الفصل الثاني عشر(القلب ينبض)

19.6K 802 15
                                    

نعيش على أمل أن نجد من يحيي فينا تلك المشاعر التي ماتت بفعل أفعالنا؛لعنا نجد من يروي تلك الأرض المتعطشة لذلك الحنين فتنبض فيها الحياة من جديد.

يتجه يوسف إلى غرفته بعد أن حدثته سديم عن أنتقال عائلة مريم إلى السعودية.

يجلس يوسف على حافة سريره يفكر بما يشعر به ترى هل أحبها حقاً أم لأنها لم تتجاوب معه ولم تسقط في شباكه؟ دقائق قليلة من التفكير جعلت يوسف يتذكر ما فعله سابقاً......هل سيرزقني الله بمثل مريم بعد أن فعلت فعلتي؟....قالها يوسف وهو يلوم نفسه.....تتساقط دموعه رغماً عنه كما تتساقط أوراق الأشجار عندما يمر عليها فصل الخريف......ألقى بجسده المتثاقل على السرير ليذهب في نوم عميق من كثر الأرهاق  مما أنساه موعده مع صديقه فادي...

تجلس سديم بصحبة مريم في الجامعة وتبدأ سديم بالحديث قائله:
-تصوري يامريم  يوسف أخويا كان قاعد مع صهيب وآسر.
ينبض قلب مريم فور سماع اسم يوسف رغماً عنها.....ولكنها تتظاهر بعدم الأهتمام قائله:
-آه صهيب قال لبابا وماما....صح معاد السفر قرب الشركة قربت تفتح والسفر هيبقى بعد الأمتحانات إن شاء الله.
يخيم الحزن على سديم عندما علمت باقتراب موعد سفر مريم.
-سديم اكيد ياحبيبتي هنكلم بعض ونطمن على بعض من هناك أنا مس هسيبك.
-وتفتكري ده كفاية يامريم أني اسمع صوتك بس.
لم تتمالك مربم نفسها من البكاء لترتمي بين يدي سديم معلنة البكاء.....

تصل مريم إلى منزلها على غير عادتها لم تحضر الحلوى التى أعتادت على إحضارها لأخيها..تدخل إلى غرفتها التي تحتوي الكثير من أسرارها، ترمي بجسدها على سريرها وتبكي وهي لاتعرف على ماذا تبكي؟هل على فراق سديم وحدها أم ليوسف علاقةبالأمر؟.. لحظات قليلة وتقوم وتهيئ نفسها للصلاة......
لم تستطع أن تتمالك نفسها من كثر البكاء فلقد أصاب قلبها سهام الحب ولكنها خرجت من قوس لم تكن تتوقعه..سجدت وشعرت بأنها اقرب إلى الله  فباحت عما بقلبها وهو أعلم فقالت:
-اللهم يا من ملكت كل شيء يا من ملكت السموات والأرض يا من ملكت قلبي وعقلي ونفسي أسائلك باسمك الأعظم أن تربط على
قلبي ولا تجعله سبباً في غضبك علي..يارب لاتجعل في قلبي إلا حبك وحب نبيك.....

هل ستغفر للي يااارب؟قالها يوسف وهو جالس على مكتبه في غرفته...يحاسب نفسه على تقصيره في حق نفسه....
-يارب مريم ماتسافرش...والله يارب قررت أتغير....إنت قادر ماتخلهاش تسافر....

تأكد يوسف أنه أحبها فهي تختلف عن أي فتاة قابلها يوسف....يقطع شروده اتصال فادي ليبدأ يوسف في صراع داخلي مابين نفسه اللوامة ونفسه الأماره بالآسوء التي طالمه قادته لكثير من المعاصي....لحظات وأنتهى رنين الهاتف فتنفس يوسق وقال:
-الحمدلله

يقترب موعد الأمتحانات ومعه يقترب موعد سفر مريم ومع مرور كل يوم كانت مريم وسديم تشعران بأن روحهما قد أوشكتا أن تفارق جسدهما...يوم يمر ويتبعه يوم آخر ومعه تزداد المحبة بين مريم وسديم وفي إحدا الأيام اتصلت سديم بمريم وأخبرتها أن تقابلها الأمر هام.
-إيه ياسديم؟قلقتيني في إيه؟
-مافيش حاجة اقعدي بس.....بصي بقى دية هدية بسيطة بس ماتفتحهاش دلوقتي،قبل ما تسافري افتحيها.
-ليه ياحبيبتي تعبتي نفسك إنتي؟مافيش بينا هدايا.
-أكيد مافيش بينا بس عشان تفتكريني يامريومة.
-عمري ما أقدر أنساكي ابداً....ربنا يجمعنا تحت عرشه يارب.
-آمين.

يتصل يوسف بإسلام ليخبر أنه يريد أن يقابله في أمر عاجل....يصل إسلام  في الموعد المحدد ليجد يوسف على غير العادة.
-السلام عليكم....مالك يا يوسف قلقتني؟
-أقعد بس هحكيلك....أنا يا إسلام نفسي أقرب من ربنا أووي نفسي أتغير نفسي أتوب لربنا بجد ساعدني يا إسلام.
لم يصدق إسلام ماسمعه من يوسف.....حالة من السعادة تجتاح قلبه فطالما كان يدعو له في سجوده وقيامه أن يرزقه الله بالهداية.....
-بس أول حاجة يا يوسف تعملها أنك تصالح والدك وتطلب منه يسامحك.على اللي عملته.








ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن