الفصل الخامس عشر(اعتراف)

18.9K 746 7
                                    

لا نعرف بقدرهم إلا عندما نفقدهم.........

وقعت الكلمة على مسمع يوسف كأن أحداً انقذه من صراعه الداخلي لا يدري ما يقوله
ولكنه ترك العنان لقلبه ليبوح عما بداخله......
نعم أحبها لا لا لا......بل عشقها فهي مختلفة عن غيرها....شعرت بشيء ما يجذبني نحوها ترى ما هو؟......أهو حياؤها أم أخلاقها؟فأنا لم أرَ فتاة مثلها قط....تغيرت لأجلها نعم أعترف فهي كانت سبباً في تغيري ولكن أين هي الأن؟هكذا حدث يوسف نفسه.....يقطع شروده مرة أخرى صوت سديم وهي تقول:
-يوسف رد عليا
-أيوه ياسديم حبيتها وتغيرت عشانها كنت جاي وناوي أقولها.
أبتلعت سديم غصتها فور سماع كلام يوسف فهذه المرة الأولى التي ترى فيها يوسف يتحدث بصدق تغير يوسف كثيراً لم يكن يبالي من قبل نحو أي شيء كان دائماً يصاحب الفتيات ولا يهتم لأي شيء كان لا يشعر بأي شيء تجاههم......ولكن حياء مريم وأخلاقها بل وعفتها أجبرت كل من يراها ويرى أمثالها على أحترامها وتوقيرها.
فجمال الفتاه في حيائها وعفتها وأخلاقها فتصبح كالوردة بداخل البستان تفوح منها ازكى من الريحان.
تتساقط دمعات سديم حزناً على أخيها ولا تدري ماذا تفعل من أجل أخيها؟فهذه المرة الأولى التي يصارحها بمشاعره نحو شخص ما......طالما تمنت أن يصبح يوسف مثالاً للأخ الذي يحتوي أخته.....تحاول سديم أن تواسي أخاها وتجمع ماتبعثر منه من مشاعر.
تداوي جراحه تطمئن قلبه وتوعده بأنها ستقف بجانبه.
أطفأ وعد سديم قليلاً من ذلك البركان الذي ثار بداخل يوسف ويشكرها على ماتفعله من أجله يلتقط أنفاسه بعدما شعر أنها أنقطعت عنه ويقود سيارته عائداً للمنزل.

يلتقي إسلام يوسف ليجلسا سوياً ويبدو القلق والارتباك على إسلام.
-مالك يا إسلام سكلك عاوز تقول حاجة.
-ها.....لا مافيش بس كنت عاوز أخذ رأيك في حاجة.
-اتفضل قول.
-بصراحة يايوسف إية رأيك فيا؟
ينظر يوسف مبتسماً إليه قائلاً له:
-مش فاهم تقصد إية؟
شعر إسلام أن يوسف فهم شيئاً ما.
-اقصد يا يوسف رايك بجد من كل حاجة.
-شاب ربنا يبارك فيك وعلى دين وخلق ومكافح.
-طيب يا يوسف أنا قررت أخطب قالها إسلام
وحالة من الارتباك تظهر عليه.
-بجد مليون مبروك يا إسلام إنت تستاهل كل خير......بس مين سعيدة الحظ دية؟......
قالها يوسف والسعادة تملأ قلبه.
ارتبك إسلام ثم لملم شمله وجمع قوته وقال:
-سديم أختك يا يوسف.
صمت يخيم على يوسف ولا يعرف بم يجيب صديقه؟وتراوده العديد من الأسئله....كيف عرفها؟....وأين التقى بها؟....هل تقابلا؟......
ليقطع شروده صوت إسلام قائلا:
-كنت عارف إني مش مناسب إني اطلب إيد أختك....قالها إسلام ونبرة من الحزن تخيم عليه.
يسرع يوسف في تدارك الموقف قائلاً:
-يابني إنت فهمت غلط.....بس إنت تعرفها منين وشوفتها فين.
-إنت نسيت إن إيمان أختي بتحفظها هي ومريم صحبتها.....وبصراحة هي اللي رشحتهالي بس حبيت أخذ رأيك أنت الأول.
شعر يوسف أن إسلام صادق في كلامه مما زاد أطمئنان قلبه.
-طيب يا إسلام أنا هفاتح بابا وماما وأخذ رأيها طبعاً وهارد عليك وأنا عن نفسي مش هاطمن على أختي إلا معاك.....طالما تمنى يوسف أن تكون أخلاقه مثل أخلاق إسلام وتدينه.

تجلس عائلة المهندس عبدالله على مائدة الطعام وسط سعادة لم يشعروا بها من قبل.
-بابا عاوز أكلم حضرتك في موضوع بعد الأكل.
-حاضر ياحبيبي.
يجلس يوسف مع والده في غرفة الصالون ويبدأ يوسف بالحديث قائلاً:
-بابا في واحد صحبي كان عاوز يجي يطلب إيد سديم.
-وده يابني دينه عامل إزاي وأخلاقه؟
بدأ يوسف في التحدث عن صديقه حتى أن والده أحبه دون أن يراه.
ولم لا؟ومن كان همه رضا الله أحبه الله ونادى جبريل فيحبه ثم أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
وافق الوالد على الرؤية الشرعية ولكن طلب من يوسف أن يتكلم مع أخته.....أسرع يوسف إلى غرفة سديم ويطرق بابها قائلاً:
-سديم..سديم.
-أدخل يا يوسف.
-عاوز أتكلم معاكي في موضوع.
-امممممم.....شكلنا كدا عاوز حاجة.
يضحك يوسف ويجلس بجانب أخته على سريرها.
-سديم..مش عارف والله أقولها إزاي.
-في إيه يا يوسف قلقتني.
-مبروك ياسديم.
-مبروك على إيه؟
-في حد طلب إيدك يا ستي.
يقع الخبر على قلب سديم كالصاعقة.....




ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)Where stories live. Discover now