يَئِستْ مينّي من حياتِها التي أَمَاتتْ نصفِ فُتُوَّتِها و رَضَختْ لأمرِ الواقعِ، تَكَنَّستْ داخلِ البيتِ بعد أن سُمِحَ لها بذَلِك . لَمّتْ عينيها جُزْءً صغيراً من الكوخِ كان كافياً كيّ يُرَضِيّ حضرتها للبقاءِ .عَدَّلتْ فكرتها بشأن الرحيل من هذهِ القرية، لكن هذا لا يعني بإنها وافقتْ على العِيَّشِ مع هكذا عائلة.
إِنْهارَ فكُّها إلى الأسفلِ ما أن وَطْأَتْ عينيها إلى ما يحتويهِ البيت ، كانَ طُرازهُ حديثاً رغم منظرهِ القديمِ من الخارجِ ، يتوسطُ المكان طفلٌ صغيرٌ يجلسُ على الأريكةِ وحيداً و لا آخر غيره في الإستقبالِ .
اِهْتَضَبتْ في الحَدِيثِ و إِسْتَمَالتْ :
" عفواً، ألا يوجد أحدٍ آخرٍ هنا غيركما؟ "
قَعَدتْ الكَهْلةُ على حَافَّةِ الأريكةِ و غَدا كفيّها يُدَلَكُ شعر الصغير بطُمَأْنينة ، ضَجّتْ :
" لا، هناك من يسكنُ معنا في ذاتِ البيتِ. صغيري إيون وو والدِ هذا الطفلِ و يكون ابن عمكِ مينّي "
شَابَكتْ حاحبيّها الضَامِرةِ معاً و إِسْتَفْهَمتْ :
" و كم شَبّ هذا الرجل ؟ "
هَبّتْ الكَهْلةِ للحدَّيث :
" 30 عاماً، عاشَ هذهِ السنين العِجاف دونَّ أن يرى زوجتهِ مُلَامَسَةٌ ليديهِ و بقى وحيداً معي و أبنه و اعتنى بنا كإنّه لا يَتَكَبَّد السَقِيم، رغمٍ عن ذَلِك أن رأيتهِ لن تصدقيّ بكونَّهِ رجلٌ ذو عَلِيلٍ في قلبهِ "
اِحْتَجَّتْ مينّي على تفكيرها الذي تَحَيَّز للكَهْلةِ و ابتعدتْ تَثَلَبُ نفسها حمقاء غبية ستصدقين بكل سهولةٍ بكلام عجوزٍ لا فائدةِ منها.
إِقْتَادتْ قدمها لحِفْظَ باقي انحاءِ البيتِ و ترى أيَّةِ غُرفةٍ ستسكنُ بها، لاحظتْ بأن البيت لا يتملّك سوى غرفتين، إحداها للرِجالِ و أخرى للكَهِلة. تَرَاجَعَتْ إلى الوراءِ و سألتْ :
" أين ساِسْتَوْطنُ أنا؟ "
حوَّلتْ المُسْنّةُ نظرها إليها و ذكرَّتْ :
" لا يوجد سوى غرفتين لذا ناميّ في غرفتيّ "
جَهَرتْ بتَسَرّعِ :
" تمزحين صحيح !!! كيف لي ان اقَرُّ تحتَ سقفٍ واحدٍ معكِ؟ أنا فتاة لي خصوصيّتيّ الليليةِ "
![](https://img.wattpad.com/cover/229172985-288-k727610.jpg)
YOU ARE READING
غَزَالَ الرِّيف ||B.BH
Fanfictionبيكهيون ذو الخامس و العشرين ربيعاً يجولُ الحقولِ نَابِشاً المزارعِ، إِفْتَتَنْ رائِحةِ الوردِ و إِشْتَهَى رعايةِ الحيواناتِ. يلتقيّ بأُنثَى أُغْرِمَ بتفاصيلِ وجهِها، باِختصار وقع لها حدِّ النُخاعِ. تسكنُ بالقريةِ المجاورةِ لقريتهِ، حَذَا إليها و أخذ...