بعدَ صِراعٍ طويلٍ معَ حوضِ الأبقار، قرّر الأثنينِ مُغادرة الحضيرةِ دُونَ أيّةِ جَلبةَ رغمَ تَضاحكَ روحهم على ما حدثَ قبلَ لحظات، وَقفتْ مينّي على بعدِ نُتفةٍ من جسدهِ و هأهأتْ :" هذهِ أول مرةٍ أقعُ فيها و لا أغضبُ منك سيد بيون، رغم أنّ الوقعةَ ضرّتْ معدتي كثيراً "
رَفعَ بيكهيون شعرهِ عالياً و أوقعَ بنّظرهِ نَاحيتها، يجهلُ أنَّ ما فعلهُ قبل بُرهةٍ اسقطَ قلبَ مينّي في بحرٍ إبتلعهُ بحرٍ آخر.
" حقاً هذهِ المرةِ الأولى دُونَ سبٌّ منكِ "
رمشتْ مينّي عِدةِ مراتٍ و حَملتْ يديها صَوْبَ قلبها بسَيّلِ ، ولأنهُ حُباً حقيقياً بالنسبةِ لها، لن يموت أبداً
" بخصوص سؤالكَ زمانًا، أنا هنا بفضلِ عائلتي. قيلَ لي بأنّني أملكُ لسانٌ طويلٌ لهذا أرسالي إلى الرّيف كانت إحدى خططهم الفاشلةِ "
كفّتْ عن الحدّيثِ و أكملتْ حالما تقدّمَ جسدها إلى الأمامِ بغيةِ السيرِ :
" الرّيف كان مُملًا في بدايةِ تعرّفي عليه إلا و أنّه أصبح أقربُ إلى قلبي من حبلِ الوريدِ، ليس بسبب الحقولِ و الحيوانات و إنما بسبب تعرفي عليك وقتها شعرتُ بأنّي دخلتُ في عالمٍ ثانٍ غيرِ عالمِ المدينةِ، بعيداً عن اجواءِها الصاخبةِ و الهواتف المزعجةِ، بتُ حزينةٌ وقتما تذكرتُ أنّي سأغادرُ الرّيف حالما تنتهي العطلة "
إنْضمّ بيكهيون إلى جسدها و أخذَ يسوقهُ إلى نهايةِ الحقلِ وصولٍ إلى بيتها، سَمعَ ما قالتهُ و اعترى الغمّ فؤادهِ ، يرغبُ في اِحتضانِ جسدها و ضمّهِ إلى قلبهِ و يقيّدهُ هناك دُونَ رجعةٍ، وَقفتْ مُواجهةٌ بَدنها و راحتْ تضّمُ يديهِ إلى يديها؛ حينذاك رَفعتْ مينّي يديها تُراقبُ لمعانِ عينيّهِ حينما تَأملتْ القُطعةِ العالقةِ بين يديهِ :
" السلسال الذي اهديتكِ اياه ، ليس مجرد سلسال ، هو قطعة من روحي تعانق عنقك ، احتفظ بهِ رجاءا "
عزّ السلسالِ إلى قلبهِ و ذكرّ :
" سلسالٌ منك بمثابة بقائكِ بجانبي، لذا لا أشعر بالوحدةِ و هو في عُنقي "
كانت تحاول أن تثبت له طوال الوقت أنها تحبه بجنون أنها ستضحي مِن أجله و أنها مستعدة لفعل أي شيء لإرضائهِ ، مشكلتها أنها كانت تحاول إقناعه بأنها لا تعوّضْ و هي حقاً لم تكن ستُعوّض و حقاً احبتهُ كما لم يُحبهُ أحد من قبل لكِنّها بالَغَتْ في إِندفاعها و تمرّدها و لَهفَتِها عَليه!
YOU ARE READING
غَزَالَ الرِّيف ||B.BH
Fanfictionبيكهيون ذو الخامس و العشرين ربيعاً يجولُ الحقولِ نَابِشاً المزارعِ، إِفْتَتَنْ رائِحةِ الوردِ و إِشْتَهَى رعايةِ الحيواناتِ. يلتقيّ بأُنثَى أُغْرِمَ بتفاصيلِ وجهِها، باِختصار وقع لها حدِّ النُخاعِ. تسكنُ بالقريةِ المجاورةِ لقريتهِ، حَذَا إليها و أخذ...