"الفصل الثاني والعشرون"

2.5K 230 585
                                    

قراءة ممتعة ☁️🌟

___________________________

إدوارد

يجلس مستقراً على السرير بجانب ابنه، متأملاً لحاله بعينين خطف الحزن بريقهما النابض بالحياة، لونه الشاحب الذي صُبغ به جلده قد ازداد شحوباً، خصلات شعره حالكة السواد المنسدلة على جانبي وجهه قد تبعثرت رثاءً على حاله.

يحاول التشبث بآخر بيادق الأمل الرثة والتي تناثرت معلنة استسلامها ، انهمرت دموعه متحررة من عينيه مروراً بوجنتيه.

نطق بصوت مهتز "على الرغم من أني قد وجدته.. إلا أن المشاكل لا تزال تطاردنا"
تعالت شهقاته اليائسة مع كل نظرة يلقيها على ابنه، نطق بيأس "ماذا علي أن أفعل؟"

كفكف دموعه ونهض سريعاً نحو باب الشرفة
فتح الباب بالمزلاج ليسير بخطوات متقاربة، توقف عندما وصل لسور الشرفة ليستند عليه بمرفقيه، يتأمل منظر غروب الشمس بهدوء.

ظل الداكن على تلك الحال لدقائق قبل أن يقطع شروده صوت الباب، دلف للداخل ليفتح الباب وظهر من خلفه آيدن بملامح مخطوفة من شدة القلق.

ارتخى حاجبي إدوارد المعقودين حين رأى ابنه بذلك الشكل، باغته بسحبه من معصمه وعانقه قائلاً "لا تقلق، لا تقلق بُني، لن أدع أحداً يمسه بسوء، ليس بعد أن وجدته أخيراً"

بادله الأصغر العناق محاوطاً إياه ليردف بصوت مهتز حاول قدر الإمكان جعله ثابتاً
"أ.. أنا قلق عليك أنت أبي.."
تسمر الأكبر مكانه ونبض قلبه، استطرد الأصغر بنفس النبرة "أ.. أعني أنت كنت أسعد شخص من بيننا حين وجدت بن، هل أنت بخير؟ "

شد الأكبر العناق لينطق بصوت متحشرج
"لا.. لست بخير..، وكيف أكون؟ أحد ملائكتي الصغار في خطر؟؟"

ربّت الأصغر بيديه على ظهر أبيه قائلاً " أنا هنا أبي، عليك أن تشاركني آلامك، حسناً؟ أنا أصبحت بالغاً الآن، كما أني الأخ الأكبر، لذا إن كنت لا تشعر أنك بخير، أنا موجود دائماً"

ضحكة بائسة أطلقها إدوارد قبل أن ينطق" آسف، هيا اجلس بجانب شقيقك، لابد أنك قلقٌ عليه"

امتثل الأصغر وجلس بجانب شقيقه الساكن، أنفاسه المنتظمة إلتقت بقناع الأكسجين مانعاً إياها من استنشاق شيء غير الهواء النقي.

مد يده ومسح على خصلات شعر الأصغر الفاحمة، ارتخى حاجباه ليسأل والده الواقف بجوار السرير" ما الذي حدث؟؟ "

تنهد الأكبر تنهيدة عميقة قائلاً "على حسب ما قال فيكتور، انفعاله كان بسبب صدمة ما من شيء ما، هذا يعني أن الكثير حدث له دون علمنا آيدن، وهو لا يخبرني بأي شيء، أراهن أنه سينكر إن سألناه"

تنهد الأصغر قائلاً بينما يتأمل أخاه الأصغر
"ما الذي حدث له حتى يصبح هكذا؟ أو ربما ما الذي رآه؟"

"تائه في مخيلتي" Where stories live. Discover now