الفصل الخامس والأربعون(القلب يتألم لألمك)

13.6K 655 9
                                    

تمسك مريم هاتتفها وترددت مابين أن تجيب أم تترك الهاتف؟.....سرعان ما اتخذت القرار فهي صديقتها قبل كل شيء.

-السلام عليكم،قالتها مريم بصوت حانق يكاد يسمع.
-وعليكم السلام إزيك يامريم؟قالتها سديم ونبرات الحزن والأسى تظهر عليها.
ظنت مريم من نبرات صوتها أنها علمت بأمرها واتصلت بها لتواسيها.
-أخبارك يامريم؟
-الحمدلله على كل شيء.....كل اللي يجيبه ربنا كويس.
ظنت سديم هي الأخرى أن مريم علمت بأمر يوسف
وما اصابه فبكت وقالت:
-فعلاً كل اللي يجيبه ربنا كويس....أدعيله بكرا أول جلسة ليه.
تفاجات مريم لتقول متعجبه:
-أدعيله!!.....هو مين اللي أدعيله.....وبعدين جلسة إيه؟
-يوسف يامريم بكرا أول جلسة ليه في الكيماوي.....
قالتها سديم وهي لاتدري أن مريم  لاتعلم أي شيء....
قالتها وكأنها رمت بمريم من على قمة جبل.
-يوسف.....وكيماوي.......ليه ياسديم يوسف ماله؟....
ماله؟
قالتها مريم بصراخ مدوً لفت انتباه الجميع.
-أنا افتكرت أنك عارفة إن يوسف جاله كانسر في الدم.
لم تتحمل مريم الخبر لتخونها قدماها فأغشي عليها على الفور....سمعت سديم صوت ارتطام جسد مريم
بالأرض وهي ما زالت على الهاتف....

يدخل صهيب ووالديه مسرعين نحو مريم...
-مريم.....مريم لا حول ولا قوة إلا بالله.
قالها الوالد بعد أن أصيب بحالة من الفزع على ابنته
ليحملها وينقلها إلى سريرها.
-بنتي......بنتي......بنتي مالها ياعبدالله.

سمعت سديم كل ماحدث فأغلقت الهاتف وعاودت الاتصال.
-السلام عليكم أنا سديم ياطنط....مريم مالها؟
-والله يابنتي معرفش سمعنا صراخها وأغمى عليها
وأبوها اتصل بالدكتور وجاي.
-ياربي على غبائي.....والله ياطنط افتكرتها عارفة.
-عارفة إيه يابنتي....إيه حصل؟
اخبرت سديم  ماحدث  لوالدة  مريم وما  أصاب يوسف.....

بكت والدة مريم لما سمعته....بكت على ما أصاب يوسف وابنتها....بكت لظلمها إياه....بكت لأنها ظنت أنه يتلاعب بقلب ابنتها....فهي علمت الأن أنه ضحى كن أجل سعادة ابنتها...

دقائق معدودة ليصل صهيب ومعه الطبيب....وبعد الكشف.

للأسف يا أستاذ عبدالله بنتك اتعرضت لصدمة عصبية حادة ولازم ننقلها المستسفى دلوقتي.
شعر والد مريم أنه مهدد بفقدان غاليتة والوحيدة...
-ياحبيبتي يابنتي،قالتها والدتها وهي تجلس بجانبها
على سريرها تقبل رأسها.

يدخل يوسف الغرفة المخصصة لتلقي أول جلسات الكيماوي التي أقرهاالطبيب له.
يبدأ الطبيب بتجهيز يوسف لجرعة الكيماوي....شعر يوسف بشيء غريب في قلبه لايعرف ماهو؟......كأن
قلبه يخبره أن شيئاً ما أصاب مريم.....ياإلهي لا تُريني فيها شيئاً يؤلمني...

بدأ الطبيب بتفعيل العلاج.....لحظات قليلة لترتفع صرخات يوسف إلى عنان الغرفة....تعجب من حوله
وكأنهم يقولون ياله من شيخ صغير ولكن لاحد يعلم مايشعر به يوسف.

رغم أن الكيماوي يسري في عروقه كحمم البركان التي تذيب الصخر ومع كل هذا فهو يصرخ ويبكي
على ما مضى من حياته وهو يتجرأ على الله ويعصيه....

ذرفت عينا يوسف الدمع....بكى وبكى وبكى على كل ذنب كان يفعله فيما مضى....يتألم ومع ألمه يدعو الله في نفسه ويقول:
-يارب ما اعظم حلمك علي!...ما اكرمك علي!..طهرني من ذنوبي....خذ بيدي إلى شاطئ الرحمات.

أنتهت الجلسة ومعهاأنتهى يوسف لايدري من حوله؟،
من بجانبه؟،من يسانده؟،فقط أخلد إلى نوم عميق بعد ان نقل إلى غرفته وهو يشعر بألم شديد....

مر أسبوع ومريم على نفس حالتها.....فقط تلك المحاليل المعلقة في يدها هي من تعوض فقدانها للأكل...انطفأ نورها الذي كان يضيء قلب والديها.....
ذبلت الزهره التي ترعرعت وسط بساتين الأمل...

ينظر صهيب إليها ويمسك بيدها ويقبلها ليقول:
-جبيبتي....طب ردي علي أنا صهيب أخوكي حبيبك،
ويبكي صهيب على ما أصاب شقيقته.
فقط تكتفي بالنظر إليهم وتسقط دمعاتها فقط.
-أبلة مريم....مش قولتيلي هجيبلك بونبوني....وعمو يوسف قالي كدا بردو.
قالها آسر وهو ينظر إلى مريم لتنتبه الأخرى لتلك الكلمات حتر صدرت تلك الصرخة المدوية من أعماق قلبها لتهز أركان الغرفة....ابتعد آسر من شدة الخوف
.....هرول صهيب نحوها....أسرع والدها في استدعاء الطبيب....تقف والدتها مكانها لاتستطيع الحركة من شدة بكائها.
-وديني ليه يا صهيب....أطمن عليه بس...طيب هو بخير؟...
قالتها مريم بصوت خافت يكاد يسمع من شدة ضعفها
....كانت تلك أولى كلماتها تنطقها منذ أن احتجزت في المشفى.....يدخل الطبيب ومعه الممرضة.....
لتأخذها الممرضة من بين ذراعي أخيها....تعطيها مهدئاً سريع المفعول....تنهار قوى مريم تدريجياً وهي تتمتم بلسان ثقيل وتقول:
-عاوزة أشوفه يابابا.

اعتاد يوسف ألم جلسات الكيماوي....ها هي الجلسة الثالثة في أقل من عشرين يوماً....
يشعر يوسف أن الله يطهره من خطاياه..
-طمني يادكتور في تحسن في حالة يوسف؟....
قالها والده متمنياً أن يقول الطبيب ما يُهدئ روعة.
-إن شاء الله يابشمهندس....هيبان إن شاء الله كمان أسبوع يعني على الجلسة الرابعة.
رجع والد يوسف إلى الغرفة ليطمئن على ابنه......
بينما ظل أحمد الطبيب.
-دكتور بعد إذنك....أنا أكثر من أخوه....صارحني في تحسن؟
لحظات قليلة ثم قال الطبيب:
-مش هكذب عليك يا شيح أحمد....صفايح الدم عنده ناقصة بشكل ملحوظ....الحمدلله إحنا حاصرنا الفيروس بس هو ضعيف جداً.
-طب خذوا دم مني حذو عينة من نخاعي يمكن تطابق.
-ده هيتحدد الجلسة الجايةلو النسبة زادت لا قدر الله.
جلس أحمد يبكي على حال يوسف ليقول:
-اللهم  إنه لا يُعجزك شيء....ربي كما شفيت نبيك أيوب اشفه يارب العالمين.

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن