الفصل السابع

106K 3.7K 468
                                    

"فرط الحب"
الفصل السابع :

بعد مرور أسبوع، وقف "بيجاد" على باب الغرفة التي بات ينمق عليها لقبوع زوجته الغاضبة بها بينما هو يتلوى وحيدًا مرهقًا في غرفتهما التي تعذبه بما تحمله من أطياف ليالي حُبهما سويًا.

مال برأسه يحاول التصنت عليها وحين تأكد أنها لا تزال نائمه حتى وقت الظهيرة تأوه في شوق وحنين قبل أن يعود لغرفته مرة أخرى لتبدأ رحلة تعذيبه النفسية مبكرًا عن موعدها الليلي، فابتعادها يسرق قطعة من روحه كل ليلة فتخرج من جسده هائمة في توق للانضمام إليها.

خرج من افكاره وهو يلعن يوم الاجازة  على رنين هاتفه لكنه ابتسم حين أتاه صوت اخيه المتذمر:

- أنا كرهت كل الستات اللي في الدنيا، هي فاكرة نفسها مين عشان تعمل معايا كده؟

- ريان ركز يا حبيبي إنت اللي عامل وإنت اللي سيبتها فاكرة نفسها مطلقة لما يقارب السنة.

- مش مبرر.

هتف "ريان" منفعلًا في حنق وهو يبحث عن سجائره ليزداد انفعاله حين لا يجدها ففتح باب الغرفة وصاح بصوت عالي من بين اسنانه:

- علبة سجايري فين؟

- رمتها من البلكونه.

انفجر "بيجاد" ضاحكًا حين وصلته كلمات ريم اللامبالية وازدادت ضحكاته وهو يستمع إلى انفاس شقيقه تعلو وتعلو تعلن عن انفجاره الوشيك فقال "بيجاد" وهو يحاول التحكم في ضحكاته:

- اهدى هي بتلاعبك عشان تطلع اسوأ ما فيك متدهاش الفرصة.

- وتطلع أسوأ ما فيا ليه، انا هتجنن دي بتعامل عُمر كأنه أكبر مني.

- إنت بتغير من ابنك ولا ايه؟

اخبره "بيجاد" في لهجة مشاكسه وللحظه شعر بالاستمتاع لمعاناة شقيقه الذي خرج عن طور لامبالاته:

- أغير ده ايه انت كمان، لا طبعًا بس انا راجل وليا طاقة احتمال وشغل التجاهل ده مش هيجيب معايا نتيجة.
استطرد "ريان" في دفعة واحدة وكل جسده ينتفض في حاجة ماسة إلى الدخان قبل ان يقتل احد ما خاصة هي التي تتعمد تجاهله وكأنه لا قيمة له.

- طيب ايه رأيك تعزمنا على الغدا ونخلي وسام تحنن قلبها عليك، ريم بتحب وسام.

- ان شاء الله عنها ما حنت، وبردو هتفضل على ذمتي ورجليها فوق رقبتها.

للحظة شعر "بيجاد" بالامتنان لإن ابتلاءه كان الغضب فقط وإلا كان سينتهي به الحال مقتولًا على يد وسام زوجته الغالية، سعل بخفة قبل ان يخبر ريان في نفاذ صبر:

فرطِ الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن