part:9 اميرها

119 3 0
                                    

ركض لوكاس على الدرج ثم خرج من الباب الرئيسي للمبنى و وصل الى الساحة لم يكن هناك اي اثر لأليسا. يا الهي كيف يمكن للمرأة ان تختفي في ومضة عين؟ هذا ما حدث بالفعل و في فترة لا تجاوز اللحظات.....بل اقل من لحظات. لقد خرج وراءها على الفور.
-ايها الامير لوكاس! سمو الامير!
همس السائق بالكلمات همسآ لكنها انتقلن بسرعة عبر الهواء الساكن الدافئ فتوقفت بالقرب منة امرأة تتنزة برفقة كلب بودل. حدقت المرأة بباولو و هو يشير بطريقة غريبة و يسرع نحو لوكاس.
-ناديت الانسة ماكدونوف سيدي لكنها مرت من جانبي و لم تكترث بي.
سال لوكاس و هو يدير ظهرة الى المرأة و الكلب:
-في اي اتجاة ذهبت؟
-من هناك سيدي ذهبت باتجاة المنعطف.
جسنآ! ليدع اليسا تهرب. سيكون ملعونآ ان سمح لنفسة بأن يتصرف كالأحمق و يقوم بملاحقتها. لا مجال مطلقآ لأن يقدم على.....لا مجال مطلقآ.....
قال بغضب:
-تبآ!
و بدأ يركض وراءها.
ما ان وصل الى المنعطف و تجاوزة بعد خطوات حتى رأها.
فالجميع هنا يسيرون بهدوء بينما هي تركض بسرعة. بالاضافة الى انها المرأة الوحيدة في المنطقة الراقية التي ترتدي سترة من الجلد و سروالآ اسود و تنتعل حذاء عالي الساقين بينما يتطلب هذا النهار ثيابآ قطنية و قمصانآ قصيرة الاكمام و سراويل قصيرة او فساتين مشرقة الالوان. بالاضافة الى احذية رياضية او خفيفة.
فكر لوكاس انها حقآ بحاجة الى ثياب جديدة. ثم حرك رأسة متأففآ من تلك الفكرة التي لا علاقة لها مطلقآ بما يجري الآن. انها تهرب مبتعدة عنة فلم يهتم بثيابها؟
خفف من سرعة خطواتة حتى اصبح كمن يسير على عجل بعد ان لاحظ انة جذب الية ما يكفي من العيون الفضولية. من الافضل لة ان يسير بخطوات واسعة اكثر منها و هكذا سيتمكن من الامساك بها بعد دقيقة او دقيقتين.
غير ان اليسا اختارت تلك اللحظة لتنظر الى الوراء فالتقت عيونهما. بعدئذ استدارت و بدأت بالركض من جديد.
دمدم لوكاس:
-تبآ لما يحدث!
صرخ باسمها لكن صوتة لم يوقفها بل جذب المزيد من الانظار اليهما. يا الهي! ها قد اصبح الآن الاول في ماربيلا.
صرخ مورة ثانية:
-اليسا!
ثم اطلق شتيمة و استأنف الركض وراءها.
في الوقت الذي وصلا الى تقاطع طرق لم يكن لوكاس يبعد عنها سوى مسافة ذراع واحدة.
عندئذ اصبح كل شئ ضبابيآ.....
قفزت اليسا فوق حاجز عند حافة الطريق و سمع صوت نقير يدوي من شاحنة حمراء تسير على الطريق بسرعة فائقة نحوها. صاح لوكاس بها و قفز فوق الحاجز وراءها. جذبها نحوة بقوة ثم سقطا معآ. تدحرجا على الارض و سرعان ما توقفت الشاحنة قربهما و ما زال نقيرها يدوي. كانت الشاحنة قريبة جدآ حتى انة اشتم رائحة المطاط التي سببها استخدام المكابح القوية كما شعر بالغبار و الحصى المتطايرة تضرب وجهة.
للحظة بدا لو ان العالم تجمد في مكانة. لم يعد باستطاعة لوكاس سماع اي شئ سوى دقات قلبة و دوي رأسة.
همس:
-اليسا.
استدارت اليسا بين ذراعية و لفظت اسمة من بين تنهداتها.
اغمض عينية وضمها الية ثم قال بصوت عميق و حزين:
-عزيزتي.....يا الة السموات! عزيزتي.
توقفت الشاحنة ثم ركض السائق و انحنى بالقرب منهما و هو يقول:
-هل انتما بخير؟
هز لوكاس راسة ثم امسك رأس اليسا بين يدية و قرب وجهها من انحناء عنقة.
-قفزت المرأة امامي فجأة و لم استطع.....
-اجل اعرف ما الذي حد. لم تكن تلك غلطتك.....
-هل انت بحاجة الى سيارة اسعاف؟ او الى طبيب؟
همست اليسا و دموعها تنهمر بغزارة على عنق لوكاس:
-لا! من فضلك.....لا سيارة اسعاف و لا طبيب.
هز لوكاس رأسة مرة ثانية. بدا لة ان هذا كل ما هو قادر علية ثم قال:
-لا بأس نحن بخير.
ثم وقف على قدمية و هو يحمل اليسا بين ذراعية. تجمع حشد من الناس حولهما لكنة تجاهلهم فالشئ الوحيد الذي يهمة هو ليسا. انها بأمان و قد استعادها لة و اي امر اخر ليس بذي اهمية!
توقفت سيارة الرولس بجانبهما. اخرج باولو رأسة من النافذة و قد بدا وجهة شاحبآ جدآ.
-سيدي تبعتك السيارة. لم اعلم ان كان هذا ما تريدة لكن.....
قال لوكاس بنعومة:
-باولو عملت للتو على مضاعفة اجرك.
بنعومة و حذر وضع اليسا على المقعد الخلفي الواسع ثم صعد ليجلس بجانبها.
-خذنا الى المنزل باولو.
و عندما مد يدية الى اليسا ارتمت مباشرة بين ذراعية.
حملها الى داخل المنزل تمامآ كما فعل في اليوم السابق. بالامس كانت متوترة بين ذراعية اما الان فذراعها تحيطان بعنقة و وجهها مدفون في صدرة. فكر لوكاس انة سيشعر بالمتعة في حياتة لو انة يستطيع حملها بهذا الشكل الى الابد.
رفعت دورلوريس يديها الى الاعلى و بدات باطلاق عدد من الادعية عندما رأتهما. بالكاد يتستطع لوكاس لومها فسروالة ممزق و كذلك سروال اليسا و قد بدت منة ركبتها و فيها خدش طويل مغطى بالدماء. سترتها و قميصها ممزقان ايضآ و قد بدأ ورم بالظهور في جبهتها.
-سنيورا اة! ما الذي حدث؟ السيدة المسكينة.....!
-اتصلي بالطبيب من فضلك دولوريس.
-لا! لوكاس لست بحاجة.....
اوقف اعتراضها قائلآ:
-من اجلي عزيزتي. اريد ان اسمع الطبيب يقول انك بخير.
و بينما اسرعت دولوريس للقيام بالاتصال الهاتفي حمل لوكاس اليسا الى جناحة العلوي. وضعها بعناية في سريرة الكبير الذي تحيط بة الستائر ثم اختفى داخل غرفة الحمام الرئيسية. خرج بعد لحظة يحمل وعاء من المياة الدافئة مع قطعة قماش ناعمة و منشفة من الكتان.
-هل يمكنك الجلوس عزيزتي؟
-لوكاس.....بأمكاني القيام بذلك بنفسي.
-بالطبع تقدرين على ذلك. انا اعلم انك تقدرين فانت امرأة قوية و شجاعة. يمكنك القيام بأي شئ تعقدين العزم على فعلة.....
رفعها لتجلس بارتياح واضعآ خلفها عدد من الوسائد. ثم وضع قطعة القماش في الماء و عصرها قليلآ و مسح الغبار و آثار الخدوش عن وجهها بنعومة لا يمكن توقعها من يدية الكبيرتين القويتين.
تابع بصوت ناعم لكنة يحملة في ثناياة نبرة امرة و متسلطة:
-لكنني اريد القيام بذلك و انت ستسمحين لي. و الآن اغمضي عينيك. جيد! هناك جرح صغير هنا.....
استسلمت اليسا للمسة اميرها الاسباني. فكرت يا لة من رجل غامض لا يمكن التنبؤ بما سيفعلة! اولآ بدا كانة يطلب السماح منها ثم اظهر بوضوح انة سيفعل تمامآ ما يريد و لا يهتم بما ستجيبة بة.
جالت اصابعة على وجهها برقة كانها لمسة جانحي فراشة.
كم هو متكبر.....اميرها هذا و كم هو رائع!
اعتقدت في البداية انة يتصف بانانية و تسلط لا حدود لهما لكن تبين لها انها مخطئة تمامآ. فلوكاس يضع ف سلم اولوياتة حاجات الاخرين قبل حاجتة. هذا ما يفعلة مع جدة و الآن معها.
اميرها مدهش. ذو شخصية معقدة كريم و.....شديد الجاذبية. لو انهما التقيا في ظروف اخرى.....لو انها تستطيع ان تعود في الزمن و تمنع عقد ذلك الاتفاق اللعين ثم تقابل اميرها كامرأة حرة لا مجبرة بموجب اتفاق ملزم لكليهما.....تنهدت اليسا فجمدت يد لوكاس.
-هل اسبب لك الالم عزيزتي؟
هزت رأسها لتقول لة انة لا يفعل. فهي لم تثق بنفسها كي تتكلم من دون يظهر ما تشعر بة في تبرة صوتها.
متى اصبح هذا الرجل اميرها؟ انة فعلآ كذلك في قلبها و هذا الاحساس ليس مزحة او امرآ عابثآ و عابرآ. التقيا لأن جدة و والدها اخترعا تلك الاتفاقية التي تجعل حتى السيطان يضحك و قد احضرها الى هنا لأنة اراد بيأس ان يجد طريقة للتخلص من ذلك العقد مثلها تمامآ. غير انها لم تعد تريد التخلص منة ليس بعد.....
-لوكاس.....
-سمو الامير! وصل الطبيب.
نهض لوكاس بسرعة. عرفها على الطبيب. ثم تجهم وجهة عندما طلب منة هذا الاخير ان يغادر الغرفة. الا انة غادر الغرفة بعدما لمست اليسا يدة و قالت انها ستكون بخير.
عاينها الطبيب بدقة ثم طرح العديد من الاسئلة و بعد ان سمع القصة كلها.....حسنآ! ليس القصة بأكملها لكن ما يكفي ليقول لها انها كانت امرأة محظوظة جدآ. ثم وصف لها مرهمآ للجروح و دواء لتخفيف الورم الذي بدأ يظهر بسرعة على جبهتها و الجرح في ركبتها كي لا تصاب بأي التهاب.
قال الطبيب ما ان انضم اليهما لوكاس:
-ما تحتاجة السنيوريتا في الوقت الحالي يا سمو الامير هو ان تستحم بالماء الساخن لفترة كافية ثم تنام.
ما ان غادر الطبيب حتى اغلق لوكاس الباب ثم جلس على السرير بجانبها.
-آة! عزيزتي.....
تنهد قبل ان يتابع بنفاذ صبر:
-.....كدت تموتين! هل تدركين! هل تدركين الخطر الذي تعرضت لة؟ هل كنت يائسة الى درجة جعلتك مستعدة للمخاطرة بحياتك من اجل التخلص مني.
-لا ليس الامر كذلك.
تنفست بعمق و تابعت:
-لا علاقة لك بما حدث. بل ما حدث هو انني مررت بالكثير من المتاعب في فترة قصيرة و انا لا اريد التفكير بأي شئ بعد الآن.
ضمها بين ذراعية و عانقها برقة حتى التصقت بة.
-اتهتمك بأمور لا يمكن مطلقآ ان تفعليها. يا الهي! بعد ان جعلتني اشعر بالسكينة و ياعدتني كي انام بارتياح.
تلون خدها و قالت:
-انت قدمت لي هدية ايضآ فلم اكن اعلم.....لم اتخيل يومآ ان العناق سيفجر مثل تلك المشاعر الرائعة في داخلي.
عانقها من جديد. ثم وضع جبهتة على جبهتها.
-قال الطبيب انك بحاجة الى الاستحمام و الراحة.
-صحيح!
و ببطء مررت يدها على خذة.
-ساملأ الحوض بالماء.
من جديد سمعت اليسا في نبرتة ذلك المزيج من الرقة التسلط معآ.
ابتسمت و قالت:
-شكرآ لك.
-لكنني لست مرتاحآ لفكرة ان تستحمي بمفردك عزيزتي.
امسك بيدها التي تلامس خدة و ادارها ليطبع قبلة على راحتها. و هو يتابع:
-فأنت مصابة بجروح و لا بد انك تتألمين.
-انني بخير حقآ. سمعت ما قالة الطبيب.
-لم ير الطبيب الشاحنة تندفع نحوك و لم يسمع صوت نفيرها يدوي.
ضمها لوكاس الية و تابع:
-بأمكان دولوريس او احدى الخادمات البقاء معك.
-لوكاس. لا اريد دولوريس او احدى الخادمات معي في غرفة الحمام.
-هل تعلمين ان اكثر الحوادث تحصل في غرفة الحمام و ليس في اي مكان آخر في المنزل؟
-لا اهتم للأحصاءات التي تخبرني بها. لن استحم امام احد.
ابعدها عنة بقدر طول ذراعة ليتمكن من النظر الى عينيها و قال:
-اذآ سأساعدك على الدخول الى الحمام ثم اتركك لتستحمي بنفسك و انا سأنتظرك هنا و لن اغادر الغرفة قبل خروجك.
لم يكن لدى اليسا سوى اجابة واحدة ابتسمت لة فعانقها من جديد.

امرأه للپيعWhere stories live. Discover now