"الفصل الرابع عشر"

2.7K 242 649
                                    


قراءة ممتعة ☁️🌟

________________________________

ليام

مستلق على سريره الوثير والذي يتسع لشخصين من فرط حجمه الكبير، يلهث بخوف بينما يتقلب على جانبيه ويشد على ملاءة السرير البيضاء بقبضتيه، والعرق أخذ منصبه من وجهه بينما هو يهذي محاولاً إبعاد أيا كان ما يراه بعيداً عنه.

إنه الكابوس نفسه منذ عدة أيام
يجلس في مقعد سيارة وفي مقعد السائق رجل في بداية عقده الرابع بابتسامة بشوشة وملابس رسمية حسن الهندام.

لكن الأكبر تلاشت ابتسامته حين لاح له ذلك النور الذي أعمى بصره لثوان، صوت البوق العالي الذي يصم الآذان، صرخات مفزعة، ثم وجد نفسه ملقى في وسط الشارع، رائحة الدماء، النيران التي اشتعلت أمامه ملتهمة السيارة ومن بداخلها، صوت شخص ينادي على اسمه بذعر، أصوات الكثير من الناس التي تحولت لهمهمات تبتعد عن سمعه تدريجياً، أنوار سيارة الإسعاف، شخص ما بشعر فاحم يجلس بجانبه.

شهق بفزع لاهثاً ومعتدلاً في جلسته، بحث عن كأس ماء بجانبه لكنه لم يجده، زفر بانزعاج لينهض من سريره لكن ألم رأسه داهمه ليمسكه متأوهاً، وكأن هناك أحد يضغط على رأسه بعنف، تأوه أكثر وبدأ صراخه يعلو
ويعلو.

هدأ بعد دقائق ونهض مستجمعاً طاقته، حلقه عطش كأنه لم يذق طعم الماء منذ أيام، نهض مترنحاً في مشيته، فتح الباب واستند بيده على أحد الجدران، حاول تمالك نفسه، وأصبح يمشي بمحاذاة الحائط، لا يزال الوقت ليلاً، سيكون بخير، نزل السلالم، عبر الردهة، دخل المطبخ، أخرج قارورة مياه من البراد وشرب منها حتى أنهاها عن آخرها.

أخذ واحدة أخرى ليضعها في غرفته، خرج من المطبخ ثم عبر الردهة، كاد يصعد السلالم لكن الضجة الصادرة من مكتب إدوارد أوقفته، وجه نظره نحو مكتب الأخير، الأضواء تعمل، قطّب حاجبيه باستغراب، إدوارد من المفترض أن يكون نائماً في مثل هذا الوقت، تنهد بقلة حيلة وتوجه نحو المكتب الذي كان بابه شبه مفتوح.

دلف للداخل بكل هدوء ليقع نظره على على الجالس خلف طاولة المكتب، كان يتفقد الملفات والواضح أنه كان منهمكاً في ذلك حتى أنه لم ينتبه لليام الذي دخل.

حمحم لجذب انتباهه، رفع المعني نظره وقطب حاجبيه لمنظر ليام، نهض من مقعده قائلاً " ليام، ما الذي تفعله هنا؟؟ ولمَ وجهك شاحب هكذا؟؟" سكت قليلاً محدقاً في وجه ليام بنظرة متفصحة ليكمل "هل من الممكن أنك لاتزال تعاني مع الأرق؟ إن كان الموضوع كذلك ودّع عملك لشهر".

تنهد ليام قبل أن يردف "لا، ليس الأرق لا تقلق، أنا أنام جيداً، كما أنني أتيت لأخذ قارورة مياه، نسيت أخذ واحدة قبل أن أنام "

حدّق به إدوارد بشك ليتنهد "حسناً، سأصدقك، لكن إن حدث لك شيء ما فأنا جاد سأخرجك من المنزل لتأخذ إجازة إجبارية لمدة شهر هل تسمع؟؟"

"تائه في مخيلتي" Where stories live. Discover now