نِهَايةُ حبّنَا

2.4K 111 111
                                    

الفصلُ الثاني عشر و الأخيرُ
___

مرّ أسبوعٌ علَى ذاكَ الفراقِ البَائِسِ،وَ تايهيونغ هنَا يائِسٌ،فتكَ الحزنُ بهِ،يحتَاجُ جونغكُوك..
لَم يزَاول عملهُ البتة بل حَبسَ نفسهُ بالبيتِ مدعياً أنهُ ليسَ بخيرٍ و أنه لَا يزال يعاني ألماً بجرحهِ
لكِنّه حين قَال ذلكَ قصدَ جرحَ فؤَادهِ..

اكتشفَ الكثير بالأيامِ الفارطَةِ، فقد حدثَت أحداثٌ كثيرة.. كَان الجميعُ بنظرِهِ سعيداً
نامجُون سيتّخذُ من مَارلين عروساً قريباً،أون جِين؟فقدَت والدَتهَا لكِن و بالنهاية هيَ أقوَى من أن تنهَارَ لذلكَ،هيَ عينُهَا وَ حتّى بعدَ أحزانهَا باتت تظهرُ بعينِ تَاي سعيدَةً،بَات يرَى نفسهُ الحزين الوحيدَ
لرُبمَا هوَ سيدخلُ اكتئَاباً..

كَان ذَاك يومُ الأحدِ حينَ وصلَت عدّة برقياتٍ لبيتِ السيِدِ كيم،تلهّف تايهيونغ لتفقدهَا لَا يزال يحملُ شعَاع أملٍ لملاقَاةِ جونغكُوك..
لعلّهُ ظَن أنه سيراسلهُ ببرقيةٍ و يطلبَ لقاءَهُ

ركَض هوَ يسحبُ البرقياتِ من يدَي الخَادمِ الذِي كَان سيأخذهَا لغرفَة والدِه المهجورة
اجَل المهجورة.. فهوَ يملكُ بيتاً آخرَ ينشغلُ بهِ بكؤوس و قنانِي شرَابهِ

أخذَ يتمعّن بقراءة اسم المرسلِ بكل برقيةٍ حتّى تجمّدَ كيَانهُ فجأَة حينَ لمحَ اسمَ جونغكوك مخطوطاً علَى إحدَاها..
أخذَ يمزّقُهَا و يخرِجُ الرسَالَةَ ليبدأَ بقرَاءةِ مَا كُتِبَ عليهَا

"جون؛أصفرٌ
لَونُ الغبطَةِ وَ السرُورِ،هذَا مَا زرعتهُ بداخلي في أيامٍ مضَت،تَايهيونغ..
لكِننِي الآن بائِسٌ دونَكَ،دونَ محاولاتك المتواصلَة بابهَاجي،أ تعلمُ تَايهيونغ؟ بفضلِكَ تعلّمتُ معنَى الحُبّ
اكتشفتُ أن معاني الحبّ تتجسدُ بثنَايَا شخصيّتكَ،بتفاصيلِكَ فأحرُفِكَ البسيطَةِ التي تملؤُ مسامعي غزلاً،لستُ أرَاكَ شخصاً أُبَادلُهُ مشَاعرَ الهِيامِ تلكَ بكثافَةٍ بل بتتُ أرَاك الولعَ الّذي يصيبُ النّاس.. أو رُبمَا شيءٌ أكبرُ من ذلِكَ،إلَهُ الحبّ ربمَا،لكِن و يَا أسفاهُ تَايهيونغ،حبّنَا هذَا مَا خلف سوَى الألمِ..
أنَا ارتكبتُ أكبَرَ خطئٍ تُجاهَك..و أنت لحدّ الآنِ غيرُ مدرِكٍ لَهُ، تتذكرُ يومَ وجدتنِي بمخفَرِ الشرطة؟
لَم أكُن هنَاك لأجلِ ما ادعيتهُ وقتهَا..بَل كنتُ هنَاك لأقدِمَ علَى تعزيزِ خيانتِي..
أ تعلَم؟لستُ قادراً علَى قولِ هذَا.. وَ لكِنّني حقاً لَا أستحقّكَ تَايهيونغ..
أ لاحظتَ الشبهَ بينَ خطّ يدي و خطّ يدِ الذي تلقيتَ منهُ برقية مرضِ أختِكَ المزيف؟..

اجَل لقد كنتُ مُجبراً..
كنتُ أتجنّبكَ بكل مَا استطعتُ لكنكَ كنتَ لَا تكُفّ عَن تتبعِي،أنا كنتُ أعملُ لدَى جماَعةٍ سريةٍ للشغَب..
بسببِ حِقدي
لكِننِي بعدها اكتشفتُ أني لَا أريدُ هذَا،بتتُ أريدُكَ فقط،لكنني لَا أستحقّكَ حتّى..مؤلمٌ
تمّ تهديدي بحرقِ متجرِي مراراً إن لَم أقدًم علَى تلكَ الخطوَةِ..حتّى نفذوا كلامَهم
أنَا كنتُ الطريق الوحيدَ لتلكَ الجماعة كوني المقرب منكَ،أنا آسفٌ حتّى لو كان أسفِي هذَا قَد يجعلُكَ تشخرُ بسخريةٍ،أنت لن تصدق كم عانيتُ لأُخبرَكَ كل هذَا..تتذكّرُ يومَ أختي أرَادت طردَك؟
لقَد كانت خائفَة أن تأتي تلكَ الجمَاعَة.. وَ تأخذنَا سويةً،تلقيتُ عدة تهديداتٍ حولَ والدتي لذلِكَ أنا رحلتُ لليَابانِ خوفاً عليهَا،وَالدَتي لَا تعلمُ شيءً عني و بخصوص تلكَ الكذبَةِ ذَاك اليوم فقَد اختَلقتهَا لأقنعَك بعَدمِ الرحيلِ بغية أن أقضيَ معكَ أياماً أخرَى أشبعِ مشاعرِي المتيبسَة..
كَان من المُفترَض أن أطلقَ بيسَارِكَ آن ذَاكَ تَايهيونغ؟ لكنّني لَم أفعل..لقَد تألمتُ مراراً و أنَا أُحَاوطُ تلكَ البندقيّة و أسدد الطلقَ علَى الذي تمنيتُ أن أرَافقَهُ كظلّه.. ارتجفتُ كثيراً.. وَ بالنهايَةِ سددتُهَا بمكانٍ ثانٍ،وَ تفقدتُكَ إن كنتَ لَا تزال حياً،لَا تعلَم كم من حزنٍ عِشتُ وقتها..لقَد هلِكتُ،انا الذي أدّعي القوّة
أَهلكنِي حبّكَ..وَ مَا عُدتُ أقوَى علَى هذه الحيَاةِ المُزريةِ..
كمَا يُقَال،فلَا يمكنُك هزيمَةُ شخصٍ يُهزَمُ يومياً،يَنَامُ و يستيقِظُ وَ كأنّ شيءً لَم يحدُث،يبدَأُ مجدداً مستعداً لهزيمَةٍ ثانيةٍ و ثالثةٍ وَ رَابعَة.. فلَا شكّ أنّ ثغرَةَ غيَابي لَن تُحدِثَ فرقاً؟
تتذكّرُ حينَ أخبرتُكَ أن تنظرَ للسمَاءِ حينَ تشاءُ ان تتذكرني؟لقَد قصدتها فلعلّكَ حينَ تقرأُ هذه الرسَالَةَ سأكُون سحَابةً أو نجمَةً معلقَة بسمَاءِ الليلِ الداكِنَة..
لأنني أقبلتُ علَى حبٍ خَاطئٍ
أتمنّى أن تنساني تَايهيونغ.. آسفٌ لكل مَا خلفتهُ مِن ألمٍ..آسفٌ لكوني انجرفتُ معَ ظروفِ الحربً تلكَ..
آسفٌ لكوني أذيتُك..قبلَ أذيّة نفسِي

Ciel|TK"مُكتَملةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora