الجزء الثاني البارت الرابع

6.8K 588 147
                                    

صوت الصواعق عم المكان ،دوي الرعد و لمعان البرق
بث الرعب بقلوب المملكة كانت مؤشرات عاصفة قوية لم يشهدها اهل رازونيا من قبل كلٌ نهض من مخدعه الدافئ و بدأ بإحكام اقفال النوافذ و الابواب خوفا من تسرب موجات العاصفة لمنازلهم في حين خيّر الاخرون الخروج لمقابلة الوحش الطبيعي رغبة بانقاذ مواشيهم قبل فوات الاوان .

بالقصر كذلك قام الحراس باقفال البوابات جيدا اضافة الى الشبابيك الزجاجية الكبيرة .
اما عن الجناح الملكي فقد تحولت ملكتنا من غرفتها نحو غرفة كريس لتطمئن ان كان باب الشرفة مغلقا ،فالنوم لم يجافي عيناها الباكية
اول مادلفتها راعى انتباهها جسد كريس الملقى على الارض منكمشا على نفسه كرضيع ببطن امه
توجهت مباشرة لغلق الشرفة المفتوحة و من ثم جلست على الارض بجانبه ،لاحظت خيط الدموع المستمر برغم استغراقه بالنوم
قربت يدها بلطف لتمسحه بينما عقلها مشغول بما حدث تلك الليلة.
لم تستوعب لقاءها بجونقكوك او اعتراف كريس لها او الحقيقة المخفية داخلها بانها واقعة في الحب .
كل ما حدث كان صعب التصديق ،قلبها و عقلها بصراع كلاهما يطالب بشي مختلف ،مشتتان مابين جونقكوك و كريس
مابين زوج سابق خانها و لكن قلبها يطالب به و مابين زوج حالي يحبها و عقلها يطالب باعطاءه فرصة .
مالذي ستفعله ؟هل ستقوم بتلبية نداء احدهم و تخسر الثاني؟
ام انها تبتعد عن الاثنان و تخسر نفسها؟
كلاهما صعب ..لا يمكنها الرجوع لجونقكوك و ترك كريس بقلب محطم
و لا يمكنها اختيار كريس و ترك جونقكوك و قلبها مفطوران
بنفس الوقت تريد حبها و لكن ليس على حساب عذاب الاخر .

لاحظت ارتعاش كريس ليبعدها عن دوامة ذاتها قليلا نهضت بسرعة جالبة بطانية وضعتها فوق جسده محكمة تغطيته جيدا متأكدة من عدم شعوره بالبرد ثانية .
رجعت لموضعها الاول حيث ترخي ضهرها على حاجز السرير و جسده على مقربة منها ،كلاهما بالارض
الاول نام بحرقة داخله و الثانية غارقة بمتاهة لا مخرج منها .

حركة اخرى صدرت من كريس ليفتح سوداويتاه  ببطئ ..بقي يتأمل بعينان تائهة متسائلة الى ان رٱها ترمقه بنظراتها رفع نفسه ليصبح مقابل لها

"هل كنتِ هنا منذ فترة؟"

"منذ بداية العاصفة"

"لم اشعر بها اظنني غفوت عميقا"
"لقد فعلت"

"لما تجلسين على الأرض؟ اصعدي للسرير ان اردتي
و انا سأنام بمكاني هذا"

"لا اريد ...احببت الجلوس هكذا"

"ستصابين بالمرض"

"ارجوك ..توقف"

"انا اسف ..اردت فقط الاعتناء بصحتك"

"لا اقصد هذا و لكن ارجوك توقف عن حبي..انك تؤلمني ..انني اتمزق  رؤيتك هكذا تميتني و رؤية جونقكوك تسلب روحي ...لا يمكنني المواصلة هكذا احدكم سيُحطم و انا كذلك
ارجوك توقف عن حبي..."

"ان كان بإمكاني لفعلت و لكن كوني مطمئنة اذا اخترتِ القائد و اعلم انك ستفعلين سأتقبل الامر برغم صعوبته لأني اعلم انك تحبينه
و ستكونين سعيدة معه ..استمعي لنداء قلبك جلالتك"
"ليتني استطيع و لكن كيف سأصلح كل ماحدث؟"
"كل شي يصلح ان كنتي مؤمنة بقدرة الحب"

"ماذا عن زواجنا و الحمل؟"

"زواجنا على الاوراق و الحمل اشاعة انتِ اصدرتها لجعل الجميع يعلم ان زواجك موفق و ليس فقط خوفا من تمرد ٱخر ...لكن كلانا يعلم انك فعلتِ ذلك لإثارة غيرة جونقكوك و تأكدك من اقناعه بزواجنا"

"لم يقتنع"

"حقا؟"

اومئت الملكة ببطئ و اعين زجاجية لتتذكر تلك الأنفاس الحارة التي لامست اذنها من قبل القائد عندما نطق بصوت ثقيل حاملا لطابع السخرية

"توقفي عن الإدعاء اعلم انك لست حاملا و انكِ لم تسمحي له بلمسك ابدا...أحسنت عملا مجددا مولاتي في اقناع الشعب و لكنك لم تقنعيني ربما لانني عرفتك منذ الأزل..انتِ ملكي و لستِ ملكتي تذكري هذا جيدا و قبل ان اذهب اريد ان اخبرك بشئ لربما تكون ٱخر مرة لنا معا
انا احبك حتى ٱخر انفاسي "

"مولاتي هل تسمعينني ؟"

"اسمعك جونقكوك "

"انا كريس"

اغمضت عيناها بقوة بينما تلعن لسانها الذي اخطئ بموقف كهذا
تقدمت على مهل من الواقف مقابل النافذه يتأمل الاعصار المدوي مربتة على كتفه بلطف

"انا ٱسفة"

"لننهي هذه المهزلة بأقرب وقت رجاءا ...عودي له انا اترجاكي لا تعذبي ثلاثتنا هكذا "

القى ٱخر كلماته ليتوجه نحو الباب

"الي اين؟"

"سأذهب لغرفة ستيفان ...سأرجع للمبيت هناك ليس لي الحق بالبقاء هنا ،انه مكان القائد ..لا احد يستطيع ازاحته "

طئطئت راسها بحرج لترفعه عند تأكدها من ذهابه ،بقيت تتأمل المنظر خارجا تعاتب نفسها على ذنب تحطيم قلب كريس .
بقيت تمعن النظر في السماء المتقلبة كتقلب وجدانها لما يقارب الساعه لتضع رأسها اخيرا على الزجاج مستشعرة بروده ،دمعة فرت من مقلتيها لتتماشى مع كلماتها

"كل ماحدث هو ذنبك انت جونقكوك و ليس ذنبي ..
لما جعلتني اقع لك!
لقد صدِقتَ انا ملكك ...اين انت
انا احتاجك .."



















و لكن المعني لم يكن باستطاعته سماعها أو الاحساس بها بينما هو ملقى بجسد بارد مماثل للجليد ..محاط بالوحل بشعر مشعث و شفاه بيضاء و اصابع مُزرقة و روح قد غادرت بوسط العاصفة الهوجاء
وحيدا بغابة خالية ....

jonnar//جُنّار  J.kWhere stories live. Discover now