الجُزء الأخير

44.8K 2.8K 3K
                                    



حاولتُ أن أقول وحاولتُ أن أمضي، حاولتُ فعلَ الكثير ولكنّ الكثير لا يُجدي، رُبما القليل، القليلُ جداً قد يكفي أحياناً، رُبما قوة الإندفاع ليست جيدة دائماً، رُبما الحكمة حقاً كانت أن أطرُق طرقاتٍ خفيفة
أن لا أُحاول فعلَ الكثير، أجل!
بعضُ المحاولات مأزق، بعضُ الأقاويل وبعضُ المُضي، مأزق، نَسقُط فيه باستمرار ونحنُ نظُن أننا نصعد.

كنتُ أبكي كثيراً جداً، حتى أن البُكاء عليه أصبحَ جُزءً من اللاوعي فيني، شيء أفعله باستمرار بلا توقف، كنتُ مكبّل بالمشاعر، والكل يعلم.

كنتُ أحبك بصمت، بصمتٍ شديد قتلَ صدري ملايينَ المرّات، ولا حاجة لي بأن أقول من هو الذي أحيا هذا القلب الميت.

لم أكُن أعلم ماذا يكون الإستسلام، أعتقد أن حبي لوحده كانَ إستسلاماً كبيراً بالأصل.

كنت أُحبك دون أن أُحاول

وهذا هو المعنى الحقيقي للحُب، والذي ابتدأتهُ بالجهل الطويل؛ أجل كنتُ جاهلاً لسنين عن تكدّسك فيني وكل تلك السنين كنتُ أتساءل إذا ما كُنتُ حقاً أُحبك، كانَ غباءً مني أن لا أعي أن هذا المرَض مُزمن

هذا المرض الذي نُصاب به ولا ينفك عن مُغادرتنا، هذا المرض الذي نعلمُ خطبه ولكننا نغلق سُبل النجاة منه.

هل كانَ مفهوماً لكم من أنا وكيف إذا أحببت؟

ولكن هل كانَ مفهوماً لنفسي أيضاً كيفَ أنا أُحبه؟ ياللأرق، إنني أرتعش من فكرة حُبي له، كما لو التقت أعيُننا صُدفة.

إنهُ يومٌ سماوي، ملطّخٌ ببعضِ الأبيض، على سطوحِ المنازِل، فوقَ الشجر، فوقَ كراسي الحديقة وطرفِ أنفه.

كانت تُثلج والثلج قرر أن يتوقف ليرتاح قليلاً، ويعطينا بعضاً من المساحة والكثير من الضحكات المُتبادلة

ولكن الرياح تصرُخ كما يفعل قلبي الآن، تُرجِف هذا القلب المسكين ويدي

الطقسُ بارد بشدة
قلت له ضاحكاً، أبعد ندفات الثلج عن طرفِ أنفه وكتفيه

ولمَ الضحك؟
قال لي بابتسامة بعدما أخذَ يداي يلمها في صدره ويغلق بمعطفه الثقيل عليها، كم هي رقيقة فعلته

بسبب البرد
قلتُ أضحك بتقطّع وما تزال إبتسامتي عالقة كما ابتسامته.

إحتضنَ جسدي بقوة وأسندني على صدره، يشدُّ باحتضانه لي والدفء تسلّل لي أخيراً بعد أن وضع رأسه فوق رأسي، أنفاسه الحارة تثقُب برودة أذني وعنقي

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن