الفصل التاسع عشر(مكر ودهاء)

17.5K 683 12
                                    

يصل إسلام إلى إحدى الكفتريات على ضفاف النيل ليجد والد يوسف في أنتظاره.يبدو عليه القلق.
يجلس إسلام بعد أن القى السلام على والد يوسف
يبدأ الآخر بالحديث.
-معليش يابني أنا عطلتك بس الموضوع ده إنت المناسب ليه؟
-ماتقولش كدا ياعمي أنا زي يوسف
-يوسف......يوسف تعبني أوي يا إسلام.
-ليه ياعمي؟حصل إيه؟

يفرغ والد يوسف ما يحتويه صدره من آلم بسبب يوسف.....وفي نهاية الآمر يطلب منه أن ينقذه مما هو مقبل عليه.
-ياعمي يوسف بالنسبالي أكثر من أخ وربنا يعلم وإن شاء الله أنا معاه والله المستعان.
-ربنا يبارك فيك يابني.
اطمأن قلب والد يوسف  قليلاً مما قاله إسلام.

يعلو رنين الهاتف ليجيب متلهفاً قائلاً:
-عاش من سمع صوتك ياديدي.
-معلش يافادي كان عندي شوية مشاكل مع ماما في البيت.....قالتها هايدي ثم تابعت حديثها قائله:
-أخبار الخطة إيه؟
-عال العال أووي قرب يستوي المرة الجاية هزودله العيار وسوزي قايمة بالواجب هخليه يجيلك راكع.  
كانت كلمات فادي تحمل الحقد والكرة والأنتقام من يوسف.....جمعهما الكرة والحقد سوياً في صدفة لم تكن تجمعهما هكذا فهي كانت تعرفه منذ ان كان يعيش بمصر وتسعى خلف كل من معه مال فعشقها للدنيا جعلها تستغني عن حيائها وعفتها وكرامتها...

استمعت سوزي لما قاله فادي وتلك المؤامرة التي يقوم بها بالأشتراك مع هايدي لتدمير يوسف،ياله من مكر ودهاء!....ولكن من هايدي التي تعاون فادي؟
هكذا سألت حالها.....

وبعد مرور أسبوع

يصل يوسف إلى الجامعة ليجد إسلام ينتظره
-إيه يا يوسف؟وحشتني يابني أسبوع يا يوسف؟ كدا تتهرب مني ما شوفكش قالها إسلام وهو يمزح مع يوسف.
-معليش يا إسلام مشغول شوية مع بابا في الشغل وكدا....قالها يوسف ويعلم إسلام أنه يكذب عليه.

جلس الصديقان سوياً ليتحدث إسلام مع يوسف محاولاً معرفة مايخفيه عنه ولكن لاجدوى،أصر الآخير على الهروب من فضول إسلام.

يقطع حديثهما رنين هاتف يوسف....لحظات ويترك إسلام وحيداً غارقاً في بحر افكاره متسائلاً:ترى من أتصل به؟

يذهب يوسف إلى المكان المتفق عليه ليقابل فادي ويعطيه ماطلبه منه تلك السيجارة التي أوقعت يوسف في شباكها.....وقع يوسف صحبه لهرلاء الذئاب ترى هل سينجو؟.....

وفي اليل
يدخل يوسف إلى بيته متسللاً إلى غرفته حتى لا يراه أحد ويعكر صوف دماغه....ألقى بجسده المنهلك على سريره...

يستيقظ من نومه ولايدري كم الساعة الأن لم يعد يبالي للوقت ضعيت صلاته وهجره مصحفه وترك ذكره وأصبح غريقاً في بحر شهواته....طنين يؤلم رأسه كطنين النحل الدوي لم يهدأ حتى دخل ليلقي  على جسده الماء البارد عله يهدئ من ألمه.
يخرج يوسف من غرفته مرتدياً ثيابه الأنيقه....يلقي السلام على عائلته ويسرع بالخروج حتى لايوقفه أحد....يعتصر قلب والدته من أجله فهي التي تعلم مابه ولا تسطيع أن تخبر أحد بذلك الأمر.

يعلو رنين هاتف إسلام.
-السلام عليكم ياعمي.
-وعليكم السلام يابني...لسه نازل أهو.
-ماشي تمام ياعمي أنا هكلمه.
أنهى إسلام المكالمة ثم اتصل بيوسف.
-السلام عليكم يايوسف.
-وعليكم السلام يا إسلام.
-عايز أشوفك محتاج أتكلم معاك بموضوع.
-معلش يا إسلام عندي ميعاد دلوقتي ومتأخر عليه. 

أنهى يوسف حديثه وأقفل هاتفه....نبرته لم تطمن فهو يعلم صديقه.

يصل يوسف إلى ذلك المكان المشؤم بسرعة البرق ولم لا؟ وقد أصبح لا يهتم إلا بتليبة ندأ شهواته،تبدأ الحفلة من جديد  ولكن تشعر سوزي بريبه تجتاح قلبها على يوسف من تلك المؤامرة التي يديرها فادي وهايدي....هل حقاً أحبته لتك الدرجة رغم أنه لم يلمسها كم خيل له؟ شعرت بالخطر عليه فأسرعت بالجلوس بجانبه لمنع فادي من وضع إي شيء ليوسف....أكتفى يوسف بشرب تلك السيجارة فهي كفيله لتدميره...وما بين الصخب والنصب يظهر إسلام في وجه يوسف ليتفاجأ الآخير من هول المنظر..
توقفت الموسيقى ينظر إسلام ليوسف نظرات كادت أن تقتله....تسقط تلك السيجارة من يد يوسف من هول تلك النظرات...ثوانٍ معدودة من الصمت ليقطع ذلك الصمت صوت فادي:
-أهلاً بعم الشيخ إسلام أقعد بيتك ومطرحك.
-بص يافادي أنا ماليش كلام معاك ومش جايلك  أنا كلامي مع الأستاذ،وينظر اتجاه يوسف 
شعر يوسف بالإحراج من كلام إسلام ليزيد فادي غيظه ويقول:
-والإستاذ مش صغير ولا أنت ولي أمره.
-آه ولي امره قالها إسلام ليتفاجأ برد يوسف القائل
-ولي أمر مين يابابا......أنت نسيت نفسك ولا إيه ولا خلاص عشان خطبت أختي بقيت ولي أمري.....فوق يا إسلام وأعرف أنت إيه وأنا إيه؟أنا يوسف ابن الباشمهندس جمال المصري....ولا إنت شكلك مماسبا طمع بقى......
تتعالى ضحكات الجميع من سخرية يوسف لصديقه إسلام.....شعر إسلام بمن يذبحه ولكن بسكين بارد تمزق أوتار حنجرته....تمالك إسلام نفسه حتى سعر بقدميه تأخذه للخارج.....ظل يمشي بين الطرقات وحيداً غير مصدق ما سمعه للتو من يوسف....خانته دموعه لتسقط على خديه...ويسأل حاله:
-معقوله يوسف يقولي كدا....أنا مش عاوز النسب ده خ........
لم يكمل كلماته لتصطدم بجسده النحيل تلك السيارة
ليرتطم جسده بالأرض معلنا صوت تحطيم عظامه...
أنطلقت السيارة مسرعة مخلفه وراءها إسلام وهو
غريق في دمائه......

جلس يوسف يعاتب نفسه على مافعله بصديقه يشعر بالندم حيال مافعله
-أيوه بقى هو ده يوسف اللي أعرفه.
-فادي باقولك إيه ابعد عني السعادي أنا مش طايق نفسي.
تدرك سوزي الوضع وتعلم أن فادي يخطط لشيء فطلبت من يوسف أن يصعد ليرتاح قليلاً.....
شعوره بالندم سيطر عليه ليخرج هاتفه ليتصل بصديقه لعله يدرك ما قد حطمه للتو.

يعلو رنين هاتفه ولكن يأبى أن يجيب ظل يوسف يرن حتى أجاب ولكن من هذا.
-السلام عليكم.
-وعليكم السلام إنت مين؟
-حظرتك صاحب التلفون ده عمل حادثه وإحنا بيه في المستشفى.

يقع الخبر كالصاعقة على يوسف كالصاعقة التي أودت بحياته لم يخيل له في مرة أن  مكروهاً يصيب صديقه.
يستغل سيارته مسرعاً بعد أن علم أين هو وتتساقط دموعه ويردد بحزن قائلاً:
-أنا السبب.....أنا السبب


ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن