شعور: 13

8.9K 638 355
                                    


خرجت من الغرفة بعد أن حل الصباح، وبحثت في البيت الخشبي الصغير عن غرفة الاغتسال التي يفترض أن تتواجد في كل بيت، لكنني لم أجدها.

إلا يغتسلون هؤلاء الهمج؟.

كان البيت يتألف من غرفتان ومطبخ ومكان للجلوس تتوسطه مدفئه، وفقط.

إلى الآن لا أصدق طريقة معيشتهم.

استدرت للخلف عندما فُتح باب الغرفة الأخرى لتخرج منه شقيقة الببري، وابتسمت عندما رأتني "صباح الخير"

أومئت بتحية وسألتها بهدوء " أين غرفة الاغتسال؟"

قرنت حاجباها" غرفة ماذا؟"

" الاغتسال!"

" نحن لا نغتسل في المنزل، من قد يفعل هذا!، يالا القرف"

"كيف لا تغتسلون في المنزل، هل تذهبون يوميًا للبحيرة لتغتسلوا!، إلا تظنون أن وجود غرفة للأغتسال تريحكم من عناء المشوار؟"

قلبت عيناها بملل "ليس بحيرة بل نهرًا جاري، ثم من قال أننا نذهب يوميًا للأغتسال به؟" رفعت حاجبها بسؤال.

تنهدت بضجر "إذًا أين تغتسلون؟"

"اتبعيني" استدرات وخرجت من المنزل.

سأخنقها أن أخذتني للنهر.

ألا يوجد في حياتهم أحترامًا للخصوصية!.

تبعت خطاها وخرجت خلفها، لأجدها تستند بمرفقها على حديدة ما، ربتت على الحديدة عندما رأتني " هذا هو صنبور الاغتسال، تعرفي عليه، أنه بديل لغرفة الاغتسال التي تتحدثين عنها"

نظرت للبيوت التي حولنا، ولأصحابها الذين يحدقون بي وكأنني شيئًا شاذًا، وللحق فأنا كذلك.

"أتريدين مني أن أغتسل يوميًا أمام أعين هؤلاء؟"

نظرت لهم وابتسمت " لا تلقي لهم بالًا سيعتادون على الأمر، فقط لا تتوتري أمامهم"

عقدت يداي على صدري "لستُ متوترة، هذا فقط أمرًا غير راقي"

نظرت لي وكأنه ظهر لي رأسًا أخر.

ضيقت عيناها علي " توقفي عن التصرف كأميرة، ونصيحة لكِ لا تحتقري طريقة معيشتنا"

أنهت حديثها وأبتعدت بإتجاه بيتًا قريب، ثم بدأت بإستخدام الصنبور الموجود أمام البيت للأغتسال، وتركتني مع الصنبور لوحدي.

من سيفتح الماء لي!.

قلبت عيناي بملل، يبدو أن علي فعل كل شيء بنفسي.

فتحت صنبور الماء الصدىء، وبدأت أغتسل تحت أنظار النمور، غسلت وجهي من آثار النوم، ثم أغلقت الماء.

"هاي، أنتي"

رفعت نظري لصاحبة الصوت، لم أظن أنها تحدثني، لكن صدمني قلة تهذيبها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 24, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الغريغورا | GRIGORAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن