part:10 لحظه الحقيقه

127 3 0
                                    

بدت غرفة فليكس في المستشفى مريحة جدآ ان تجاهل المرء الآلات و اصوات اجهزة المراقبة الموضوعة قرب سريرة. رأت فليكس جالسآ و قد وضع عدد من الوسائد خلفة. بدا لون عينية مزيجآ من الالوان الذهبي و الاخضر و البني تمامآ مثل عييني لوكاس لكنة يملك شاربين و لحية بيضاء انيقة بالاضافة الى هالة من السلطة و المهابة تحيط بة كعباءة ملكية لكنها لم تكن كافية لتخفي ضعف وضعة الصحي و هشاشة.
اضاءت ابتسامة وجهة عندما رأى لوكاس فهتف و هو يفتح ذراعية لة:
-بني!
تعانق الرجلان بحرارة و شعرت اليسا بغصة في حلقها عندما رأت عمق الرابط العاطفي الذي يجمعهما. لطالما كانت امها متحفظة اما والدها......ذلك الوالد الذي تبناها فنادرآ ما اظهر اي اهتمام عاطفي بها. لذلك لم تبق لديها اية ذكريات جميلة تحملها لة.
وخزت الدموع الحارة عينيها من تنامي احساسها بخيبة الامل. رمشت بعينيها في اللحظة التي ابتعد فيها لوكاس عن السرير و نظر فليكس رييز اليها.
-هذة بلطبع اليسا!
-سمو الامير!
-يسعدني لقاؤك جدآ صغيرتي.
-و انا سعيدة لأنك اصبحت افضل حالآ.
ضحك فليكس بصوت مرتفع و قال:
-مهذبة جدآ. من الصعب ان يدرك اي شخص انك تجنبت القول انك سعيدة برؤيتي انت ايضآ.
احاط لوكاس بذراعة خصرها و قال بنعومة:
-جدي امضت اليسا اوقاتآ صعبة جدآ مؤخرآ.
-اتفهم ذلك بني. لو كنت مكانها ما كنت لأشعر باي تعاطف نحوي انا ايضآ.
-لم اقصد مطلقآ عدم الاحتراك سيدي لكن.....
-لكن لو لم اكن موصلآ الى كل هذة الآلات اللعينة لكنت نظرت في عيني و قلت لي بالتحديد ما هو رأيك برجل عجوز تجرأ بوقاحة على التدخل في حياتك. هذة هي الحقيقة ابنتي اليس كذلك؟
تنفست اليسا بعمق و قالت:
-كنت لأقول لك انك و لوسيوس قمتما بأعمال ما كان عليكما القيام بها.
نظر فليكس بأمعان اليها و لاحظ كيف يحيط لوكاس خصرها بذراعة و كيف ان جسديهما يتلامسان قليلآ.
قال بنعومة:
-مع ذلك يبدو ان ما قمنا بة ينجح حقآ.
-هذا ليس.....
-صلب الموضوع. اعلم ذلك.
ابتسم لوكاس و تابع:
-اخبرني لوسيوس ان ابنتة تملك روح التحدي و كان على حق.
قال لوكاس بصوت هادئ:
-جدي هل انت بخير حقآ لتتحدث عن هذة الامور؟ لأنك ان كنت بخير.....
قاطعة فليكس:
-قال لوسيوس ايضآ انها جميلة لكنة اخطأ. انها فاتنة الجمال.
شعر لوكاس بتوتر اليسا على الفور. فهو يدرك انها لن تشعر بالارتياح ان راحا يتحدثان عنها و كأنها غير موجودة في الغرفة.
-انها قوية ايضآ و جميلة التكوين و تبدو رائعة لأنجاب الاطفال.
اصطبغ وجة اليسا بلون قرمزي فيما قال لوكاس بحزم:
-جدي! لن اسمح لك.
-عذرآ! قصدت انة لأمر رائع ان ارى صحة ما قالة صديقي القديم.
-اجل جدي انا متأكد من ذلك لكن.....
-قال لي ان الفتاة ستكون زوجة مثالية لك بني و كان على حق.
نظرت اليسا الى لوكاس و قالت بحذر:
-اعتقد انة من الافضل ان انتظرك في الخارج.
شد بذراعة حولها و قال:
-لا! تبآ جدي! ماذا تحاول ان تفعل بحق السماء؟
-ما الامر لوكاس.....؟بني تبدو و كأنك تهتم بالفتاة.
-انا حقآ اهتم بها.
و تابع بصوت كثر رقة:
-اهتم بها كثيرآ و لن اسمح لك بجرحها.
-هل هذا ما افعلة طفلتي؟ ماذا عن روح التحدي الذي كنا نتحدث عنة.
-لم نتحدث عن اي شئ سمو الامير. حتى الان لم يتحدث احد سواك؟
-آة ارأيت؟ هذة هي روح التحدي؟ وصفك صديقي لوسيوس بدقة متناهية.
قالت اليسا بضيق:
-لا يعرف لوسيوس اي شئ عني!
-كان يعلم انك جميلة قوية و لديك ميل الى العناد.
-انا لست عنيدة ابدآ.
سعل لوكاس قبل ان يقول:
-آة.....آة.....! اعتقد ان على هذا النقاش ان ينتظر الى وقت اخر.
قال فليكس متجاهلآ ما قالة حفيدة:
-و انك ايضآ تحبين ارضة و انك ستفعلين اي شئ للحفاظ عليها حرة مصانة.
ابعدت اليسا ذراع لوكاس عنها و سارت نحو السرير.
-لم تكن ارضة بل هي ارض امي.
اختفت ابتسامة فليكس و قال بلطف:
-لا! بل هي ارضة.
-كانت الارض ملكها و ملك ابي الحقيقي و عندما توفى ابي الحقيقي.....
-اليسا افترض انك اتيت الى هنا لتعرفي لما فعل لوسيوس كل ذلك لماذا باع الارض لي و لماذا اضاف ذلك الشرط الملزم. هل انا على حق؟
-اجل تمامآ.
-اذآ اتيت الى هنا لمعرفة الحقيقة.
-اعرف الحقيقة ايها الامير فليكس.
-لا! انت لا تعرفيها ابدآ.
اصبح صوتة اكثر رقة و هو يتابع:
-ناشدت لوسيوس ان يخبرك الحقيقة لكنة ظل يقول لي ان الوقت غير مناسب. اعتقد ان ذلك كان الامر الوحيد الذي يتعامل معة بشجاعة و قوة.
تردد لوكاس قليلآ قبل ان يقول:
-جدي انت مريض جدآ. ربما علينا ان نغادر الان و نتركك لترتاح. يمكننا ان نتحدث بهذا الامر في وقت اخر.
-من يعلم ان كنا سنحظى بوقت اخر لوكاس؟ لقد عشت حياة طويلة و انا جاهز لما سيحدث لي بعد الان لكنني لن اغادر في رحلتي الاخيرة من دون ان اخبر هذة الفتاة او اخبرك انت بما انتما بحاجة الى معرفتة.
تحرك لوكاس ليقف بجانب اليسا واضعآ ذراعة حولها من جديد.
-فقط اذا رغبت اليسا في سماع ما ستقولة.
ادار وجهها بأصابعة و تابع:
-عزيزتي! الخيار يعود اليك هل تريدين سماع المزيد؟
نظرت اليسا الى عيني حبيبها. كل حدس في داخلها حذرها ان ما ستسمعة سيبدل حياتها لكن طالما ان لوكاس بقربها فهي مستعدة لأي شئ.
-نعم. اريد سماع كل شئ.
احنى لوكاس رأسة ملقيآ خدة على جبينها للحظة ثم ابتسم و لمس بأصابعة خدها و استدار نحو فليكس.
-ما الذي يجب ان نعرفة جدي؟
تردد فليكس قليلآ ثم ابتلع ريقة قبل ان يقول:
-ما الذي اخبرتك بة امك عن والدك الحقيقي اليسا؟
-فقط.....انة توفي عندما كنت في الثانية من عمري.
-ما كان اسمة؟
-لا اعرف. ما اهمية ذلك؟
تنهدت و تابعت:
-مونترو ادواردو مونترو.
قال فليكس برقة:
-مع ذلك انت تحملين اسم الرجل الذي تقولين انة تبناك اسم لوسيوس ماكدونوف.
-حملت اسمة فقط لأن اسمة يشتق من المصدر الذي يشتق منة اسمي و من الصعب ان يعني ذلك.....
-صغيرتي العزيزة. مونترو هو اسم عائلة امك و لوسيوس هو والدك الحقيقي.
-لا! تبناني لوسيوس عندما تزوج امي.
-هو وامك كانا حبيبين. هي من عائلة ثرية يعود اصلها الى المحتلين الاوائل اما هو فكان فقيرآ.....
هزت اليسا راسها بأستغراب:
-هذا جنون! لماذا كذبت امي؟ و لماذا كذب لوسيوس؟
-كانت امك شابة صغيرة و عندما علم والداها بحبهما منعاها من رؤية لوسيوس لكنها هربت و تزوجت بة ثم اصبحت حاملآ.....
شهقت اليسا و هي تقول:
-حامل؟ هل تقصد.....بي؟
-نعم صغيرتي. لكن والديها اجبراها على الابتعاد عنة. ثم طلبا منها التخلي عنك عندما تولدين لكنها لم توافق على ذلك.
اتكأت اليسا على لوكاس فضمها الية اكثر.
-عندما ولدت هربت بك بعيدآ حتى وصلت الى منطقة في الجنوب الغربي للبلاد و عملت هناك نادلة. في تلك الاثناء راح لوسيوس يبحث عنكما لفترة طويلة. و اخيرآ عندما وجدكما طلب منها العودة الية.
همست اليسا:
-لوسيوس هو والدي الحقيقي؟
-في تلك الاثناء كنت قد اصبحت في الرابعة من عمرك و سألت عن والدك فأخبرتك امك انة مات.
-لكن لوسيوس وجدنا فلماذا لم يخبرني انة ابي؟
-لم تسمح لة امك. قالت ان ذلك كثير على طفلة لتفهمة. ظل طوال عمرة يشك انها ربما.....فقط.....لم تكن تشعر انة جيد بما فية الكفاية لتعلن انة والدك الحقيقي. في مطلق الاحوال وافقت على العودة الية ان وعدها بأنة لن يخبرك الحقيقة مطلقآ.
-الهذا استمر في اخفاء تلك الحقيقة؟
-اي خيار امامة طلفتي؟ ان يتخلى عنكما معآ او ان يعيش قربكما حتى لو كان مضطرآ الى الكذب عليك؟
شعرت بغصة في حلقها تكاد تخنقها و همست:
-طيلة ذلك الوقت و خلال تلك السنين.....
-كان يعاملك ببرودة لانة كان يخاف دائمآ ان يضعف و يخبرك ما اقسم على الاحتفاظ بة سرآ. اما بالنسة الى الارض فقد اشتراها قطعة بعد قطعة بذل فيها جهدآ جبارآ لكن مرت اوقات سيئة جفاف و حرائق.....بعد ذلك مرضت امك وعلاجها قضى على كل المال الذي يملكة.
قالت اليسا:
-كان علية ان يخبرني كان علية ان يخبرني.
و انهمرت الدموع على خديها.
-اجل اوافقك الرأي. لكنة يخشى ان تكرهية لأنة جعلك تعيشين تلك الكذبة.
-لكن لماذا باعك المزرعة؟ هو يعلم كم احبها و يعلم ما الذي تعنية بالنسبة لي.
-و يعلم ايضآ انك لن تقدري على المحافظة عليها. و ذلك ما كان يؤلمة لأن المصرف سيأخذ الملكية الوحيدة التي يستطيع ان يتركها لك و انت ابنتة الوحيدة من دمة و لحمة.
قال لوكاس:
-لذلك عرضت علية شراء المزرعة.
-اجل كان ذلك حلآ رائعآ. انا اشتري المزرعة بالمال الذي ادفعة ازيل حق المصرف بالحصول على الارض. ادركنا معآ اننا نستطيع القيام بأكثر من ذلك.
-اتعني الشرط الملزم؟
-بالطبع. لطالما تمنيت ان تحظى بزوجة مناسبة. و تمنى لوسيوس ان تحظى اليسا برجل مناسب رجل يرعى الارض التي تحبها. و هكذا توصلنا الى الحل المثالي.
ساد الصمت الغرفة. صمت لم يخترقة الا ضوت الآلات الكهربائية. بعد فترة قالت اليسا بصوت مرتجف:
-اولآ اخذ لوسيوس على عاتقة ابقاء حقيقة ميلادي سرآ.....ثم تعمدتما اللعب بحياة شخصين.....اذا لم يكن هذا العمل كافيآ.....
قال لوكاس بنعومة:
-اليسا عزيزتي. من فضلك لا تبكي.
قالت:
-انا لا ابكي.
ارتجف صوتها فمد لوكاس يدية محاولآ ان يجذبها الى ذراعية لكنها ابعتدت عنة مخلصة نفسها من بين يدية. رفعت رأسها عليا و هي تقول:
-و هل هذا ما يجعل الكذب عملآ صائبآ؟
ضاقت نظرة عينية وق ال:
-انت تبالغين في ردة فعلك.
-كذبت علي لوكاس! الجميع يكذب و لا احد يكترث البتة بتاثير كل هذا الكذب على حياتي.
-حسنآ! اعترف انني اخطأت لكن هذا لا يغير حقيقة انك سعيدة معي و انك تريدين الزواج بي و اننا ننتمي الى بعضنا البعض.
مرت لحظات من الصمت ثقيلة ثم تنفست اليسا بهدوء قبل ان تقول:
-هل فكرت يومآ انني سعيدة نظرآ للظروف التي مررنا بها سمو الامير؟ و انة لو ترك لي الخيار خيار حقيقي فقد اقول لك بصراحة لتذهب الى الجحيم؟
-انت لا تقصدين ما تقولينة.
-انت من كذب لوكاس و لست انا.
شعر بكلماتها كانها صفعة على وجهة لكنها صفعة مهدئة فالارض و المزرعة هما كل ما تريدة. ربما هو يعرف في اعماقة و ربما لهذا السبب لم يخربها الحقيقة.
ارادت كل شئ يستطيع تقديمة لها لكنها لم تردة هو.
عندما ركضت الى داخل المنزل اخذ الوقت الكافي قبل ان يتبعها. وصل اخيرآ الى غرفة نومها فوجدها قد ارتدت بنطلونآ و قميصآ قصير الكمين و انتعلت حذاء عالي الساقين. نظر اليها و تساءل كيف فكر للحظة انها نقطة الارتكاز في حياتة!
جعل ذلك من السهل علية ان يمسك بالهاتف و يرتب مسألة عودتها الى بلادها.


نهاية الفصل العاشر.......................

امرأه للپيعWhere stories live. Discover now