-[48]-

301 34 13
                                    

الفصل الخاص الثامن و الاربعون ..

( يويتشي : مجددًا )

قبل سنوات .. عندما كان يويتشي لا يزال طالبًا في آخر سنة للمرحلة المتوسطة .. رفضته سوميري التي يحبها و كردة فعل غاضبة متضايقة حزينة سحبها و قبلها ، لم تدفعه و لم تبتعد بل بقيت هادئة و عندما نظر لعينيها ليعرف ما شعورها ..

لم يفهم تلك النظرات ، ليست غاضبة و لا سعيدة .. و كأن شيئًا لم يحصل ، شبكت يديها و انزلت نظراتها : إن كان ما فعلته سيجعلك تهدأ فلا بأس .. سأسامحك على تصرفك المتهور ..

انزل نظراته بحزن شديد ، كان يتألم في اعماقه و كلماتها تزيد من ألمه .. هو متهور لكنه لم يتصرف بتهور بل فكر قبل الإقدام على تلك القبلة ، لن تبدل وجهة نظرها نحوه .. متهور و طفل مشاكس .. هو لم يعد كذلك !!

احكم قبضته بانزعاج بينما لمست كتفه بيدها : ارجوك يويتشي .. ارجوك أن تهدأ و أن تفكر مليًا .. أنا لا أود خسارتك نحن اخوين و لا اخوة لي سواك !!

بعيدًا عن تلك الذكرى حيث الواقع ، كان قد وصل لمنزله ، ركن سيارته و دخل للمنزل رافعًا صوته : لقد عدت ..

كانت الوالدة تجلس على الأريكة ، تشاهد التلفاز و قد حركت نظراتها نحوه بتعجب : أنت مبكر يوي .. الساعة الآن الثانية عشر ..

حك رأسه بحرج : سأتخطى محاضرات المساء ..

ثم تجاوزالصالة صاعدًا السلالم و لم ينطق بكلمة أخرى ، تعرفه و تحفظ تصرفاته فهي قد ربته منذ صغره .. يويتشي ليس على ما يرام ..

و بشكل مجهول تذكرت موقفًا قديمًا ..

كانت تشاهد التلفاز برفقة ابنها راكو حينما دخل يويتشي للمنزل و عيناه محمرتان و قد بلّلَه المطر تمامًا .. شعرت بالخوف عليه و تركت جهاز التحكم بيد راكو و ركضت نحوه : يوي ستمرض على هذا الحال .. اسرع و بدل ثيابك فالجو بارد !!

تساقطت دمعاته : سيدة أكاري ..

ثم احتضنها و اخذ يبكي بشدة ، بدى محطمًا حزينًا متألمًا .. فاجأها بتصرفه لكنها لم ترد سؤاله عما يحصل فهذا ليس الوقت المناسب بل قررت تركه حتى يقرر التحدث و الإفصاح عما يزعجه .. اكتفت باحتضانه و التربيت عليه حتى هدأ ..

ثم نظر إليها و نطق : هل تسمحين لي بطلب ؟؟

أومأت برأسها و هي تتساءل في اعماقها ، ما نوع الطلب الذي يريده منها و هل يمكنها تنفيذه ؟؟

تحدث بصوت حزين : اريد أن اناديك بـ "أمي" إن لم يكن لديك مانع ..

تبسمت و احتضنته : أهذا طلب برأيك ؟! أنا بالفعل أمك !! و يسعدني أن تناديني بـ أمي !!

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن