ماتَ الشَّاه (15)

295 36 3
                                    

Jan 1st, 2027
Ontario, London

_Saike_

بينما كنا ننتظر بروس لينهي خطابه، إذ بالمنصة تنفجر وما عليها إلى حطام وأشلاء قبل أن يعم الهلع والصراخ أرجاء المؤتمر، لم يكن ذلك جزءاً من خطتنا، من تُراه قد ينفذ عملية إغتيال من الأعلى، ذلك منتهى الغباء والتهور فسيُكشف أمره بكل يسر..

بالفعل تم القبض على عسكري من فريق حراسة البرج فوق المنصة والذي كان يقسم بأنه بريء رغم أن عدداً كبيراً من رفاقه أقرُّوا بأنهم رأوا القنبلة تسقط من موقعه، كما أن عدد القنابل لديه ناقص ولا دليل يثبت براءته... أنا بصفتي سايك ستيلسون عضو في الفريويليرز وصاحب قوة سرعة بديهة غير عادية كما هو معروف عني، لدي قدرة أخرى ربما لم أفصح عنها لأحد، وهي أنني أقرأ أفكار من أمامي جيداً وأفهمها.. أستطيع رؤية ذلك من تعابير الوجه وحركات العين البسيطة وكل تفصيلة يقوم بها، ذلك العسكري كان صادقاً مئة بالمئة، لقد كان بريئاً، إن كانت القنبلة سقطت منه هو، فعلى الأرجح الخائن مازال يسعى وراء مخططه المجهول.. ولديه قدرة لا بأس بها كذلك.

لا يعلم البشر حول العالم بوجود أناس مثلنا ذو قدرات غير عادية. لن يضعوا في إحتمالاتهم أن يكون الفاعل شخصاً استخدم مثل تلك القدرات، ففي نظرهم تلك مجرد خرافات قد تظهر في الأفلام فقط، مما يعطي لذلك الخائن الأفضلية في التخطيط حتى ولو كان يعمل وحيداً، يبدو أنه ذكي بالفعل.. ذلك سيصعِّب مهمتنا..

____________________

_Lance_

كان ذلك مشهداً فظيعاً، لم نخسر فرصتنا في التشاور فحسب، لقد رأى العالم بأسره ما حدث في المؤتمر، أصبح الجميع يؤمن بأن الإتحاد مجرد وهم.. فقد الناس الأمل في الشفاء والحياة، لم أفهم لماذا قد يفعل البشر هذا؟ ما هدف الفاعل من فعلته تلك.. ومهما كان هدفه، ايكون ثمن هدفه أرواح الأبرياء حول العالم التي حطمها وحطم طموحاتها؟ أهذا وقت يفكر فيه الإنسان في أطماعه الخاصة، ألن نتحد حتى وإن كنا نملك عدواً واحداً. ألا نسعى جميعاً للبقاء؟ إذا ما الخطب؟

____________________

Jan 2nd, 2027

Sydney, Australia

_Fares_

كان لما حدث بمؤتمر أمس أثر كبير جداً عليّ، فلا أدري أي أملٌ بعد ذلك قد يشرق مجدداً ينير طريق البشرية، شعرت حينها بأن لا أمل لنا حقاً، وإن كان فلن أعيش لأراه، لأول مرة شعرت بأنني لا يهمني إن عاشت البشرية أم فنيت، فأنا سأموت على أية حال بعد بضعة أسابيع.. كانت ليلة أمس هي الليلة الرابعة عشر منذ إصابتي، لم تكن ليلة مريحة على الإطلاق، لم أرى النوم أبدا... لم تفارق الكوابيس والأحلام الغريبة عقلي، أرى أحيانا ريبيكا تلومني وتتهمني كأني قتلتها، تصرخ تطلب النجدة وتبكي، كنت أتأثر وابكي وأشعر بالخوف والقلق، كنت أرى في أحلامي أشخاصاً لا اعرفهم ولا أتذكرهم ولكني أشعر في نفس الوقت أني قابلتهم من قبل، وأرى ماضيهم بمجرد النظر في أعينهم وأتواسى معهم، لم أفهم بالضبط تلك الأحلام، لم تبدو كأحلام عادية أبداً، وكأني في عالم آخر.. ولا اتذكرها فتكون الصورة مشوشة داخل عقلي، لكن هناك حلم أخير أتذكره جيداً... صورة ذلك الشخص لا تفارق عقلي أبداً..

Neurax نيوراكسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن