دعاؤه في الاستسقاء 1

21 2 0
                                    

الّلهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
الْحَمْدُ لِلَّهِ سابِغِ النِّعَمِ، ومُفَرِّجِ الْهَمِّ، وبارِيءِ النَّسَمِ، الَّذي جَعَلَ السَّماواتِ لِكُرْسِيِّهِ عِماداً، و جَعَلَ الأَرْضَ لِلْعِبادِ مِهَادًا، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا، ومَلائِكَتَهُ عَلى اَرْجائِها (۱)، وحَمَلَةَ عَرْشِهِ عَلى اَمْطائِها (۲)، واَقامَ بِعِزَّتِهِ اَرْكانَ الْعَرْشِ، واَشْرَقَ بِضَوْئِهِ شُعاعَ الشَّمْسِ، واَطْفَأَ بِشُعاعِهِ ظُلْمَةَ الْعَطَشِ، وفَجَّرَ الْاَرْضَ عُيُوناً، والْقَمَرَ نُوراً، والنُّجُومَ بُهُوراً (۳).
ثُمَّ تَجَلّى فَتَمَكَّنَ، وخَلَقَ فَاَتْقَنَ، واَقامَ فَتَهَيْمَنَ، فَخَضَعَتْ لَهُ نَخْوَةُ الْمُسْتَكْبِرِ، طُلِبَتْ اِلَيْهِ خَلَّةُ الْمُتَمَسْكِنِ.
اَللَّهُمَّ فَبِدَرَجَتِكَ الرَّفيعَةِ، ومَحَلَّتِكَ الْمَنيعَةِ، وفَضْلِكَ السَّابِغِ، وسَبيلِكَ الْواسِعِ، اَسْأَلُكَ اَنْ تُ صَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ والِ مُحَمَّدٍ كَما دانَ لَكَ، ودَعا اِلى عِبادَتِكَ، ووَفى بِعَهْدِكَ، واَنْفَذَ اَحْكامَكَ، واتَّبَعَ اَعْلامَكَ، عَبْدِكَ ونَبِيِّكَ، واَمينِكَ عَلى عَهْدِكَ اِلى عِبادَتِكَ، اَلْقائِمِ بِاَحْكامِكَ، وَمُؤَيِّدِ مَنْ اَطاعَكَ، وقاطِعِ عُذْرِ مَنْ عَصاكَ.
اَللَّهُمَّ فَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ والِهِ اَجْزَلَ مَنْ جَعَلْتَ لَهُ نَصيباً مِنْ رَحْمَتِكَ، واَنْضَرَ مَنْ اَشْرَقَ وَجْهُهُ بِسِجالِ (٤) عَطِيَّتِكَ، واَقْرَبَ الْاَنْبِياءِ زُلْفَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَكَ، واَوْفَرَهُمْ حَظّاً مِنْ رِضْوانِكَ، واَكْثَرَهُمْ صُفُوفَ اُمَّةٍ (٥) في جِنانِكَ، كَما لَمْ يَسْجُدْ لِلْاَحْجارِ، ولَمْ يَعْتَكِفْ لِلْاَشْجارِ، ولَمْ يَسْتَحِلِّ السِّباءَ (٦)، ولَمْ يَشْرَبِ الدِّماءَ.
اَللَّهُمَّ خَرَجْنا اِلَيْكَ حينَ فاجَأَتْنا الْمَضائِقُ الْوَعِرَةُ، واَلْحَأْتَنا الْمَحابِسُ الْعَسِرَةُ، وعَضَّتْنا (۷) عَلائِقُ الشَّيْنِ، وتَأَثَّلَتْ (۸) عَلَيْنا لَواحِقُ الْمَيْنِ (۹)، واعْتَكَرَتْ (۱۰) عَلَيْنا حَدابيرُ (۱۱) السِّنينَ، واَخْلَفَتْنا مَخائِلُ (۱۲) الْجَوْدِ (۱۳)، واسْتَظْمَأْنا لِصَوارِخِ الْقَوْدِ (۱٤).
فَكُنْتَ رَجاءَ الْمُبْتَئِسِ (۱٥)، والثِّقَةَ لِلْمُلْتَمِسِ، نَدْعُوكَ حينَ قَنَطَ (۱٦) الْاَنامُ، ومُنِعَ الْغَمامُ (۱۷)، وهَلَكَ السُّوَّامُ (۱۸)، يا حَىُّ يا قَيُّومُ، عَدَدَ الشَّجَرِ والنُّجُومِ (۱۹)، والْمَلائِكَةِ الصُّفُوفِ، والْعَنانِ الْمَكْفُوفِ (۲۰)، اَنْ لا تَرُدَّنا خائِبينَ، ولا تُؤاخِذَنا بِاَعْمالِنا، ولا تُحاصَّنا (۲۱) بِذُنُوبِنا.
وانْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَكَ بِالسَّحابِ الْمُتْئِقِ (۲۲)، والنَّباتِ الْمُونِقِ (۲۳)، وامْنُنْ عَلى عِبادِكَ بِتَنْويعِ الَّثمَرَةِ، واَحْيِ بِلادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهَرَةِ (۲٤).
وَاَشْهِدْ مَلائِكَتَكَ الْكِرامَ السَّفَرَةَ (۲٥)، سُقْياً مِنْكَ نافِعَةً، مُحْيِيَةً هَنيئَةً، مَريئَةً مُرْوِيَةً، تامَّةً عامَّةً، طَيِّبَةً مُبارَكَةً، مَريعَةً، دائِمَةً غُزْرُها (۲٦)، واسِعاً دَرُّها (۲۷).
زاكِياً نَبْتُها، نامِياً زَرْعُها، ناضِراً (۲۸) عُودُها، سامِراً (۲۹) فَرْعُها، مُمْرِعَةً (۳۰) اثارُها، غَيْرَ خُلَّبٍ بَرْقُها، ولا جَهامٍ (۳۱) عارِضُها، ولا قَزَعٍ (۳۲) رَبابُها (۳۳)، ولا شَفَّانٍ ذِهابُها (۳٤)، جارِيَةً بِالْخِصْبِ، والْخَيْرِ عَلى اَهْلِها.
تَنْعَشُ بِهَا الضَّعيفَ مِنْ عِبادِكَ، وتُحْيي بِهَا الْمَيِّتَ مِنْ بِلادِكَ، وتَضُمُّ بِهَا الْمَبْسُوطَ مِنْ رِزْقِكَ، وتُخْرِجُ بِهَا الْمَخْزُونَ مِنْ رَحْمَتِكَ، وتَعُمُّ بِها مِنْ نَأى مِنْ خَلْقِكَ، حَتّى تَخْصِبَ لِاَمْراعِهَا الْمُجْدِبُونَ، وتَحْيى بِبَرْكَتِهَا الْمُسْنِتُونَ (۳٥)، وتَتْرَعَ (۳٦) بِالْقيعانِ (۳۷) غُدْرانِها، وتُورِقَ ذُرَى (۳۸) الْاكامِ (۳۹) رَجَواتُها (٤۰)، ويَدْهامَّ بِذَرَى الْاَكْمامِ (٤۱) شَجَرُها.
وتُعْشِبَ بِها اَنْجادُنا (٤۲)، وتَجْرِيَ بِها وِهادُنا (٤۳)، وتُخْصِبَ بِها جَنابُنا (٤٤)، وتُقْبِلَ بِها ثِمارُنا، وتَعيشُ بِها مَواشينا، وتَنْدى (٤٥) بِها اَقاصينا، وتَسْتَعينَ بِها ضَواحينا (٤٦)، مِنَّةً مِنْ مِنَنِكَ مُجَلَّلَةً، ونِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ مُفَضَّلَةً، عَلى بَرِيَّتِكَ الْمُرْمِلَةِ (٤۷)، ووَحْشِكَ الْمُهْمَلَةِ، وبَهائِمِكَ الْمُعْمِلَةِ.
اَللَّهُمَّ اَنْزِلْ عَلَيْنا سَماءً مُخَضَّلَةً (٤۸) مِدْراراً، واَسْقِنَا الْغَيْثَ واكِفاً (٤۹)، مِغْزاراً غَيْثاً مُغيثاً، مُمْرِعاً مُجَلْجِلاً (٥۰)، واسِعاً وابِلاً (٥۱)، نافِعاً سَريعاً، عاجِلاً سَحّاً وابِلاً، تُحْيي بِهِ ما قَدْ ماتَ، وتَرُدُّ بِهِ قَدْ فاتَ، وتُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ اتٍ.
اَللَّهُمَّ اَسْقِنا رَحْمَةً مِنْكَ واسِعَةً، وبَرَكَةً مِنَ الْهاطِلِ نافِعَةً، يُدافِعُ الْوَدْقُ (٥۲) مِنْهَا الْوَدْقَ، ويَتْلُوا الْقَطْرُ مِنْهَا الْقَطْرَ، مُنْبَجِسَةً (٥۳) بُرُوقُهُ، مُتَتابِعَةً خُفُوقُهُ (٥٤)، مُرْتَجِسَةً هُمُوعُهُ (٥٥)، سَيْبُهُ (٥٦) مُسْتَدِرٌّ (٥۷)، وصَوْبُهُ (٥٦) مُسْبَطِرٌّ (٥۹)، ولا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سُمُوماً (٦۰)، وبَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً (٦۱)، وضَوْأَهُ عَلَيْنا رُجُوماً (٦۲)، وماءَهُ اُجاجاً، ونَباتَهُ رَماداً رِمْداداً (٦۳).
اَللَّهُمَّ اِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وهَواديهِ (٦٤)، والظُّلْمِ ودَواهيهِ (٦٥)، والْفَقْرِ ودَواعيهِ (٦٦)، يا مُعْطِي الْخَيْراتِ مِنْ اَماكِنِها، ومُرْسِلَ الْبَرَكاتِ مِنْ مَعادِنِها، مِنْكَ الْغَيْثُ الْمُغيثُ، واَنْتَ الْغِياثُ الْمُسْتَغاثُ، ونَحْنُ الْخاطِئُونَ، ومِنْ اَهْلِ الذُّنُوبِ، واَنْتَ الْمُسْتَغْفَرُ الْغَفَّارُ، نَسْتَغْفِرُكَ لِلْجاهِلاتِ (٦۷) مِنْ ذُنُوبِنا، نَتُوبُ اِلَيْكَ مِنْ عَوامِّ (٦۸) خَطايانا، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
اَللَّهُمَّ قدِ انْصاحَتْ (٦۹) جِبالُنا، واغَبَرَّتْ اَرْضُنا، وهامَتْ (۷۰) دَوابُّنا، وتَحَيَّرَتْ في مَرابِضِها (۷۱)، وعَجَّتْ (۷۲) عَجيجَ الثَّكالى عَلى اَوْلادِها، ومَلَّتِ الدَّوَرانَ في مَراتِعِها، والْحَنينَ اِلى مَوارِدِها، حينَ حَبَسْتَ عَنْها قَطْرَ السَّماءِ، فَدَقَّ لِذلِكَ عَظْمُها، وذَهَبَ شَحْمُها، وانْقَطَعَ دَرُّها.
اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ اَنينَ الْانَّةِ، وحَنينَ الْحانَّةِ (۷۳)، فَاِلَيْكَ ارْتِجاؤُنا، واِلَيْكَ مَابَنا، فَلاتَحْبِسْهُ عَنَّا لِتَبَطُّنِكَ سَرائِرَنا، ولا تُؤاخِذْنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا، فَاِنَّكَ تُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا، وتَنْشُرُ رَحْمَتَكَ، واَنْتَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.
وصلّى اللهُ على مُحمَدٍ وآلهِ الطَيِبينَ الطّاهِرينْ

صحيفة الإمام علي (عليه السلام) (قد اكتملت بفضل الله سبحانه)Where stories live. Discover now