-[End-71]-

201 34 24
                                    

الفصل الخاص الواحد و السبعون - الأخير - .

( التخرج )

ارسلت الدعوات لجميع الطلاب ، إنه حفل التخرج الذي انتظره الجميع ، بعد سنوات طويلة .. بعد مشوار دراسي طويل .. في ذلك التخصص الذي كان شغفًا للبعض و حلمًا للآخر ..

شغف الطب .. حلم الطب .. خلال هذه المسيرة ادرك الجميع أن كل ذلك لم يكن سهلًا .. لقد كانت ساعات من الدراسة و التعب .. لم يكن قضاء ذلك الوقت بين الكتب ممتعًا كما اعتقدوا .. لم يكن كل شيء ممتعًا و لطيفًا بل كان شاقًا و مليئًا بالصعوبات ..

حفظ المعلومات المتراكمة كل يوم لم يكن سهلًا كما اعتقدوا .. هو اهتمامهم لكنه كم هائل ، متعب و شاق .. المسؤولية اكبر كثيرًا مما بدت عليه ..

في كل سنة يدرسون جبلًا من المعلومات التي لا يذكرون تفاصيلها مع بداية العام التالي ، البعض يتساءل كيف يكون طبيبًا كفئًا و معظم ما تمت دراسته تطاير من عقله و تبخر ، و البعض الآخر ينتظر اتمام السنوات و الحصول على الشهادة فقط فهو سيصبح طبيبًا و الجميع سيراه الأفضل ، لكنه غير مهتم في الواقع ما إن كان يذكر أو لا يذكر شيئًا مما درسه ..

ضغوطات تجعل من الطلاب يهتمون بالدرجات في المقام الأول و ليس الأخلاق الطبية أو سلامة المريض أو مصلحته .. نظام يجعل الأنانية و الرغبة في النجاح هي ما يريد أن يصل له الطالب ..

في ذلك المبنى الكبير الخاص باحتفالات الجامعة و الذي دعي إليه الجميع ، جلس الطلاب ينتظر كل منهم أن يعلن عن اسمه بشغف ليحصل على شهادته و تصبح بين يديه ، ذلك الشعور بهيبة و امتنان شديدين لهذه اللحظة ..

تلك المشاعر العميقة ، القلب و هو يرجف ، العينان و هي تطلعان بشدة لكل ما يحصل ، رجفة غريبة تسري في الجسد ، في هذه اللحظة سيودعون كل شيء .. مبنى الجامعة .. و مسمى طالب .. و سيصبح مسمى "الطبيب" من الآن فصاعدًا مسمى رسمي ..

سيكون هو المسؤول عن اختياراته ، الجامعة ستتركه و الأطباء سيعتمدون عليه كزميل بينهم ..

في لحظة حصول معظم الطلاب على شهاداتهم كانت الابتسامة تشق وجوههم بين اغرورقت عيونهم بالدموع ..

و حانت اللحظة المنتظرة ، حيث تجمع الطلاب الخريجين بعدما استلم كل منهم شهادته ، وقفوا على مدرجات بالترتيب و قد وقفت أمامهم طبيبة كبيرة في السن ، طلبت منهم ترديد القسم خلفها ..

الجميع يردد القسم و هم يشعرون بهيبة الموقف ، في تلك اللحظة المليئة بالمشاعر الجياشة ، الانجاز .. تحقيق الحلم .. الوداع ..

كانت تلك هي النهاية التي ينتظرونها ، كان ذلك هو طموحهم .. و كانت تلك نهاية مسيرتهم معًا .. انتهى القسم و قد تحدثت إليهم تلك الطبيبة بكلمات توديعية لطيفة ..

لقد شعروا بثقتها بهم من خلال تلك الكلمات ، تساقطت دمعات البعض بينما ظل الآخر ينظر للأطباء بامتنان .. هنا كانت نهاية مسيرتهم العلمية ..

قد يقرر البعض اتمام الدراسة ، قد يتخصص جزء آخر في قسم احبه ، قد يبحث آخر عن عمل يكسبه الخبرة .. كل نهاية بداية جديدة ، لا توجد نهاية دون بداية ..

و هكذا كانت حياتهم ، وجد كل منه شريكه المناسب لكن تلك النقطة ليست نهاية حياتهم بل هي بداية جديدة لحياة مختلفة و لأحداث جديدة ..

النهاية ..

و تستمر الحياة .. و يستمر ابطالنا في المضي .. بينما سنودعهم هنا الوداع الأخير .. ارجو أن تكونوا قد احببتوا هذا الكتاب كما احببته .. شكرًا لتواجدكم بجواري و دعمي .. الى لقاء في رواية أخرى !

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||Where stories live. Discover now