"الفصل الرابع"

3.6K 299 343
                                    

قراءة ممتعة ☁️ 🌟

_________________________

عيناه أُرهقت واحمرّت بسبب بكاءه منذ ساعات، وربما بسبب أنه لم ينل قسطاً كافياً من النوم، لكن أنفاسه كانت منتظمة للغاية، صدره يعلو ويهبط بانتظام، نبضات قلبه قد استقرت وروحه المرهقة قد استقر حالها بالفعل، عقله الثرثار قد هدأ قليلاً.. ها هو ذا ينعم بنوم هادئ لم يجده منذ زمن، لطالما كان يذهب للنوم وعقله مليء يفكر بما يحدث له

لكن سرعان ما قطع ذلك صوت طرقات الباب تلاها صوت ليام الذي نطق برسمية تزامناً مع فتح الباب
"سيدي الصغير سأدخل" دلف للداخل عندما لم يتلقى رداً ليجد بنجامين لا يزال نائماً، ابتسم بخفة فهو لم يتوقع أن بنجامين نومه ثقيل، اقترب منه ليام، هزه برفق قائلا
"سيدي الصغير حان وقت وجبة العشاء"

قطب الأصغر حاجبيه، تباعدت جفونه لينهض من سريره، اعتدل في جلسته ليحدق بليام بغير استيعاب، ثوان حتى استوعب الأمور حوله، بعثر خصلات شعره ثم نطق بصوت شبه نائم "هل أحضرني والدي إلى هنا؟" أجابه ليام بينما يتجه نحو الخزانة "أجل، لقد غفيتَ في حضنه، فأحضرك إلى هنا" أحمّر وجه بنجامين بإحراج وغطى وجهه بيديه ونطق "هذا محرج للغاية.." ،قهقه ليام بخفة ثم قال وهو يضع الملابس على السرير

"إنه والدك بعد كل شيء سيدي الصغير، لا ينبغي أن تنحرج من هذه الأفعال، هذا ما تفعله العائلة طوال الوقت "

نظر إليه بنجامين ثم نطق" مثير للشفقة أليس كذلك؟؟ ..، أنا حتى لا أعلم كيف أتصرف مع عائلتي "ابتسامة سخرية اعتلت وجهه، نظر ليام بنظرة عتاب ونطق "أنت لست مثيراً للشفقة، سيدي الصغير، أنت فرد من هذه العائلة.. عليك نسيان الماضي أعلم أنه صعب، لكن تخيل أنك كنت تعيش هنا طوال الوقت وتصرف بناءً على ذلك.. "

لحظات من الصمت قطعها صوت خطوات ليام نحو باب الغرفة ليخرج من الغرفة قائلاً "الطعام جاهز، السيد إدوارد والسيد آيدن ينتظرونك في الأسفل، أسرع رجاءً "أومأ بنجامين ثم نهض من السرير، غسل وجهه، ارتدى ملابسه ثم خرج من الغرفة، تنهد بينما ينزل للأسفل، حالما وصل جلس على كرسيه وبدأ بالأكل تحت أنظار والده المتفحصة...

بعد دقائق من الصمت نطق بنجامين بتردد" س.. سيد.. إدوارد "لم يتلقى رداً من والده الذي تجهم وجهه لسماعه ذلك اللقب الذي ناداه به ليتمتم بنجامين بينه وبين نفسه "تباً، لقد ناديته باسمه.. لن يرد علي حتى أناديه بأبي"
نطق بتردد مرة أخرى "أ.. أبي" ابتسم إدوارد ثم إلتفت نحو ولده ونطق "أجل بني" بينما آيدن يحاول كتم ضحكاته في الجهة الأخرى

تابع بنجامين "هل.. هل المنزل بهذا الهدوء.. في.. العادة؟؟" اتسعت ابتسامة والده لظرافة ابنه ثم نطق" أجل، اسمعني جيداً، أنا أملك شقيقاً" سكت قليلاً حتى يسمح لبنجامين باستيعاب الأمور ثم أكمل "هذا يعني أنك تملك عماً، لديه ابن بعمر آيدن يدعى مارتن وزوجته سيلين" أنهى جملته ليهتف آيدن بحماس" أتعلم سيعودون قريباً ويستقرون هنا أخيراً، وبهذا لن يكون المنزل هادئاً أبداً "
ابتسم بنجامين فشقيقه يبدو سعيداً، تابع والده قائلاً "أيضاً غداً سوف يأتي صديقي العزيز، اسمه فيكتور، لقد أخبرني أنه يريد رؤيتك " أومأ بنجامين متفهماً، ليكمل الجميع تناول الطعام في صمت.

"تائه في مخيلتي" Where stories live. Discover now