مطاردةٌ غريبة

33.9K 1.5K 225
                                    

طقس رأئع في فصل الخريف .. بل و يبدو خلابا في هذه الحديقة مع رؤية الاوراق المتساقطة من الاشجار والتي يترواح الوانها بين البني والبرتقالي والاخضر والذهبي, فبعض الاشجار قد اصبحت عارية والبعض الاخر لازالت تتساقط ورقة ورقة .
أطفال يلعبون .. وأحدهم جرح فهبت إليه والدته تنظف جرحه بمنديلها وتقبل وجنتيه ..عشاق يتمشون بأيدٍ متشابكة ونظرات ولهة ..وعائلة تجلس على مفرشٍ للمائدة عليها وجبات خفيفة وبعض العصائر الطازجةة وينادون أطفالهم ليأكلوا
..عجوز ذو شعر أشيب على أحد مقاعد الحديقة يغذي الحمام بالحبوب وبجانبه جريدة ..فتاة تجلس بالمقعد المجاور للعجوز تحاول رسم بعض تلك المناظر التي تجعل الابتسامة الدافئة تُرسم على شفتيها ,ثم قامت برسم الأشجار ومنظر الحديقة دون الأشخاص المتواجدين علها تستطيع رسم المنظر البديع الذي هو من صنع
الرحمن .. جذب انظارها رؤية شاب اقل ما يقال عنه انه وسيم جدا ذو اعين عسلية انعكس ضوء الشمس الخفيف عليها فتمتمت مع نفسها "وسيم ٌبنكهة خريفية ههههههه"
تابعته بأنظارها فقد كان يتمشى ذهابا وايابا وكأنه يبحث عن شيئ ما ثم اختفى عن أنظارها تنهدت تعود الى رسمتها فهي لاتريد التورط بشيئ ,بدا لها وكأن هذا اليوم لن يمر على خير ..عقدت حاجبيها وهي تعود بذاكرتها قبل ساعتين فقد كانت بطريقها نحو الحديقة فرأت شاحنة سوداء وتحركات مشبوهةة
لا زالت تحاول ان تتخذ قرارها هل ترسمه وتقوم بالتبليغ عنه ؟! .. ام تصمت ؟! .. فهي خائفة من أن تُورط نفسها بمشكلة هي في غنى عنها ولكنها لاتستطيع إخراج وجهه المخيف ذاك (ملامح ٌ حادة والندبة التي على عينه اليسار ووشم وجه الذئب على يده اليمنى ...ابتسامة شر مطلـق ونظرة خبيثة ..سيء ..رجل سيء جدا جدا ) .

تساءلت ماذا إن كانت قضية خطف لفتيات فهي قد سمعت النشرة الاخبارية اليوم تتحدث عن 3 حوادث خطف في اسبوع " اووووه تبا " نفضت رأسها يمينا ويسارا لتبعد الأفكار وتحاول ان تعود للرسم .. تلقائيا ذهبت عيناها لذاك الشاب الذي عاد مجددا في مرأى بصرها وقد وقف بجانبه شاب آخر يبدو خلابا
ايضا ..ضحكة صغيرة هربت من شفتيها وهي تقول "كما يُقال الطيور على أشكالها تقع ..الوسيمون للوسيمون هههههههه" ..شد نظرها الوشم الجميل على رقبة الشاب الآخر ..أمالت رأسها قليلا وصغرت عينيها لترى الوشم جيدا , فقد كان عبارة عن حرف مزخرف بطريقة إبداعية
لم تنتبه على نفسها وهي ترسم ذاك الوشم على دفترها وتتحدث مع نفسها بصوت منخفض " اوووه تخيلي فقط انه من تلك الاساطير وااه " سرت رعشة في جسدها رغم انها تعلم انها مجرد اساطير ,,لكنها منذ بداية عشقها للقراءة كانت دوما تتمنى ان تكون حقيقية وبعد أن كبرت لم تعد توقن بذلك ولكن ..
لازالت هناك نسبة ضئيلة بداخلها لازالت تومض بأمل أن بعض أو كل تلك الأساطير حقيقية ,إستناداً على مقولة " الاساطير لم توجد من عدم " رغم ان اغلب الاساطير من مخيلات واسعة ...اعادت رفع عينها وهي تخط اللمسات الاخيرة للوشم .. فانتبهت لذو الأعين العسلية فقد كان يبدو لها مستمتعاً بالطقس ولا زالت
نظراته تتابع الناس بتدقيق ..اخفضت عيناها تنظر لما رسمته (منظر الحديقة والاوراق المتساقطة وبوسط تلك الاوراق ذاك الوشم الخلاب ) اعادت رفع انظارها فإذ بها تتشابك بتلك الأعين العسلية ينظر اليها وبؤبؤي عينيه تتسعان ولمعة تمر بهما بلون ذهبي كلون بعض الأوراق المتساقطة من حوله .. وتحركت شفتيه
يهمس بكلمة ما وإنطلق يتجه إليها بملامح غير مصدقة ... رجفت يدها واقفلت دفترها واخذت حقيبتها تفر هاربة " اوه تبا تبا مالذي حدث .. تبا تبا لم أفعل شيئا فلماذا اهرب ؟! .. على من اكذب انني ارتعب من اقل نظرة توجه الي "
واسرعت خطواتها تهروول بسرعة ولازالت تفكر إن حدث لها شيء لن يعلم عنها احد ..أم أن زميلتها في السكن ستسأل عنها !! ..صرخت بالانجليزية وهي ترجو ان يفهمها "كُف عن اللحاق بي "و سررعت خطواتها وهي تجري الآن فيبدو لها أنه لم يفهم ماقالته ...حتى انعطفت الى اليمين ودخلت المحل المواجه لها
علها تأخذ انفاسها واتجهت مباشرة لثلاجة المياه والمشروبات الغازية ..ولا تزال تلهث وتقو بسخرية من نفسها " لست بذاك الجمال الخلاب ..تبا له "واخذت رشفة من المياه البارده ..وهي تأخذ أنفاسها وتحاول ان تنظم خفقات قلبها ..وتفكر أيعقل أن ملامحها العربية السبب ؟؟
فجمالها بسيط عينان بلون بني فاتحٍ قليلاً تعلوهما حواجبٌ رفيعة ووجه نظيف بدون قطرة من مستحضرات التجميل والحجاب الذي هو اكثر مايلفت الانتباه اليها بل وقد يكون سببا لتعرضها للخطر فيوجد الكثير من ذوي العقول المتخلفة بالبلدان الاجنبية .
.
.
اطلت برأسها من بين الرفوف تنظر من الواجهة الزجاجية فرأته يقف ويعطي ظهره لواجهة المحل .. رافعاً رأسه وكأنه يشتم شيئا ما وفجأة التف لها والتقت عينيها بعينيه مباشرة وسرت رعشة في جسدها
وهي تراه يهرول اليها فاتجهت من بين الارفف تحاول الوصول للمحاسب عله ينجدها من هذا الغريب ولكن هيهات رفعت راسها ورأت ابتسامة دبت الرعب في اوصالها وتراجعت الى الخلف خمس خطوات ..اغمضت عيناها تحاول
التفكير بمنطقية وتعترف بين نفسها ان الابتسامة ليست مرعبة لتلك الدرجة بل يبدو كطفل قد وجد كنزه الذي خبئه في حديقة منزله في صغره فتحت اعينها وتوسعت باستغراب لابتسامته الشاسعة ..مختل..انه بالطبع مختل وحاولت
تجميع صوتها وترجو من الله ان يفهم الانجليزية لتستطيع الشرح له انها لم تكن ترسمه أو أيا ماكان يظنه بها
"lo..look ..you anderstand me wrong..i..idid not mean to stare at you ..it was just .. i was " اخذت أنفاساً متسارعة تنظر اليه لازال يحدق بها بغرابة
تلك النظرات ..لايبدو انه سيؤذيها ابعدت انظارها عنه فقد اطالت النظر وهذا ليس من شيمها حمحمت .. وقالت وهي لازالت مخفضة انظارها" iam sorry..i have to go could you just let me go "
استغربت صمته فرفعت انظارها اليه ولم تسمع منه إلا جملة "Наконец-то я тебя нашел ... Я долго тебя ждал" بصوته الاجش القوي الذي ارعبها ولكنها لم تفهم ما قاله فهي لا تعرف إلا بعض الكلمات
البسيطة من شكر او اعتذار او ان تطلب شيئا فهي لم تنتقل الا منذ شهرين فقط فقالت بصوت حاولت ان تضيف نبرة التهديد فيه وتبعد الرجفة
"stop follow me..or i will call the police " فالمعروف في هذه البلد ان الشرطة لاتتهاون فيمن يخترق خصوصيات غيره.. تجاوزته مبتعدة الى المحاسب الذي كان ينظر اليهم منذ البداية وهو على أتم
الاستعداد بالاتصال للشرطة اذا ماحدث شيئ ..فبنظره الفتاة كانت ترتعب من هذا الغريب ..دفعت له ثمن زجاجة الماء التي اخذتها سابقا وسمعته يهمس لها بالروسية " اتحتاجين للمساعدة ؟"
فهزت له رأسها بلاوقالت " لا شكرا لك سيدي " وخرجت متجهة لشقتها في السكن الجامعي وهي تنظر للخلف تتأكد اذا كان يتبعها " انه حقا غريب أطوار " فقد كان ينظر لها من واجهة المحل وكأنه يترجاها ان لا تذهب ..أعادت أنظارها لطريقها وهي تتمتم " ربما أشبه أحدا من اهله ؟! " وضحكت باستنكار لنفسها انه اجنبي فمن أين سأشبه احدا من أهله وليس وكأن العرب مثل الصينين يصعب التفرقة بينهم ..تنهدت بتعب وهي تدخل المبنى السكني للطلاب الأجانب " ااااه يا له من يوم مليئ بالأحداث "

ولم تلحظ ذاك الذي تبعها بهدوء لئلا يصيبها بالرعب كالسابق انتبه لإنارة في الطابق الثاني وتنهد قائلا بالروسية "سوف أعلم كل شيءٍ عنك ..انتظريني " و ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهه

.
.
.
وهذا أول بارت ...أتمنى أن ينال إعجابكككم
لا تبخلوا علي بالتعليقات المشجعة .. أو البناءة ,, واعفوني عن التعليقات المسيئة ههههههههه
اهتموا بصحتكم ... " الى اللقاء "

Legends are aliveWhere stories live. Discover now