباح جديد على رازونيا لتشرق شمسه مشعةً منعشةً للطبيعة النائمة ،صياح الديك صدح بالأرجاء الصامتة ليعطي إشارة البداية لأجل يوم جديد من العمل و الكدّ.

الحركة بالقصر إنطلقت ببطئ مع الطباخين
و الخدم ليلحق بهم بقية سكانه في الإستيقاظ و الإلتحاق بأعمالهم .

في ذلك الجناح الفخم حيث تعبق منه رائحة الشموع المعطرة و العنبر العتيق كان جسد ذلك النائم ملقى فوق السرير محاط بالأغطية الحريرية المنسابة قليلا على صدره العاري كانسياب الفضة النقية .

نسيم خفيف ممزوج برائحة الصباح
  و صوت امواج البحر الهادرة بدأت بالعبث بحواسه .

رُفعت رموشه الكثيفة بخفة كاشفة عن بندقيتان تصرخان بالجمال ،دارت حدقتاه بالأرجاء متأملة الغرفة لينهض مسرعا كالملسوع
حطت رجلاه على الأرض الرخامية ليشعر ببعض الوهن و لكنه تجاهله و توجه نحو الشرفة ،رأى المشهد الذي إعتاد على رؤيته
رمش بقوة ليغادر جناحه راكضا صافعا الباب من وراءه .

لم يُبالي بعري صدره أو لنظرات الخدم
و الجواري التي رمقته فقط واصل سيره بسرواله الحريري الأسود و قدماه العارية.

وصل لمكتب الملكة ليدفع الباب بكامل قوته مزيحًا الحراس الذين أمامه بقبضة واحدة .

جحظت عيناها و عينا رفيقها الذي كان جالس مقابل لها يتناقشان بضعة مسائل الي تخص الدولة .
إبتلعت ريقها لترفع طرف فستانها ناهظة من كرسي المكتب متوجهة لمبعثر الملامح و الشعر الذي أمامها ،كادت أناملها أن تحط على ذراعه العارية لولا تراجعه بخطوتان عن مكان وقوفه السابق .

لم تبالي بردة فعله و تجاهلت الألم الذي شعرت به ،لتعيد الكرة ثانية و لكن بقوة
و إستعداد اكبر لتشد بإحكام قبضتها عليه .

تراخت عضلاته قليلا لتلتقي عيناه بعيناها القلقة.

"مالذي دهاك؟ لما تريد الإبتعاد عني؟ مالذي حدث؟"

"لا أريد رؤياكِ و لا تواجدك لجانبي ..انتِ خائنة خنتي ثقتي و حبي .لم أطلب منك مبادلتي و لكن طلبت منكِ احترامي "

"توقف عن هذا !مالذي يحدث معك ؟ لما تغيرت هكذا فجأة؟"

بحمرة في عينيها و إرتعاش خفيف كانت تهز جسد الذي أمامها.

"لا تمثلي البراءة أعلم كل مافعلته"

"يبدو انك جننت! لم افعل شيئا!
البارحة كنت بين احضانك تغرقني بمعسول حديثك و اليوم تصرخ علي و تتهمني بشئ لا أعلمه و غير موجود"

"ألم تتزوجيه؟"

أشار باصبعه نحو الواقف وراء الملكة بينما بداخله يوّد لو ينقض عليه نازعا له روحه من بين أضلعه .

"أتزوجه؟ و لما قد أفعل و انا زوجتك؟"

"ألم نتطلق ..ألم نتفق على أن تطلقيني
و تعودي لحياتك السابقة من دوني !"

تنهيدة عميقة هربت من شفاه الملكة لترفع كلتا يداها محيطة وجنتاه برقة .

"و لما قد أفعل هذا ؟ ...بينما أنا أحبك"

"تحبينني؟"

"نعم أحبك ..و الٱن هلا توقفت عن قول هذا الهراء و ذهبت لإرتداء ملابسك و بدأ عملك ...و ليكن بمعلومك المرة القادمة التي تخرج بها هكذا أمام الجواري سأسجنك"

"لن أفعل.."

أجاب بهدوء بينما عقله لايزال غير مستوعب لما يدور حوله ،و كأن الملكة فهمت ما يجول داخله لتأمر القابع وراءها بالخروج ليغلق الباب بعد إنحناءه و ما ان فعل حتى وجدت ذراعاها طريقها إلى عنق المذهول أمامها رافعة جسدها نحوه مشدة على عناقه و كأن ليس هنالك غد.

"يبدو انك رأيت حلما سيئا شوش عقلك"

بنبرة لا تخلو من الرقة و الاثارة لاعبت كلماتها اذنه لتشعر بارتجافه الطفيف المصاحب لخاصتها .

"اظن انه كذلك ...و لكن اشعر انني لم أراكِ منذ فترة "

احاط بيداه القوية خصرها رافعا اياها نحوه اكثر متمتعا برائحتها المثملة لخلاياه ممررا وجهه على عنقها  و شعرها المنساب خصلاته بغنج .
طبع قبلة خفيفة على شفتاها حين سماعه لردها

"و انا اشتقت اليك اكثر....جونقكوك"












مفاجأة صح؟ 😂😂

jonnar//جُنّار  J.kWhere stories live. Discover now