فصل||3

485 37 67
                                    


وَغَلَ جسدها إلى باطِنِ البيتِ و فمها لا يتوقف عن إِخْلاءِ أشدّ أنواعِ الطَعَناتِ لشابٍ أفقدَ نصفَ عقلها لحَمَاقَةِ روحهِ، غدتْ أنثى مُلَطَّخةٌ بدناسةِ الحياة و بَسَقتْ فيها مرارتها. أَطْبَقَتْ بابِ البيتِ قوياً مِما جعلتْ إيون وو يُهَرولُ سريعاً إليها و علاماتِ الغضبِ بانتْ عليهِ. دَبَّجَتْ الدْهشةِ عليهِ تَسْتَحْوَذُ على الغضبِ و شَرَعَ لتكويَّنَ جملةٍ مفهومةٍ بيديهِ كإشارةٍ

" هل لي بتفسير عمّا أَحْدَثتِ من ضجَّةٍ قبل قليل؟ و ماذا حصلَ لكِ؟ "

دَفَنَتْ وجهها بكفيّها تشتكي العِلَّةِ التي أُصيبتْ بها و رَفَعتْ رأسها تقابله :

" لا يوجد تفسير عمّا حصلَ قبل لحظاتٍ، و لا يوجد كلامٍ كيّ يربطنا معنا للحديث سيد إيون وو. أنا جُبرتُ على ثَبَاتَ جسدي هنا لذا لا تحاول التسّلطُ عليَّ بلسانك و الآن ارغبُ للأستحمامِ فرائحةِ جسدي أشبه برائحةِ قدمك وقتما تعود مِنَ العملِ."

" منْ يتسّلطُ على منْ؟ منذُ دخولي هنا و حضرتكِ لم تتواجدِ في البيتِ، رغبتُ بمحادثةِ عائلتكِ إلا و جدتي منعتني من فعلِ ذلك، و لسانكِ الطويل أَوْجَبيْ عليهِ السكوت."

أَقالتْ جسدهِ مِن أمامه و حاولت التَنَصَّلُ منهِ و حَرَّمَ عليها الخروجِ من بين جسدهِ و إذ بيديهِ تُقيَّيدُ حركتها و تَجمعُ جسدها مع الحائط.

" أَصْغي إلى حَدَّيثي جيداً، هنا ليستْ المدينة نحنُ في قرية صغيرة جيرانها معروفين مِن قبلِ الجميع يعني أنَّنا لسنا وحدنا في هذا المكان و لسانكِ سيُقعُ عائلتنا في مشاكل. حَاولي التَسَترُ عليه و إلا بَترته "

أَمَلتْ التخلصُ من محاصرتهِ لها و أَخْفَقتْ، صَوْبتْ نَّظرها إلى جدتها و طلبتْ الإِعانَةِ :

" جدتي! إيون وو يحاصرُ جسدي بجسده و هذا عيبٌ في تقاليد عائلتكم صحيح ؟ "

حَولَ الآخر نَّظرهِ إلى جدته و هَزؤَ :

" لا تحاولي طلب العونِ مِن جدتكِ ،فقدْ وصلتْ رسالةٌ مِن عائلتكِ الكريمةِ و ذُكِرَ بها تربيتكِ جيداً و أن اضطرَّرنا على ضربكِ لن يقدموا أيِّةِ شكوى ضد عائلتنا "

عَقَصَتْ ملامِحها و إِحْتَوَى صدرها يديّها تَبْتَغي العونَ مِن خالقها ثمْ إِشْتملَ وجهها ملامح المَقْتِ :

" لا يهم فعلاً، كلامكَ لا ينفع معي و لا حتى تهديدكَ لي. أنا حُرةٌ بتصرفِ و لا يمكن لأي أحدٌ التدخلُ بي "

غَزَالَ الرِّيف ||B.BHWhere stories live. Discover now