الفصل الثاني والأربعون(إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه)

14.7K 658 9
                                    

مرت قرابة ستة أشهر على ومعها زادت الألفة والمحبة بين يوسف وأهل مريم ولا سيما صهيب....
تم الاتفاق على الزواج بعد سنة او ربما أقل....كانت تمر الايام بالنسبة ليوسف وكأنها سنوات.....وفي احد المرات وعلى مائدة الطعام....

-مالك يايوسف يابني.....متغير ليه اليومين دول وشك أصفر؟
قالتها والدته متعجبه من حالة ابنها.
-تلاقيه إرهاق بس ياماما من الشغل مش اكثر.
-طب روح اكشف يابني.
-حاضر يا ست الكل.
تابع الوالد قائلاً:
-ابقى اسمع كلام ماما يا يوسف وابقى روح اكشف....
ها طمني عالشغل.
-الحمدلله يابابا المواقع بالكامل داخل على مرحلة التشطيب وإن شاء الله هنسلمه قبل الميعاد.
-ماشاء الله.....ربنا يكرمك يابني....معلش أنا رميت عليك الحمل كله.
-يابابا حضرتك الخير والبركة.

أنهى يوسف طعامه ودخل إلى عرفته ليستريح قليلاً
......بالفعل يشعر بالغثيان دائماً.....يشعر بالوهن في جسده....نوبة من السعال أصابت يوسف ليتفاجأ بقطرات من الدم على ذلك المنديل....قرر بعدها يوسف أن يذهب إلى صديقه لإجراء بعض التحليل...

يعلو رنين هاتفه لتلعو البسمة شفتيه ليجيب قائلاً:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....التلفون نور ياعمي.
-وعليكم السلام.....ربنا يبارك فيك يابني دايماً كلامك كدا عسل زيك....طمني عنك بقالك فترة مختفي ليه كدا.
-معلش والله ياعمي الشغل وعندي موقع لازم يتسلم فمضغوط سامحني.
-هسامحك لو قبلت بكرا تيجي تتغدى معانا إن شاء الله.
تغمر السعادة قلب يوسف لسماع ذلك....فهو سيرى من ملكة فؤاده.
-جزاك الله خير ياعمي إن شاء الله.
انهى يوسف حديثه وقلبه يتراقص من فرط سعادته ليقول:
-والله عمي ده رزق من ربنا....هو اللي كل شوية يتصل يقولي تعال.....تعال وأنا مقدرش ارفضله طلب.
يضحك يوسف على ماقاله لنفسه ليرمي بجسده على سريره ليخلد في نومٍ عميق.

يصل يوسف في الموعد المحدد....ويجلس مع والد مريم وصهيب وآسر.
-أزيك ياعمو يوسف؟قالها آسر مرحباً بيوسف.
-الحمدلله بخير ياحبيب عمو....ها عملت اللي اتقفنا عليه اخر مرة؟
-آه الحمدلله مابقتش أضيع ولا صلاة وحدة....بروح مع بابا الجامع.
-شاطر ياحبيبي عشان ربنا يحبك....اتفضل هديتك اللي وعدتك فيها.
-الله...أنا بحبك أوي ياعمو يوسف.
ثم يذهب مسرعاً وهو يقول:
-ماما......مريم.......شوفو عمو يوسف جابلي إيه؟

وفي تلك الاثناء تدخل مريم غرفة الصالون ليقف يوسف في مكانه احتراماً وحياء منها...
-يابني انت كدا بتكلف نفسك مش كل مرة كدا؟
-أكلف نفسي إزاي ياعمي.....بعدين أنا بجيب لبيتي ولا إيه رأي حضرتك؟
لم يجد والد مريم مايقوله ليبتسم له ويقول:
-اكيد يابني....هتسأذنك أشوف الغداء....تعال يا صهيب.
-حاضر يابابا.

وفي نفسه.....يشكر يوسف ربه على تلك الفرصة التي منحها له:
-إزيك يامريم؟
-الحمدلله بخير وحضرتك،ينظر إليها يوسف ويقول لها مازحاً:
-حضرتي بخير....والصراحة من ساعة ماعمي عزمني وأنا صايم ما أكلتش ومش هينفع أكل سلطة بس....
أنا قولت أقولك عشان تعملي حسابك.
ابتسمت مريم من كلام يوسف.....فهي تفهم مايقصده
.....فقالت:
-ماتقلقش حضرتك.....أنا اللي صممت أعمل الأكل بنفسي.
-الحمدلله.....قالها يوسف وهو ينظر إليها متمنياً تلك الحظة التي يستطيع فيها أن يبوح عما بداخله.
تعود نوبة السعال من جديد لتراود يوسف عن نفسه
مما زاد قلق مريم عليه....ليتفاجأ مرة أخرى ببعض قطرت من الدم على منديله ليسرع بخفائه عنها.
-مالك يايوسف.....في إيه شكلك تعبان؟
-الحمدلله يا مريم.....تلاقيه دور برد مش اكثر.
-دور برد يغيرك بالشكل ده.....انت مش شايف نفسك
يايوسف تعبان إزاي وزنك قل بطريقة ملحوظة؟

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن