فصل||2

612 49 109
                                    


يَئِستْ مينّي من حياتِها التي أَمَاتتْ نصفِ فُتُوَّتِها و رَضَختْ لأمرِ الواقعِ، تَكَنَّستْ داخلِ البيتِ بعد أن سُمِحَ لها بذَلِك . لَمّتْ عينيها جُزْءً صغيراً من الكوخِ كان كافياً كيّ يُرَضِيّ حضرتها للبقاءِ  .

عَدَّلتْ فكرتها بشأن الرحيل من هذهِ القرية، لكن هذا لا يعني بإنها وافقتْ على العِيَّشِ مع هكذا عائلة.

إِنْهارَ فكُّها إلى الأسفلِ ما أن وَطْأَتْ عينيها إلى ما يحتويهِ البيت ، كانَ طُرازهُ حديثاً رغم منظرهِ القديمِ من الخارجِ ، يتوسطُ المكان طفلٌ صغيرٌ يجلسُ على الأريكةِ وحيداً و لا آخر غيره في الإستقبالِ .

اِهْتَضَبتْ في الحَدِيثِ و إِسْتَمَالتْ :

" عفواً، ألا يوجد أحدٍ آخرٍ هنا غيركما؟ "

قَعَدتْ الكَهْلةُ على حَافَّةِ الأريكةِ و غَدا كفيّها يُدَلَكُ شعر الصغير بطُمَأْنينة ، ضَجّتْ :

" لا، هناك من يسكنُ معنا في ذاتِ البيتِ. صغيري إيون وو والدِ هذا الطفلِ و يكون ابن عمكِ مينّي "

شَابَكتْ حاحبيّها الضَامِرةِ معاً و إِسْتَفْهَمتْ :

" و كم شَبّ هذا الرجل ؟ "

هَبّتْ الكَهْلةِ للحدَّيث :

" 30 عاماً، عاشَ هذهِ السنين العِجاف دونَّ أن يرى زوجتهِ مُلَامَسَةٌ ليديهِ و بقى وحيداً معي و أبنه و اعتنى بنا كإنّه لا يَتَكَبَّد السَقِيم، رغمٍ عن ذَلِك أن رأيتهِ لن تصدقيّ بكونَّهِ رجلٌ ذو عَلِيلٍ في قلبهِ "

اِحْتَجَّتْ مينّي على تفكيرها الذي تَحَيَّز للكَهْلةِ و ابتعدتْ تَثَلَبُ نفسها حمقاء غبية ستصدقين بكل سهولةٍ بكلام عجوزٍ لا فائدةِ منها.

إِقْتَادتْ قدمها لحِفْظَ باقي انحاءِ البيتِ و ترى أيَّةِ غُرفةٍ ستسكنُ بها، لاحظتْ بأن البيت لا يتملّك سوى غرفتين، إحداها للرِجالِ و أخرى للكَهِلة. تَرَاجَعَتْ إلى الوراءِ و سألتْ :

" أين ساِسْتَوْطنُ أنا؟ "

حوَّلتْ المُسْنّةُ نظرها إليها و ذكرَّتْ :

" لا يوجد سوى غرفتين لذا ناميّ في غرفتيّ "

جَهَرتْ بتَسَرّعِ :

" تمزحين صحيح !!! كيف لي ان اقَرُّ تحتَ سقفٍ واحدٍ معكِ؟ أنا فتاة لي خصوصيّتيّ الليليةِ "

غَزَالَ الرِّيف ||B.BHWhere stories live. Discover now