الفصل | 20

5.3K 626 427
                                    

▪بِدَاخِلِي مُوسِيقَى حَزِينَةٌ وَ أَوْتَارٌ تَالِفَه▪

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

▪بِدَاخِلِي مُوسِيقَى حَزِينَةٌ وَ أَوْتَارٌ تَالِفَه▪


...

_ميني_

سألت يوماً والدتي ببراءة طفلة في الثّامنة من عمرها تنمّر عليها أصدقائها بسبب عدم قدوم والدها لحفل تكريمها لحصولها على المرتبة الأولى..

سألتها " لمَ يفوّت والدي حفلات تكريمي؟"   فأجابت بقلب أمّ حنون حريصة على سلامة قلب طفلتها اليافعة " هو مشغول بالعمل، إنّه يعمل بجدّ ليحضر لك الكثير من القصص المصوّرة"

وبغباء طفلة مصطنع خدعتها، خدعتها بقفزي وفرحي ..ظنّت أنّ كذبتها انطلت عليّ ولم تعلم أنّي سمعت شجارهما البارحة بشأن هذا الموضوع وهذا ما جعلني أسألها لأسمع كذبة أقنع نفسي بها.

سمعته حين صرخ عليها وضرب يده بقوّة على الطّاولة قائلاً " لست مجبراً لفعل ما لا أريد، هي ليست ابنتي!"

أنا قد ورثت عنادي منه، كلانا لا يرضخ لما لا يريده..

بسبب تلك الكلمة عشت سنين عمري وأنا أشكّ في كوني طفلته و بنيت جداراً لا ينهدّ بيننا، كنت كلّ صباح أرى عُرض منكبيه من الخلف وهو يغادرُ متجاهلاً إيّاي.. تساءلت كثيراً ماذا لو سخّر عُرض منكبيه لحمايتي، هل كنت لأكبر بعقدة  الخوف من الحبّ ؟

أصبحت أرى نفسي فتاةً مكروهة لا تستحقّ الحبّ، حتّى أنّي في مرحلة ما من مراهقتي بتّ أكره نفسي وأعذّبها بغرس تلك الأفكار السّوداويّة فيها، فكلّما حاز فتى على اهتمامي أسرعت لمحوه من حياتي مقنعة نفسي أنّه لن يقع لفتاة يكرهها والدها.. فكيف له أن يحبني ووالدي كَرِهني.

قلبي، قلبي تألّم لوقت طويل وأنا أعيش على تلك الحال أُخفي مشاعري عن الجميع وأضحك كالبلهاء فيظنّون أنّي شخصيّة مشرقة لا تشوبها شائبة، لأنهي يومي باكية على وسادتي التي أجدها مبلّلة كلّ صباح.

عشت إلى حين التاسعة عشر بتلك الأفكار حول أنّي لست ابنته حقّاً ولُمت نفسي على ذلك حتّى أنّي وصلت لمرحلة كرهت فيها  والدتي التي كانت معاناتها أشدّ من خاصتي.. لقد جعلني أكره رؤية وجهها لأنّي ظننت أنّها السّبب في كلّ ما حدث وما سيحدث.

موسم التّزاوج | B.BH ✔Where stories live. Discover now