النهاية||05

581 40 82
                                    


بعدَ صِراعٍ طويلٍ معَ حوضِ الأبقار، قرّر الأثنينِ مُغادرة الحضيرةِ دُونَ أيّةِ جَلبةَ رغمَ تَضاحكَ روحهم على ما حدثَ قبلَ لحظات، وَقفتْ مينّي على بعدِ نُتفةٍ من جسدهِ و هأهأتْ :

" هذهِ أول مرةٍ أقعُ فيها و لا أغضبُ منك سيد بيون، رغم أنّ الوقعةَ ضرّتْ معدتي كثيراً "

رَفعَ بيكهيون شعرهِ عالياً و أوقعَ بنّظرهِ نَاحيتها، يجهلُ أنَّ ما فعلهُ قبل بُرهةٍ اسقطَ قلبَ مينّي في بحرٍ إبتلعهُ بحرٍ آخر.

" حقاً هذهِ المرةِ الأولى دُونَ سبٌّ منكِ "

رمشتْ مينّي عِدةِ مراتٍ و حَملتْ يديها صَوْبَ قلبها بسَيّلِ ،  ولأنهُ حُباً حقيقياً بالنسبةِ لها، لن يموت أبداً

" بخصوص سؤالكَ زمانًا، أنا هنا بفضلِ عائلتي. قيلَ لي بأنّني أملكُ لسانٌ طويلٌ لهذا أرسالي إلى الرّيف كانت إحدى خططهم الفاشلةِ "

كفّتْ عن الحدّيثِ و أكملتْ حالما تقدّمَ جسدها إلى الأمامِ بغيةِ السيرِ :

" الرّيف كان مُملًا في بدايةِ تعرّفي عليه إلا و أنّه أصبح أقربُ إلى قلبي من حبلِ الوريدِ، ليس بسبب الحقولِ و الحيوانات و إنما بسبب تعرفي عليك وقتها شعرتُ بأنّي دخلتُ في عالمٍ ثانٍ غيرِ عالمِ المدينةِ، بعيداً عن اجواءِها الصاخبةِ و الهواتف المزعجةِ، بتُ حزينةٌ وقتما تذكرتُ أنّي سأغادرُ الرّيف حالما تنتهي العطلة "

إنْضمّ بيكهيون إلى جسدها و أخذَ يسوقهُ إلى نهايةِ الحقلِ وصولٍ إلى بيتها، سَمعَ ما قالتهُ و اعترى الغمّ فؤادهِ ،  يرغبُ في اِحتضانِ جسدها و ضمّهِ إلى قلبهِ و يقيّدهُ هناك دُونَ رجعةٍ، وَقفتْ مُواجهةٌ بَدنها و راحتْ تضّمُ يديهِ إلى يديها؛ حينذاك رَفعتْ مينّي يديها تُراقبُ لمعانِ عينيّهِ حينما تَأملتْ القُطعةِ العالقةِ بين يديهِ :

" السلسال الذي اهديتكِ اياه ، ليس مجرد سلسال ، هو قطعة من روحي تعانق عنقك ، احتفظ بهِ رجاءا "

عزّ السلسالِ إلى قلبهِ و ذكرّ :

" سلسالٌ منك بمثابة بقائكِ بجانبي، لذا لا أشعر بالوحدةِ  و هو في عُنقي "

كانت تحاول أن تثبت له طوال الوقت أنها تحبه بجنون أنها ستضحي مِن أجله و أنها مستعدة لفعل أي شيء لإرضائهِ ، مشكلتها أنها كانت تحاول إقناعه بأنها لا تعوّضْ و هي حقاً لم تكن ستُعوّض و حقاً احبتهُ كما لم يُحبهُ أحد من قبل لكِنّها بالَغَتْ في إِندفاعها و تمرّدها و لَهفَتِها عَليه!

غَزَالَ الرِّيف ||B.BHWhere stories live. Discover now