الجُزء الثاني والثلاثون

25.6K 2K 1.4K
                                    



لم أعد أبذُل جُهداً للحديث، لم تعد لدي المقدرة على الحُزن، منذُ أن صرتَ أنت، أنا.

لكنني مازلتُ أظُن أنه من الصعب أن نبقى سعيدين جداً

كما أظُن بأنني أروقُ إلى الحُزن، كما يروقُ هو لي.

أنا مجنونٌ يا جُنغكوك، مجنونٌ بالكامل، وهذا الجنون بلا خوف، بلا أي محطاتِ إنتظار أو توقف

يعتقد الجميع بأنّ الحب شيءٌ عابر مهما كانَ عُمقه ولكن لماذا ما يزال بعد سنينٍ طوال، يسكنني؟

صرتُ أعرفُكَ بالكامل، كل إنشٍ منك، كل موقعِ شامة، كل تصرف، كل فكرة تخطُر على ذهنك، صرتُ أعرفها قبلَ أن تُخبرني بها. في الآونةِ الأخيرة، ظللتُ أتساءل، ماذا سيحدُث بعدَ كل هذا الحُب؟ ولكن لم يحدث أي شيء آخر.

فقط أستمر وأُحبك، ولا تُغادر ذهني أبداً، كلك تشغله.

صرتُ أبكي إن غبتَ لبعضِ ليالٍ عني، لا أنام لا آكل.

أغدو مجنوناً، غاضباً، أنا الذي لم يغضب يوماً، صرتُ أُحطّم كل ما تراهُ عيني إن رحلت، إن علمتُ بأنّ الليل لن يحتضنك بجانبي.

صرتُ خطيراً جداً، بدونك صرتُ كابوساً، تخلّيتُ عن كونِ مجرد حلم وردي
أو لا! بدونك لم أعُد ناعماً أبداً، بدونك أكون مُجرّد خواء، شيءٌ لا حياةَ فيه أبداً.

لا أعلم ما هو هذا الجديد الذي سيطرأ على حُبنا، فما زلتُ أبكي على صدرك كلما نِمت
أجل.. مازالت الكلمات تعيشُ في صدري، لا أستطيعُ بها أن أصفك، أو أصِفَ حبك، أو أن أقولها لتبكي عني.

لقد مللتُ البُكاء مرات، خفتُ أنني سأملّكُ بعدها، ولكن مازالت عيناك التي تُحدّق بصمتٍ فيني تثيرُ دموعي، مثلما زلتُ خائف أن نعودَ لنقطة البداية بعد كل هذا العُمر، أن تكونَ مُجرّد طريقٍ وعْر، رأيته كتحدٍ لي، وبعدَ أن عبرته إنتهت فيني شعلة التحدي!

ياللسُخرية، أليسَ كذلك؟

تخيل أن يكون هذا هو حُبنا؟

ولكن لا، مهما حدَث، مهما بقينا طويلاً معاً، فنحنُ نحب بعضنا، مثلما تدورُ الأرض بلا توقف.

آه.. وكم تنهيدةٍ سيتنهدُها هذا القَلب؟ فلقد تعب، تعب حقاً من المكوثِ فيني، ملّني حقاً، وكنتُ لأمِلّ منه لو لم تكُن فيه.

تايهيونق
استقمتُ من السرير الذي كنتُ جالساً عليه منتظراً، أنظُر بكثبٍ في ظهره

أعطني سُترتي
قالَ وشعرتُ به يحدّق فيني من خلال المرآة التي يقف أمامها، بينما يتعطّر.

ليالي الرَّبيع|TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن