Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
داهمني نعاس غريب و كأنه شعر بي همس بصوت حانٍ : فلور..لا تنامي.. أنتِ مملة..! قلت بتعب : لا أريد , دعني و شأني.. خطرت ببالي شيئا ما , ففتحت عيناي و نهضت بصعوبة بسبب البطانية التي تلفني.. قال آرثـر مستغربا : ما بك ؟!. قلت بابتسامه : تعال لأصنع لك شيئا ما.. في المطبخ أعددت فطيرة فراولة صغيرة بسرعة و آرثر يجلس بهدوء يتابعني . قدمتها أمامه و قلت : تفضل , هل يمكنك تناولها ؟!, أنها آمم لأجل أن .. تلك الخدمة , عندما أمي.. آ.. قاطعني قائلا : لقد فهمت.. لكنني لا أكل هذا الطعام..! فقط لأجلك سأتناول شيئا يسيراً.. تناول قطعة صغيرة جداً بالملعقة و راقبت ملامح واجهه الجامدة , ثم لم يبن أي تعبير !! قلتُ بتوتر : هل هي جيدة ؟!. _ لا.. ليس تماماً , بالنسبة لي هذا طعمه سيء..! حدقت به بحزن و يأس قلت : كنت تقدر على الرفض..~~ حسنا هاته..! أخذت الطبق و وضعته جانبا و آرثـر ينهض , في غرفة الردهة بهذا المنزل كانت جميلة و واسعة.. شغلت التلفاز و رأيت فلما و حفلة راقصة , فخطرت ببالي فكرة.. جلبت آرثـر و أنا أشعر بالحماس , شغلت موسيقى رقيقة هادئة و قلت له : لنرقص .. رفع أحد حاجبيه : عفواً !! قلت و أنا أريه الفلم : أنظر هكذا , أنه نوع من التواصل بين الأشخاص.. صدقني هو فنّ جميل.! كان آرثر ينظر بالفراغ , أي أنه يحدق بالناس يرقصون و هو لا يركز معهم أصلاً ! شعرت بأنه يقول بنفسه ~ هل تريد هذه البلهاء تعذيبي قبل أن أغادر ×× فشعرت بالسوء الشديد نحو نفسي~ ثم أخيراً قال بهدوء مهمهماً : لقد فهمت.. هيا لنذهب الى مكان كهذا..! تفاجئت و فرحت , قلت : هل نذهب إلى حفلة..؟! _ أمسكي بيدي , أولا لنرتدي ثيابا جيدة.. بعد دقائق ~ كنت ارتدي ثوبا جميلاً أزرق قصير الى ركبتيّ و آرثـر يلبس بذلة سوداء أنيقة.. لقد كنا في حفلة كبيرة لم يلاحظ أحد وجودنا.. أمسكت بيد آرثـر و وضعتها على وسطي ثم رفعت يدي اليمنى الى كتفه ,و بدأت الرقص ببطء.. كان تعبير وجهه مضحكاً , فهو مضيق ما بين عينيه و يبدو متوتراً , لذا همست له برقة : أهدأ فقط و تابع حركاتي.. همس أيضا مقربا رأسه : هذا لا يناسبني فلور , قد يحدث شيء... قاطعته و أنا أضع يدي على فمي مانعة صرخة مؤلمة.. لقد داس على قدمي خطأً ××! _ ... كهذا.. أكمل آرثر جملته بقلق.. ! شعرت بأن قدمي تحطمت ××؛ , لكنني تحملت و صمتُ كي لا أربكه ! أنما انحنى هو و مسح على قدمي كي يذهب الألم , كنت ارتدي حذاء عاليا مفتوحاً.. اعتدل أمامي و قال وهو يتلفت حوله بين كل الذين يرقصون : هل نذهب لمكان أكثر اتساعاً ؟!. قلت و أنا أمسك بيده : إلى الحديقة بالخارج.. بصعوبة رقصت مع آرثـر لقليل من الدقائق و أنا أعلمه.. أنني لم أرقص قط مع أي شاب آخر.. سوى والدي عندما كنت طفلة , و في حفل مدرستي للآباء كنت أفتخر بأبي بشدة و الجميع يحسدونني على والدي الرائع.. أما آرثـر هنا في الرقص فضيع , داس على قدمي الأخرى أيضا و حطمها ..! بالطبع أصلح الوضع سريعا لكن بعد الألمً dead.. الوقت تأخر في منزلي , فالساعة هي العاشرة و النصف , لا شك بأن والدي قلق..! عدنا بسرعة و أنا غير راضية , لأن الوقت يمر بسرعة عندما أكون سعيدة ><..! دخلت الى المنزل و لم أرى أبي , تعجبت هه البيت فارغ.. وجدت رسالة على منضدة الردهة.. فتحتها و قرأت أن أبي سيتأخر حتى الفجر لأن لديه عمل مهم.. و يقول لي أن أتصل بـ آشلي أن شعرت بالوحدة..! هه أنا لا أشعر بالوحدة أبداً لأن آرثر دوماً معي.. لكن في مثل هذا الوقت غداً , لا شك بأنني سأتصل بأحدهم.. لأنني سأكون وحيدة ~ قال آرثر بهدوء من خلفي : أتودين أن ترتاحي قليلاً.. تنهدت بحزن و لم التفت نحوه , قلت بهدوء : ما رأيك أن.. أسلمها لك الآن بما أن الوقت مناسب.. فلا أحد هُنا..! _ لا بأس .. و مجدداً آرثر يجرح شعوري بإجاباته هذه ~~".. هو يقدر وجوده معي و لكنه لا يشعر بحزن الوداع مثلا..! ثم أردف بهدوء : مهلاً , نايت هيا تعال.. رددت بعده و أنا أحدق بالردهة حولي : نـايت..! خرج من خلف الأريكة التي قرب النافذة , نمر أسود مخيف و أكبر من النمور العادية..عيناه بلون أصفر لامع ..تقدم ببطء نحوي لم أشعر بالخوف لكن الاستغراب , من قطة وديعة بيضاء كأنه وسادة حرير منفوشة إلى نمر كبير مرعب.. همس آرثر خلفي : هل يتحول هكذا بالبداية كي لا يخيفك.. تبسمت و احتضنت "نايت" فقط انحنيت قليلا و مسحت عليه.. قلت له : شكرا لك.. نايت.. ثم ذهبنا إلى غرفتي في الأعلى . و أطفأت كل الأنوار.. وقفت في منتصفها و آرثـر أتى بجانبي.. لم يكن هناك سوى ضوء القمر الخفيف.. قلت بهدوء : أن كانت القلادة تطيعني الآن , فلتخرج.. صدر ضوء قوي مني , و كأن جسدي كله توهج.. ثم ظهرت القلادة أخيراً..! أمسكتها بين يدي بتعجب , هاهي السلسلة الفضية , التي بداخلها حلقة غريبة تشبه الخاتم..! خلعتها ببطء و التفت الى آرثـر , كان مبتسما بخفه.. و بسبب هذا كادت دمعة أن تفر .. لكنني تماسكت بقوة , أن كان غير مهتم فأنا أيضا ~ أمسكت بيديه الباردتين و وضعت القلادة بينهما.. حدقت آرثـر بها و قد بدأت تتوهج بألوان في الغرفة المظلمة.. ثم رفع رأسه نحوي و ابتسم لي , ارتدى القلادة سريعا و اختفت.. بينما أصدر نايت صوت خفيض.. تقدم آرثــر أمام الجدار المظلم ثم مسح عليه و ظهرت فجوة سوداء دائرية كأنها ضباب.. قال آرثر : هيا نايت.. حدق بي نايت بعينيه اللامعتين , آوه حتى هذا الحيوان يعرف معنى الوداع.. احتضنت بحب ثم تركته و ذهب ليقفز برشاقة بداخل الفتحة.. قال آرثر لي وهو واقف بجانب الفتحة : لقد اهتم نايت بأمر الظلال و أكلها , أعنى قتلها..! لا تخافي.. قلت ببرود أكبح بقوته غضبا و حزنا عميقاً : أنا لن أخاف.. تبسم لي آرثـر و همس : شكراً لك.. تنفست بصعوبة و أنا أراه يلتفت ليدخل.. قلت بسرعة : مهلا..!! نظر نحوي قليلا , فتلعثمت بشدة لم أعرف ما أٌقول له.. أبقى هنا..! هذا شيء وقت سيء..! بسرعة تداركتُ نفسي فنظرت نحوه و الدموع تسيل : اعتني بنفسك.. كانت الفجوة تخرج رياحا يتطاير شعر آرثــر و معطفه , وضعت يدي على وجهي كله.. كي أخفي دموعي.. ولا يرى آرثر ضعفي.. لكنه تقدم مني و أمسك بيدي ليبعدهما.. حدقت به بألم شديد قلت ببكاء : لا أعرف أن كنت سأعيش بعدك.. حدق بي بتعجب , ثم مسح دموعي بيديه الباردتين أبقى يديه على وجهي و همس : _ستكونين بخير , حياتك هنا أفضل.. تركني بحيرتي و التفت , لكنه قال متعجلا : نسيت شيئا...!! حدقت به وهو يعود نحوي و يمسك بذقني ثم قبلني على شفتي بسرعة و ضمني قليلا , ثم غادر مبتسما.. ظللت مصدومة بمكاني. فعل هذا بسرعة كبيرة !.... بينما آخر نظرة لـ آرثـر وهو يختفى في الظلام... ظلت معلقه بعقلي بشكل مشوش.. طُرق باب غرفتي و لا أعلم كم الوقت الذي مر علي و أنا هكذا متسمرة.. فتح الباب و سمعت صوت والدي يقول : فلور أنتِ هنا..؟! لم الغرفة تغرق بالظلام.. فتح والدي مصابيح الغرفة و أنا التفت نحوه , قال بقلق وهي يقترب مني : ما بك حبيبتي هل أنت بخير ؟! قلت بإجهاد : أبي.. أنا.. ثم أبيّضَ الجو فجأة و لم أعد أشعر بقدماي أو أي شيء , فسقطتُ مغشيا علي و والدي ينادي اسمي برعب..