الجُزء السادِس عشر

29.3K 2.5K 2.9K
                                    


ما تحمله أحياناً من شعور لأحدهم قد يكون لا شيء عند الآخر، ومايحمله الطرَف الآخر قد يكون كل شيء بالنسبةِ لك، حتى لو كانَ جرحاً تُضيفه إلى جروحِكَ الأُخرى، حتى لو كانَ شعوراً عادياً يُعطيكَ إياه، لكن لأن هذا الشخص مُميّز، لأنه هو، فقط هو؛ بعيناه وكامل تفاصيلِ وجهه، بجسده، بروحه، بصوته وأفعاله، يهونُ كل شيء، تُصبح مُستسلماً حتى للألم برحابة مثلي الآن

لا أعلم مالذي يجري رُغم الإدراك، أقِف صامداً صامِت وهو يقف أمامي تماماً بتعابيره الهادئة و ليتني أعلم مالذي يختبئ في خطوط وجنتاه المُبتسمة، مالذي يختبئ في صدرِه من كلام، رُبما هي مَزحَة! أجل مَزحة! فلِماذا أتى لخطبتي وهو لا يكن لي المشاعر بل لم أشعر به يفعل ولو لمرة واحدة؟

بكيتُ ليالٍ لا تُعد ولا تُحصى، تألمت حتى أصبح ألمي جزءٌ مني، أفتقدُه إن رحل ولو لثانية حتى.
حينما أحببتُه أنا أعترف! نسيتُ طعمَ السعادة أصبحتُ لا أتذوقها إلا منه ومتى كانَ هو كريماً؟ متى علِمَ بِبُخله أصلاً؟
حتى أنّ حُبه غيّرني والجميع لاحظَ ذلك، لكنه وفجأة يأتي لخُطبتي؟ ماذا إذاً عن حبيبه؟ في خِلال السبعةِ أشهُر ماذا حدَث له، لقد إتصلتُ به قبل شهرين لفرطِ الضعف و الحنين الذي فتكَ بقلبي وجسدي لكنه لا لم يُجِب! ذلك الألم مازِلت أشعُر به إلى الآن في قلبي، كنتُ أحتاجه، كنتُ أبكي وأتلوى فوق سريري كما لو كُنت أُعاني من خطبٍ في جسدي، لكنه كانَ ألماً روحياً، ألمَ الحُب، الحُب من طرفٍ واحد، الحُب الذي لا خيانةَ فيه لكنني أشعُر بأنهُ خانني حينما أحب أحدهم! الحُب الذي كنتُ فيه مُجرّد شخصية ثانوية له وأنا في داخلي كُل هذا الشعور، كنتُ لا شيء، فلماذا الآن يُريد أن يجعلني أصدّق أن كل هذه السنين، وأنّ كل ألمي ووهمي أصبحَ حقيقياً!

إلتفتُ يميناً وشِمالاً والكل كان قد صمَت بدت ملامحهم جديّة، جميعهم كانو يخبروني أن الأمرَ ليسَ بمزحة، هو يريد أن أكونَ خطيبه، يُريد لأسمينا بأن تجتمع معاً حقاً حقاً!

تايهيونق لا تنظُر إليهم، أُنظُر إلي
قالَ فجأة يقترِب أكثر بينما وضع يدَه اليُسرى تحتَ ذقني يحرّك سبّابته بخفة وأنا نظرتُ إليه أبلعُ ريقي بينما قلبي يكادُ يُخلع، الرحمةُ يا إلهي الرحمة

أتقبَل بي؟
قالَ بنبرةٍ شديدة التساؤل بعدَما أبعدَ يده بخفة، وجهه الذي كانَ مُبتسِماً بخفة قد تراخى شيئاً فشيء مع صمتي الذي طال، أنا أرتجِف كيفَ اقبل به وهو لا يحبني؟

تحمحمَ قليلاً يهز رأسه وكأنه يُدرِك شيئاً ما، كادَ أن يتحدث مُجدداً لكنني وضعتُ كفّي الأيمن على كفّه الأيسر وتحركتُ بعشوائية في مكاني أنظُر في كل مكان، صوتي أُريد إخراجه لكنه لا يخرُج، أشعُر بأنّ كامِلَ جسدي ساخِن، وجنتاي تحرقني كأنها قد صُفِعَت للتو حتماً.

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن