فصل||4

448 34 71
                                    


زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ؛ هَوَاءُ الرِّيفِ نَدِيّ و السماءُ صَافِيةٌ ، تَرْتَجَفُ الأشجارِ بنَفْخةٍ مِنَ الريحِ صَوْبِ جذوعها . أصواتُ الضحكِ تتعالى في أنحاءِ المزرعةِ يُدمجُ معها صوتُ التذمرُ و النَحِيبُ ، شَدَّ جسدها بيديّهِ يبعدُ الأوساخَ من عليها، نَّظرتْ إليهِ و إِمْتِعَضتْ

" وَصَلَ الأمرُ عندَ حَدّهِ! ، بيون هَزْلِيّ هيون لمْ يعدْ هناك أيُّ حدِّيثٍ يربطنا معاً، لقد سَئِمتُ من تصرفاتكَ الطفوليةِ متى تَعَقُّلُ و تكبرُ؟ "

عَرَجَّتْ صَوْبِ منزلها و الآخر يلّحقُ بها ،  طَوراً يقرعُ سنّة نَدماً و طَوراً يمسكُ يديها و تبعدهُ عنها، أَنَالتْ قدمها بدايةِ النافذةِ و قَذَفتْ جسدها داخل غرفتها.
حاولتْ سَدّ النافذةِ و إبعادهُ عنها فصَدّ بيكهيون حثّ يديها للنافذةِ 

" مينّي، أسمعينيْ أنا أسف فعلاً، لم تكن جِنَايتي ، أنتِ من وقعتِ مِن تلقاءِ نفسكِ  "

أَجلتْ مينّي يديها مِنَ النافذةِ و ثَبّتتْ نّظرها عليهِ هَدْراً :

" سمعتُ المُتأسّفُ منكَ كثيراً، متى سوفَ تُتْمّمَ ما قلته؟ "

" صدقيني هذهِ المرةَ لا أهزْلُ عليكِ "

ضمّتْ يديها إلى صدرها هَاجسةٍ :

" لا أدرّي، سأذهب كيّ أُغيرُ ملابسي ثم نعودُ للسيرِ معاً في الحقولِ و تعلمني بعضاً من أمورِ الرِّيف و كيف يمكنني السير دُونَ وقوع، خاصة و لدي بعض الأمور عنك أودُ مشاركتها معك ، دُونَ رضاً مني حسناً! "

هَزَّ رأسهِ يوافقُ حدّيثها و قَعدَ على حافةِ النافذةِ ينتظرُ حضرتها تخرجُ مِنَ الحمامِ، بَعدَ بُرهةٍ خرجتْ ترتدي فستاناً يحملُ زهورَ وجهها عليهِ، يميزهُ أكمامٌ متوسطةِ الطول تكتسي الحُمرةَ من شفتيها ، ترفعُ شعرها عالياً يتوسطهُ زهرةٌ بيضاء تحملُ نقاء روحِها ثمْ يأتي بعدَ ذَلِكَ جمالِها الذي أسرَ قلبهِ مُنذُ اللحظةِ الأولى مِنَ اللقاءِ ،  يراها نادرةٌ لا يُبتكرَ مِنَ الإنسِ لها شبيهٌ أو مثيلٌ.

" تبدين فائِقةِ الجمال "

أَطرقتْ بصوتٍ تَأَرّج منهُ التَهذيب و عقدتْ يديها خلفَ ظهرها إِسْتحياءٌ منه :

" لا أبدو مثلما ذكرتْ بيكهيون "

تَبسّم إليها يَهْذر :

" لا، تبدين رائعةٌ رُغم عجزكِ عن السيرِ فوقَ أراضي الرِّيف "

غَزَالَ الرِّيف ||B.BHWhere stories live. Discover now