مُذكِّراتُ سَجينٍ (1)

3K 111 45
                                    

July 19th, 2026

إسمي آدم عمري 18 سنة ، لقد تغير العالم في سنين قليلة حقاً. لكن لا يهمني طالما أنا وعائلتي مجتمعين معا ، فليس لدي أحد غيرهم في هذا العالم القاسي. أنا في سنتي الأخيرة قبل الجامعة تبقى أسبوع فقط على بداية امتحاناتي النهائية. كنت أدرس بشدة طوال الأشهر الفائتة ، فأنا أمل عائلتي الوحيد ، أريد أن أوفر كل شئ لأمي ولأختي سلوى. نحن منعزلون في بيت قديم ومتواضع بعيدا عن الناس. حتى أنني لم أذهب إلى المدرسة مرة واحدة طوال السنة الدراسية بل كنت أدرس في البيت فقط. ليس لأننا متوحدون أو لأنني لا أحب المدرسة. الأمر أخطر من ذلك...

*Neurax Worm*

بدأ هذا المرض ينتشر مؤخرا في بعض دول العالم. نشرت منظمة الصحة العالمية أنها دودة صغيرة في الدماغ لا تأثير كبيرا قد تحدثه على الإنسان فكل ما تفعله هو النوم والتغذي على بعض مضخات الكالسيوم التي تفرزها الخلايا العصبية ، والتي لدى الجسم الملايين منها. وبما أن منظمة الصحة لم تجد علاجا يضعف من عمل تلك الدودة بعد ، فالحل الوحيد للتخلص منها هو بعملية جراحية تفتح فيها الجمجمة وصولا إلى الدماغ ، فالدودة ترقد على سطح الدماغ. ولا أحد يهتم بقيام عملية خطيرة باهظة الثمن كتلك أساسا طالما أن الدودة غير مضرة على أية حال.

كان لصديقي فارس رأي آخر تماما. كان يخبرني بأن دودة النيوراكس ستنمو مستقبلا وقد تؤدي الى كوارث عظيمة ويجب أن تلقي منظمات الصحة اهتماما أكبر لشئ مثل هذا.

الجميع كان يظن فارس مجنونا لكني الوحيد الذي أثق في حدسه ، فهو صديقي منذ الصغر ولم أندم على أي مرة وثقت به فيها. يا ليت كل الناس مثله. شاب وسيم فائق الذكاء ويعتمد عليه ويؤثر الناس على نفسه ، وفي نفس الوقت لا يهمل نفسه.

توفي أبي وانا صغير لذلك أنا المسئول عن عائلتي. هم يثقون بي ويعتمدون علي وسأفعل كل شئ من أجلهم.

بسبب عدم استطاعتنا على دفع أجرة منزلنا تم طردنا.. استغليت تلك الفرصة لنعيش في هذا البيت القديم المنعزل. لم أخبر عائلتي عن السبب الحقيقي الذي أخبره بي صديقي فارس. فلا أريدهم أن يقلقوا أو يظنونني مجنونا. لكني لا اعلم ما الذي يجب علي فعله... فلا أدري حتى إن كنا مصابين بتلك الدودة أو لا ، فلم يقم أحد منا بعمل فحص طبي ، لكني ظننت أننا بخير منذ انعزالنا عنهم.

وأيضا سـ....

*صوت عسكري خارج الزنزانة*

" آدم شاكر ، لديك زيارة الآن يا دودة الكتب المملة"

هاه... أظن أنني.. سأكمل كتابة مذكراتي لاحقا إذا.

يغلق آدم دفتره ، يضعه تحت وسادة سريره ويخرج مع العسكري ليقابل زائره ، والفضول يحك كل خلية في عقله لمعرفة هويته. عند وصوله وجد رجلا يرتدي ملابساً لم يرها من قبل. كان رجلا في الاربعينيات عيناه بارقتان مخيفتان وشعره شديد البياض ، وكان قوي البدن.

Neurax نيوراكسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن