زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ؛ هَوَاءُ الرِّيفِ نَدِيّ و السماءُ صَافِيةٌ ، تَرْتَجَفُ الأشجارِ بنَفْخةٍ مِنَ الريحِ صَوْبِ جذوعها . أصواتُ الضحكِ تتعالى في أنحاءِ المزرعةِ يُدمجُ معها صوتُ التذمرُ و النَحِيبُ ، شَدَّ جسدها بيديّهِ يبعدُ الأوساخَ من عليها، نَّظرتْ إليهِ و إِمْتِعَضتْ" وَصَلَ الأمرُ عندَ حَدّهِ! ، بيون هَزْلِيّ هيون لمْ يعدْ هناك أيُّ حدِّيثٍ يربطنا معاً، لقد سَئِمتُ من تصرفاتكَ الطفوليةِ متى تَعَقُّلُ و تكبرُ؟ "
عَرَجَّتْ صَوْبِ منزلها و الآخر يلّحقُ بها ، طَوراً يقرعُ سنّة نَدماً و طَوراً يمسكُ يديها و تبعدهُ عنها، أَنَالتْ قدمها بدايةِ النافذةِ و قَذَفتْ جسدها داخل غرفتها.
حاولتْ سَدّ النافذةِ و إبعادهُ عنها فصَدّ بيكهيون حثّ يديها للنافذةِ" مينّي، أسمعينيْ أنا أسف فعلاً، لم تكن جِنَايتي ، أنتِ من وقعتِ مِن تلقاءِ نفسكِ "
أَجلتْ مينّي يديها مِنَ النافذةِ و ثَبّتتْ نّظرها عليهِ هَدْراً :
" سمعتُ المُتأسّفُ منكَ كثيراً، متى سوفَ تُتْمّمَ ما قلته؟ "
" صدقيني هذهِ المرةَ لا أهزْلُ عليكِ "
ضمّتْ يديها إلى صدرها هَاجسةٍ :
" لا أدرّي، سأذهب كيّ أُغيرُ ملابسي ثم نعودُ للسيرِ معاً في الحقولِ و تعلمني بعضاً من أمورِ الرِّيف و كيف يمكنني السير دُونَ وقوع، خاصة و لدي بعض الأمور عنك أودُ مشاركتها معك ، دُونَ رضاً مني حسناً! "
هَزَّ رأسهِ يوافقُ حدّيثها و قَعدَ على حافةِ النافذةِ ينتظرُ حضرتها تخرجُ مِنَ الحمامِ، بَعدَ بُرهةٍ خرجتْ ترتدي فستاناً يحملُ زهورَ وجهها عليهِ، يميزهُ أكمامٌ متوسطةِ الطول تكتسي الحُمرةَ من شفتيها ، ترفعُ شعرها عالياً يتوسطهُ زهرةٌ بيضاء تحملُ نقاء روحِها ثمْ يأتي بعدَ ذَلِكَ جمالِها الذي أسرَ قلبهِ مُنذُ اللحظةِ الأولى مِنَ اللقاءِ ، يراها نادرةٌ لا يُبتكرَ مِنَ الإنسِ لها شبيهٌ أو مثيلٌ.
" تبدين فائِقةِ الجمال "
أَطرقتْ بصوتٍ تَأَرّج منهُ التَهذيب و عقدتْ يديها خلفَ ظهرها إِسْتحياءٌ منه :
" لا أبدو مثلما ذكرتْ بيكهيون "
تَبسّم إليها يَهْذر :
" لا، تبدين رائعةٌ رُغم عجزكِ عن السيرِ فوقَ أراضي الرِّيف "
![](https://img.wattpad.com/cover/229172985-288-k727610.jpg)
YOU ARE READING
غَزَالَ الرِّيف ||B.BH
Fanfictionبيكهيون ذو الخامس و العشرين ربيعاً يجولُ الحقولِ نَابِشاً المزارعِ، إِفْتَتَنْ رائِحةِ الوردِ و إِشْتَهَى رعايةِ الحيواناتِ. يلتقيّ بأُنثَى أُغْرِمَ بتفاصيلِ وجهِها، باِختصار وقع لها حدِّ النُخاعِ. تسكنُ بالقريةِ المجاورةِ لقريتهِ، حَذَا إليها و أخذ...