Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
ركبت الطائرة و أنا أشعر بمغص في معدتي و دوآر غريب , بالرغم من أنها ليست المرة الأولى ! فأنا دائما أذهب لزيارة والديّ كلاهما بالطائرة أو هما يأتيانني.. تذكرت أن حفلة الزواج التي دعتني أمي لها بعد يومين كما أذكر.. علي الذهاب هناك ’ لرؤية أمي.. للأسف لن أبقى لدى والدي سوى يوم و نصف بحسب تفكير المتقد الجيد..^^".. فكرت قليلا .. لو سمعني آرثر لسخر مني حتى يسقط ضاحكا..! لكنني لن أسمح له.. ذلك المغرور..!! صعقت و أنا أتذكر ( اليوم هو يوم ميلادي..!!! لقد بلغت العشرين من العمر..!! ) ابتسمت مع نفسي ببلاهة و قلت بهمس ( ميلاد سعيد يا فلور.. ميلاد سعيد..! ) انتبهت الى شاب وسيم للغاية ذا شعر أشقر و عينان زرقاوان يتقدم وهو على وشك الجلوس الى المقعد الذي بجانبي.. ابتسم لي بمرح و أنا اشتعلت خجلا كالعادة , كان رائعا بملابسه الثمينة هذه.. و نظارته الفاخرة في يده.. قال محييا بصوت هادئ للغاية وهو يجلس : صباح الخير.. ابتسمت له و وجنتاي محمرتان , رددت بخفوت : صباح الخير.. ظل مبتسما لي ابتسامه عميقة آخاذة ’ سبحت معها في عالم عينيه الأزرق البحري.. آه كم هو رائع هذا الشاب !! فكرت بغباء هل لديه صديقة ؟!! اعتدل بجلسته و قال لي بهدوء منبها : ألن تضعي حزام الأمان..؟! خجلت بشدة منه و كدت أموت إحراجا , بسرعة سحبت الحزام يبدو أنني لم أسمع تنبيه الكابتن لربطه , توترت و يداي ارتجفتا لم أقدر على شبكه بشكل صحيح.. شعرت به يحدق بي ~~ يا إلهي .. يبدو أن القلادة لا تحاول التسبب بقتلي فقط , بل أحراجي أيضا..! تبا..!! ابتسمت ببلاهة وأنا أقول بارتجاف : يبدو.. أنه مكسور أو ما شابة هيهيـ هي..! ضحكت بغباء شديد من شدة بلاهتي اوه وددت لو أموت الآن dead..!! لكن..ابتسم الشاب بلطف و أمسك بيدي , اتسعت عيناي و أنا أحدق به.. أمال نفسه باتجاهي و قال بعطف : لا بأس.. هدئي من روعك.. آه كم حلمت بشاب حنون كهذا و عطوف ,قلبه مليء بالدفء.. يداه الدافئتين ممسكتان بيدي.. أصلح لي الحزام ثم استرخى وهو يمسك بكتاب ما.. أخذت أحدق به و لم أشعر بأن الطائرة حلقت..!! رغبت بشدة أن أعرف اسمه و من يكون , ياه تخليت لو هو ممثل سينمائي مشهور , أو ربما مغني ~~".. شعرت بأنني تحت تأثير السكر و أنا أحدق به هكذا و النجوم تتراقص فوق رأسي.. لا .. أنه ليس ممثل أو مغني , أنه ملاك بلا شك.. لاحظ تحديقي المستمر نحوه فنظر إلي.. اشتعلت احمرارا و زرقة بسبب كتمان أنفاسي و كل شيء بدأ يدور..! فلتفتت بسرعة نحو النافذة بجانبي و أنا أشعر بالدوار شعرت بأنه ابتسم و عاد لقراءته.. وضعت يدي على رأسي.. آه حتما أنني أشعر بالتعب و الدوار بشكل غريب.. تذكرت أنني لم أتناول الطعام جيدا بالأيام الماضية , وما حدث لي من أمور سيئة.. بالطبع الفضل يعود للأمير المغرور "آرثـر" ! قدمت المضيفة الطعام , لكنني رفضت بشدة أن آخذ أي شيء أو أتناول.. و السبب , خجلي الشديد من الشاب و الأهم ‘‘خوفي من أن يحدث شيء سيء..!!’’ نظر نحوي و قال بهدوء و ابتسامه : عليك أن تأكلي شيئا.. قلت له بخجل و عيناي على ركبتاي : لا أحب طعام الطائرات!! ثم أنني أشعر بالدوار..~~" ابتسم بخفه و قال وهو يميل نحوي قليلا : يمكنك أن تنامي قليلا إذن.. قلت بخفوت و أنا أسترق نظرة خاطفة الى عينيه البحريتين : أ..أجل.. آهٍ كم هو رااائع للغاية .. أين يمكن أن يوجد شاب ملاك كهذا ...؟! تذكرت شيئا , بما أنه يوم ميلادي سوف أكتب أمنيتي بالورقة حتى لا أنسى عندما يسألني والدي.. فأنا كثيرة النسيان ~~" أخرجت ورقة من حقيبتي الصغيرة و كتبت بها ( اليوم يوم ميلادي و أرغب بهدية التي حلمت بها طوال سنوات وهي رؤية والدي معا و يبتسمان كي أصورهما.. ستكون أعظم هدية ... ولن أطالب بعدها بأي هدايا لأي مناسبة حتى لو كانت مناسبة زواجي ..!! ). شعرت بالسعادة بعدما كتبت هذا و عندما أردت أن أعيد الورقة للحقيبة أفلتت مني و سقطت على قدم الشاب !! فزعت بشدة و انتبه الشاب لهذا , فانحنى و التقطها , ابتسم وهو يعطيني أياها و يقول _ تفضلي.. مم , هل حقا اليوم هو يوم ميلادك..؟! حدقت به مذهولة , فقال بسرعة وهو يعتدل : آسف لقد وقع بصري مصادفة على هذه الكلمة..!! قلت له سريعا : لا .. لا بأس أطلاقا .. آه نعم أنه يوم ميلادي.. و كدت أموت خجلا وهو يبتسم لي ابتسامه ساحرة و ينحني نحوي مجددا , قائلا _: إذن كم ستبلغين أيها الشابة الجميلة ؟!. شعرت بالدوار لكلمة هذه , و كاد يغشى علي.. ~~ وه كم هو ساحر ..!! هو لم يعني شيئا بكلمته الجميلة سوى مجاملة لطيفة بريئة.. لا يبدو عليه أبدا أنه شاب لعوب..!! أفقت سريعا و قلت : آ.. عشرون.. عاما.. أمسك بيدي فجأة وهو لا يزال يبتسم بحب , قال وهو يصافحني _ ميلاد سعيد , آ.. لم أعرفك بنفسي.. يالا فظاظتي !! الجميع ينادني بـ توماس لكنك تستطيعين مناداتي بـ "توم". ابتسمت بخجل شديد و يدي بيده , فقلت : فرصة سعيدة , أنا فلور.. اتسعت ابتسامته بمرح و هو يقول : اسمك جميل ,فلور يعني الورد بالإنجليزية أليس كذلك ؟ إذن ميلاد سعيد فلور ياه كيف يتحدث معي بكل سلاسة و أنا بالكاد أتكلم معه ^^.. قلت له : أشكرك جداً.. للطفك.. ابتسم مشجعا و عاد لجلوسه مسترخيا , أما أنا فنمت قليلا.. نزلت من الطائرة و قد أضعت ذلك الشاب الملاك "توم" و لم أره , لكنني رأيت الرجل الوسيم الذي يرتدي بذلة أنيقة يلوح لي من بعيد .. اتسعت ابتسامتي بسرعة و أنا أنظر نحو أبي الحبيب أسرعت الخطى إليه.. ضحك عندما رآني و فتح ذراعيه و أنا ألقي بنفسي محتضنة إياه.. غمرني بحنانه وهو يقول : حبيبتي الصغيرة .. هل أنت بخير؟!. آه كم شعرت بكل آمان الدنيا و دفئها مجتمعه هنا بين يدي.. مكونة أغلى إنسان بالوجود ( والدي ) .