عَالَمَان (الفصل السابع)

16K 1K 247
                                    


أشْعُرُ بالقُوَّة و البُعدِ عَن وجُوهٍ لا أفْتَقِدُهَا
سَمَاءٌ برَاقَة و مخَاطِر عَلي الأَبوَاب
لَن تُؤَثِر عَلي رِياحُ التَغيِير فَسأَظَلُ كمَا أنَا
و ستَظَلُ أنتَ مَوطِنِي و قَدَرِي

_______________________

حاول التخيل بأن قدماك تخطوان علي قاع البحر بينما تحيطك المياة من كل إتجاه ، شعرك يطفو حولك وتشعر بأنك أخف وزنا ، ولكن الفارق الوحيد أن ملابسك جافة من الماء تماما

هذا تماما ما شعرت به اندروميدا وهي تعبر البوابة ، تشعر أن كيانها معلق بين عالمين في آن واحد ، الغريب أنها لم تكن خائفة ربما بسبب تسلل رائحة اللافندر الضعيفة إليها ، لا تعلم حقا

شعرت بقدميها تطآن أرض عشبية وفجأة أصبحت في مكان يشبة غابة القمر ببلدتها كثيرا

حاولت أن تتبين أكثر ما يحيط بها من أشياء فقد كان عقلها مغيبا لفترة

"سيلينا ؟" قال ذلك الصوت ونبهها بما حولها ، رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة وملابسة ملطخة بالدماء ينظر إليها في دهشة

لم تعره إهتماما ونظرت بالناحية الأخري حيث تنبعث رائحة اللافندرالقوية

ما لبثت أن تنظر حتي صرخت في رعب من المنظر أمامها ، ثلاثة ذئاب أحجامها غير طبيعية تعلوها بمترين و تنظر إليها في إهتمام  شديد

أقترب منها الذئب الأوسط  بفروه الأسود الضخم فشعرت بدوار صعيب و كان آخر ما رأتة هي عينيه البنفسجيتين

أحاط عالمها السواد ووقع مغشيا عليها ، أنتظرت الإرتطام بالأرض ولكن بدلا من ذلك أحاط جسدها ذلك البريق

غطت في نوم عميق ورائحة اللافندر لا تفارق وجدانها

  __________________________

يمكن سماع صوت ترديد الكلمات القديمة يصاحبها نحيب ذئب حزين علي فراق نصفه الأخر

هرير الرياح ممزوج ببكاء الإناث بجانب جثث محاربيهم ، الأطباء يهرعون بسرعة لمداواة المصابين ، إنها نتائج أي معركة حتي إذا انتهت بالإنتصار

بدأت البوابة بالتلاشي ، ألتفت ليذهب بعيدا فهو يريد البقاء وحيدا و لكنه وجه بصره بسرعة إلي مكان البوابة حين داعبت أنفه تلك الرائحة التي ظن أنه فقدها

Moon Realm || عالم القمرWhere stories live. Discover now