الفصل الواحد والثلاثون(قد صدقت الرؤيا)

15K 710 7
                                    

يمر بنا الوقت وتتحقق فيه أحلامنا كما لو شئنا........
فما أعظم أن تترك شيئاً من أجل الله فقط لحبك لله
بل الأفضل من ذلك هو ثقتك في موعود الله فلو علمنا تدبير الله لنا لاطمأنت قلوبنا.....

تمر الأيام على يوسف ومع مرور كل يوم يزيد تعلق يوسف بربه ولا يخلي دعائه من ذكرها.....نعم إنها هي التي أسرت فؤاده.
-اللهم إني أحببت فيك أحد من عبادك....فاللهم إن كنت ترى الخير لنا فاجمعنا سوياً وإن كان أحد منا سبباً في هداية الآخر فجمعنا سوياً.....يارب تركتها لأجلك فجمعني بها إنك  على كل شيء قدير.

ينهي يوسف صلاته ومعها يرفع أذان الفجر.....لينطلق هو ووالده إلى المسجد....تبدأ الصلاة ويبدأ يوسف في ترتيل آيات الله بصوته العذب.....وبعد ان أنهى صلاته يستدير يوسف ليعتدل في جلسته ليجد الشيخ أحمد إمام المسجد في صفوف المصلين......
اعتلت الدهشة وجه يوسف عندما رآه أمامه ليقوم على الفور ليعانقه من شدة حبه له.....

يجلس احمد ويوسف بمفردهما بعد أن رحب المصلون بعودة الشيخ احمد.
-باسم الله ماشاء الله.....ماتتصورش فرحان بيك وليك قد إيه.
-الحمدلله هذا فضل الله عليا ياشيخنا.
-بلاش بقى شيخنا وكدا.....أحنا صحاب.
-بس اعط كل ذي حق حقه يا شيخ أحمد.
-ابتدينا نتكلم بالحجج بقى وشوية شوية أحاديث،
قالها أحمد مازحاً.
-خلاص يا أحمد ده شرف ليا أكيد.
-أحكيلي بقى يا يوسف.....إيه اللي غيرك كدا ماشاء الله ولحية وعمامة وقميص قصير.
أخذ يوسف ما حدث له وكيف الله من عليه بالهداية
وأصبح شخصاً آخر.....غمرت السعادة قلب أحمد فهو يعرف ماكان عليه يوسف وهاهو يراه شخصاً آخر.....
نعم إنها قدرت الله إذا أراد الهداية لشخص ما فلا أحد يستطيع أن يضله.....
-الحمدلله......شايف من قراءتك أنك متقن ماشاء الله
وصوتك الله أكبر.
-الحمدلله وحده ده فضل الله علي....بسعي إني بختم إن شاء الله...اسأل الله أن يجعلني من العاملين به.....والتحقت بمعهد إعداد دعاة أهو الحمدلله.
-ماشاء الله عليك ي يوسف....بعد كدا مش هعرف أكلمك،قالها أحمد وهو يومىء برأسه ليوسف مازحاً.
-العفو العفو يامولانا...أنا تلميذك.....صح أنت جيت امتى.
-جيت إمبارح الصبح.....وكنت معدي قصاد بيتك بس اخذت بالي إن زوجتك معاك،قولت أسلم عليك وقت تاني.
-زوجتي!!!!
قالها يوسف متعجباً ثم تابع حديثه قائلاً:
-هو أنت جوزتني أمتى؟
-إمبارح أما نزلت من العربية وفتحت الب......
يقطع حديث أحمد ضحكات يوسف مما زاد تعجب أحمد.
-هو اللي يفتح باب العربية لأزم يكون متجوز...لا يا شيخنا دي أختي كنا جايين من الجامعة.

لايدري أحمد ماذلك الشعور الذي راوده عندما سمع كلام يوسف....حتى هو تعجب من حالة؛ليسأل نفسه:
"ماهذا الشعور الذي راودني"ليقطع شروده صوت يوسف.
-سرحت في إيه يامولانا؟
-ها....لامفيش....ربنا يسعدك يارب زي ما أسعدتني كدا.

وعد كا منهما الآخر عاى أن يلتقيا من جديد.

مر أسبوعان على مجيء أحمد من بعثته....وكعادتهم يجلسان سوياً عقب الصلاة الفجر....

لاحظ يوسف ارتباك أحمد على غير عادته كأنه يريد أن يبوح له بشيء ما....
-مالك يا أحمد.....ملاحظ أنك متوتر شوية في حاجة؟
-ها.....لامفيش....أقصد فيه.....بس.....بس.
-بس إيه يا أحمد قلقتني.

صمت أحمد قليلاً ثم أبتلع غصته وقال:
-يوسف.....أنا طالب أيد أختك.

صمت تام يملأ أركان المسجد.....مما يزيد من ارتباك أحمد ليسرع قائلاً:
-خلاص يا يوسف اعتبرني ماقولتش حاجة.

لاحظ يويف نبرة الحزن التي تعتلي صوت أحمد ليسرع في اطمئنانه:
-ليه يا احمد بتقول كدا؟....إنت شخص أحسبك على خير ولكن الأمر مش بيدي ولأزم أعرف رآيها وأكيد الرأي الأول والآخير لبابا.

شعر أحمد من كلام يوسف بطمأنينه تجتاح قلبه ليقول:
-أكيد طبعاً ده حقكم.....أنا قولت امهدلك الموضوع وأنت تفاتح فيه والدك وأهلك.
-إن شاء الله خير يا مولانا.....ربنا يقدم اللي فيه خير.

ينهي يوسف جلسته مع أحمد قاصدا ً منزله.....فاليوم
هو الجمعة وقد اعتادوا الأفطار سوياً في هذا اليوم المبارك.....
-اتأخرت ليه يابني؟
-معلش ياست الكل كنت قاعد مع الشيخ أحمد.

وعلى مائدة الأفطار
-ماشاء الله مين المحضر الفطار الحلو دة؟قالها والد يوسف.
-سديم اللي حضرت كل الفطار لوحدها....ربنا يفرحني بيها يارب وأشوفها في بيتها. قالتها الأم وهي تنظر إلى ابنتها.
-شكلها قربت ياماما ،قالها يوسف مازحاً.
-هي إيه اللي قربت يابني؟
-معدتي ياماما قربت تنفجر من كثر الأكل....كذا مرة أقولها بابنتي البسي جوانتي وأنتي بتعملي الأكل عشان بيبقى مسكر من إيدها.

حمرت وجنتا سديم مما زادهاجمالاً لترد قائله:
-بحبك وأنت بكاش أوي كدا.
ينظر الواد إليهما والسعادة تكاد أن تقفز من عينيه ليدعو إليهما قائلاً:
-ربنا بيحفظكم ويحببكم في بعض ياولاد.

جلس يوسف مع والده بغرفة الصالون يحتسيان الشاي بينما سديم ووالدتها مشغولتان في تنظيف الأطباق....وجدها يوسف الفرصة المناسبة للحديث....
-بابا في موضوع عاوز أفاتح حضرتك فيه.
-اتفضل يابني.
-الشيخ أحمد.
-ماله يابني حاصله حاجة؟
-لا يا بابا هو بخير.....هو عاوز يجي يتقدم لسديم.

طرقات على باب غرفة سديم لتسمح ليوسف بالدخول.
-هاتنامي ولا لسه؟
-لا ورايا لسه سورة الكهف وهريح شوية قبل الصلاة.
-طب أنا قولت أجي أرخم عليكي شوية ممكن؟
-آه طبعا اتفضل بيتك ياخويا.

يضحك يوسف على مزاح أخته ليجلس أمامها ويبدأ بالحديث:
-بدون مقدمات لأني تعبان وعايز أريح قبل الصلاة.....
في وأحد صحبي طلب إيدك مني.

تتفاجأ سديم من كلام يوسف  مما زاد ارتباكها ثم بدأت بالبكاء لتذكرها المرة الأولى....سرعان ماكفكفت دموعها...
-ممكن أعرف بتعيطي ليه؟
-عادي يا يوسف بعيط.

فهم يوسف الأمر...فلقد تذكرت إسلام وكيف كانت سعادتها؟....يضمها يوسف بين ذراعيه،ويقول:
-فاكره الرؤيا اللي شوفتيها بعد وفاة إسلام الله يرحمه؟
-آه فاكره طبعاً....إيه خلاك تقول كدا؟
-قد صدقت الرؤيا،قالها يوسف وهو ينظر إليها مبتسماً.
-مش فاهمه يايوسف.
-الشيخ أحمد إمام المسجد طلب أنه يبجي يتقدم ليكي.

ومن أصدق من الله؟....ومن أوفى من الله_تبارك وتعالى_؟.....يلبي دعاء عباده ولو بعد حين....




ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن