همج: 7

4.3K 446 256
                                    



التعب الذي أشعر به والأنهاك الجسدي جعل من الصعب علي أن استيقظ لكنني فعلت على كل حال.

استيقظت والجوع ينهشني من ناحية والقهر من ناحية أخرى.

وجدتُ نفسي في خيمة صغيرة بالكاد أستطيع الوقوف فيها، بينما يستر جسدي ملابس هؤلاء الغرباء، قطعة حمراء اللون تضيق على جسدي العلوي، وتنورة صفراء واسعة تصل إلى كاحلي.

عادت ذكريات أخر موقف لي معه.

محاولته لفرضه سيطرته علي التي آلمتني وعذبتني، للحد الذي جعلني أفقد وعيي.

حاولت مقاومته، لكن مقاومة رغبة التحول العارمة التي وضعها في جسدي كان من أصعب الألام الجسدية التي واجهتها.

أعلم أنه لا يحترمني، لكن أنتهاكه لجسدي بهذه الطريقة أمرًا لا يغتفر.

يبدو أنه لن يكتفي من تعذيبي وسيستغل كل فرصة يجدها ليذكرني لما نحن أعداء.

لا أستغرب ذلك على الببري الهمجي، فقط أدرك الآن أن زواجي من أمير الليكان لم يكن أسوء أمرًا قد يحصل لي.

خرجت من الخيمة لأرى الشمس تشرق بإستحياء، تبث الدفئ اللطيف لجسدي، وتنشر نورها حول الخيام التي مازال أغلب أهلها نيام.

بعض النساء قد أستيقظوا بالفعل يقمون بإعمالهم الصباحية، هناك من تعد الأفطار على نارًا بدائية، وأخريات يغسلن صحون وليمة الأمس في وعاءًا كبير مملوء بالماء، بينما البعض أنشغلن بالثرثرة النسائية.

للوهلة الأولى سيظن من يراهم أنهم مجرد قبيلة بدوًا رحالة، لكن بالنظر لرجال النمور الذي نام أغلبهم في العراء بدلًا من الخيام، علمت أن وراء هؤلاء القوم سرًا.

لم يهمني أكتشافه بالرغم من أنه أثار فضولي، فما يرتبط بهؤلاء الببر لا دخل لي به.

تنهدت وفكرة الهرب تجول في بالي، النمور نائمين، ليس هناك ما يمنعني من أطلاق ساقاي والعودة لأرضي.

سوى خوفي.

تخيفني فكرة أن أعود وأتسبب في مقتل من تبقى من شعبي.

لا أستطيع تحملها.

جلست تحت شجرة بعيدة عن الكل، أنىء بنفسي عنهم.

وأدخلت أصابعي في خصلات شعري البنية، أحاول أعادة مظهري الطبيعي ولو قليلًا.

أرغب بالأغتسال لكن لا أريد أن اطلب من أحد شيئًا.

ولا حتى قطرة ماء.

"صباح الخير" هتفت نبرة مبتهجة لتقطع حبل أفكاري.

رفعت نظري للشابة التي حدثتني، كانت نفسها فتاة الأمس.

نظرت لها بملامح لا تحمل من التعابير شيئًا " نعم؟"

الغريغورا | GRIGORAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن