-[56]-

189 27 17
                                    

الفصل الخاص السادس و الخمسون ..

(  حب رايون : ماضٍ حزين )

كانت قد توقفت عن حديثها بشكل مفاجئ جعل رايون يدرك مباشرةً أنها نطقت بكلمات لم تكن ترغب بقولها ، لذا ربت على كتفها و نطق : لا داعي لتخبريني بشيء لا تريدين الافصاح عنه ، لا ارغب في الاستماع لشيء أنت مجبرة على قوله بسبب زلة لسان ..

ضحكت محاولةً تدارك الأمر : لا ليس الأمر كذلك .. لقد كنت اكره الحديث عن الأمر أمام أي شخص حتى المقربين لذا .. تعجبت كثيرًا من كوني بدأت الحديث حتى دون شعور مني !!

اردفت و هي تنظر له بابتسامة : انت تستخدم السحر على ما يبدو !!

ضحك : لا ابدًا ..

اردفت : حسنًا .. ستكون من القلة الذين يعرفون قصتي رغم أن معرفتنا لا تزال سطحية جدًا ..

رشفت من القهوة و فعل المثل ثم بدأت قصتها : والداي كانا متزوجين كأي والدين طبيعيين لكن .. بسبب تهورهما في اتخاذ قرار كهذا قبل حتى ايجاد مصدر دخل جيد انجباني و كنت حملًا ثقيلًا عليهما .. لكن ما لم يعلماه أن الحياة معهما كانت حملًا ثقيلًا عليّ كذلك بسبب الفقر و كثرة التنقل بسبب تأخر دفع الايجار .. عانيت من الجوع لفترات طويلة تحملت كثيرًا ..

و في سن الخامسة لم اكن قد سجلت في حضانة أو روضة ، كما بدأت الاوضاع تسوء بين والدي أكثر .. كل منهما يلوم الآخر على ما هو عليه و بالطبع كنت أكبر ملامة و لم يتورعا في ذكر ذلك في كل نقاش .. كان يقول : " لو كنتِ تأخذين حذرك لما حصل و اصبحت حاملًا " ..

بينما كانت ترد : " و لكنك لم تعارض فكرة الحمل و اعتقدت أنك تريدها لذا تراجعت عن فكرة الاجهاض ! "
يرد غالبًا : " اعتقدت أنكِ ستفهمين من تصرفاتي الباردة مشاعري تجاه الحمل ، كنت مغفلًا و لم استطع مصارحتك !"

و هكذا يتشاجران و دائمًا أكون المخطئة ، كنت اشعر دائمًا بأنني حمل ثقيل على العالم ، فوالديّ لا يرغبان بي .. و بالطبع لا أحد في العالم يريدني .. إذن لماذا ولدت اساسًا ؟!

كان ذلك الشعور بأنني غير مهمة مؤلمًا للغاية .. كطفلة كنت لا املك حرفيًا أي شيء و تمنيت كثيرًا لو لم اولد لكنني كنت اصغر من أن اعرف الموت و اتمناه ..

استيقظت ذات يوم و كان هناك شعور غريب في المنزل ، دخلت لغرفة والداي و كان ابي يجلس على السرير و الخزانة خالية من الثياب ..

اخبرني بهدوء : " والدتكِ غادرت ، سأذهب للبحث عنها ، و لحين ذلك ستبقين في مكان يحوي الاطفال الذين ينتظرون آباءهم .. "

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||Where stories live. Discover now