رمَــادِي 01

19.7K 1K 528
                                    

أسغفـِرُ اللّـه العَظـيـم وَأتُـوبُ إلَـيـه

🥀

إنّه لأمر شَنيعٌ أن تُنـاظِرَ الشّخص الذي يُشبهك
وَترى فِيـهِ نفسَك القـديمَة، مُحـاطًا بِتِلك الأسلاَك
الطّبيّة المُثبّتـة على جـسدِه والأطبّـاء مُنڪبّونَ علَيهِ
مِن ڪُلّ نـاح، فِي سِباقٍ لهُم معَ المَوت.

تترجّاهُ أن يَفيقَ لِتُضيء الدّنيـا فِي عينيكَ نـورًا
مِن ثغرِه، فوجهُه لايستحِقُّ أن يرَى حُزنًـا قط، وَمَن
بِعُمرِهِ حَرامٌ هوَ علَيهم زِيارَةُ هڪذا مڪانٍ
ولَو ڪان الألمُ مُفرِط.

«رجـاءً أُمّي ڪفّي عنِ البُڪاء! جونغهيون
سَيتحسّن! أنـا واثِقـة مِن ذلِك!»

نبست ذاتُ السّـادس عشرَة شِتـاءً بمحجَرينِ
يَڪتنِفهُما بريقٌ لاَمِع؛ إثـرَ الدّمـوعِ التّي تڪبحُ
نُـزُولهـا خَوفًا علَى حَالَـةِ والِدتِهـا الصّحِيّـة
مِن التّدهـور، ولا عِتابَ فهُم بِموقِفٍ
لا يُحسدُ علَيه.

«وَلـدِي! صغيرِي! مـاذا فعلُوا بِك»

اِنتحبَت هِيَ بِضيقٍ بَين شهقـاتِهـا تُنـاجِي الإلـه
أن يُنقِذَ فِلذَة ڪبِدِهـا وَيرُدّهُ إلَيهـا سَالِمًـا؛ فقط
لِتغدِقهـا اِبنتُهـا آيلا بِالأحضان تُخفّفُ عنهـا، مَع
أنّهـا نفسُها تحتاجُ لِمن يُوَاسيهـا.

«سيّدة جيـون أرجـوكِ! هوّنِي علَيكِ»

نطقَتُ صـاحِبةُ العَينينِ العسلِيّـة بِنبـرٍ خافِت، فڪانت
حُروفُها مُرتجِفة يڪتنِفُهـا النّدمُ وَقِلّـةُ الحِيلـة، وَالتِي
مـا إن وَصلت لِمسـامِعِ المرأة الخمسينِيّة إذ بِهـا تصرخُ بِوجهِهَا وَتصفعُ يدهـا التِي حطّت علَى ڪتِفهـا جانِبًـا.

«أبعِدي يدكِ عنّي أيّتُهـا القـاتِلـة!»

اِرتدّت للِخلفِ وَقد اِعتَنقت يدُهـا جسدهـا مفزُوعة
تشعُـرُ بِالأسفِ لِمـا آلَ إلَيهِ الوَضع، ڪانت ذاهِبةً لِلدّراسـةِ فأضحَت بِقلبِ المشفى مسؤولةً عَن اِحتِضارِ أحدِهِم.

أزاحت رأسها جانِبًا لِغُرفةِ العمَلِيّات، فألفتهُ
مُتسمِّرًا هُناك، يرڪنُ قبضتيهِ على الحائِط الزّجـاجِيّ
والشّحـوب قـد أڪلَ وجهه، ما إن أوشڪت مِنهُ
تنطِقُ بِاسمِهِ حتّى دحرَها بِقوّةٍ لِتلتحِفَ الأرضِيّة
البيضاء تحتَ صوتِهِ الغلِيظ الذِي يُجابِهُ
هدِيرَ النّهرِ فيِ هَيجـانِه.

«أبعِدي لعنَة يدِكِ عنّي! أقسِم لكِ! إن حدَثَ لأخِي
أيّ سـوءٍ؛ فلاَ تلُومِي إلاّ نفسك، أفهِمتِ!»

 رمَـادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن