وداع؟

157 15 22
                                    

_مثير لشفقة..

ابعد بصره عن رقعة الشطرنج و صب كل تركيزه نحوي .

لم اكلف نفسي عناء تعديل جلستي العشوائية منذ نصف ساعة تقريبا ،اراقبه يحرك الاحجار من كلا الجانبين ،ينافس ذاته للفوز على ذاته وذلك بدا مثيرا للشفقة ،وانا اخبرته دون تحفظ: لم لا تترك شفقتك جانبًا ،وتشاركني اللعب بدلا من ابدا ازدرائك من طُرقي بتلك الطريقة؟

_انا لا اجيد اللعب

_و انا الذي ظننت ان لؤي لن يتوانى في تعليم طفله ان حصل على واحد..

صياغة حديثه اظهرت لي معرفته القديمة بوالدي .

علاقة غريبة تجمعهما ، ليست سطحية بالتاكيد، كما يحاول هو اظهرها .

ابي شخص رسمي جدا قلة من يعلم مهارته الغريبة في الشطرنج لا يبدي ذلك في العلن ،ربما خوفا من اظهر وجهه الاخر :قد فعل..

صمت ثم اتبعت بابتسامة منتصرة: حاول إجباري و لكني توعده اني ساغدو مثل قاتل رقعة الشطرنج ان حاول مرة اخرى و سيكون هو الاول على رقعتي بعد امي طبعا.

_ها؟

_بيشوشكن.

_و يكون ؟

_الشخص الذي كاد ان يقتل اشخاصا على عدد مربعات الرقعة و لكنهم القوا القبض عليه قبل ان يفعل ،انت لا تشاهد الاخبار؟

_حينها ؟ انت لم تكون مولدا بالاساس .

_بوجود الشابكة انا موجود في اي زمان ومكان، سيد سراج.

قبل ان ينطق مغيرا الموضوع اعطني نظرة يائسة من تصرفاتي ،لا يعلم كيف يتعامل معي على الاغلب: حسنا ،لما لا تحظى بشرف التعلم على يد السيد سراج ،كما تعلم لست مهتما ان قمت بقتل 64 شخصا ،بل اعتقد اني ساكون سعيدا ان التزمت بترتيب قائمتك السابقة.

ابتسم بسعادة حقيقة نهاية حديثه ،كان يخبرني ان قتلي لوالدي سيسعده و ذلك ليس غريبا عليه غريب الاطوار هذا: فلتفعل ،ساخصص لك رسم خاصا لراسك الاصلع على  مربع الخانة الثالثة!،امتنان لصنعيك .

_جميل.

علق بهدوء بينما اصابعه تحرك الحجارة الى حيث نقطة البداية ،فضلت تلك السوداء ،ولكن بعد السؤال قرر هو ترك البيضاء لي لاغاظتي بحجة ان الاطفال يحبون الالوان الناصعة و ليست تلك القاطمة .

ربما يكون كلامه صحيح ؛حيث أنهم لم يمتلكوا اباء يخبرونهم ان الاسود يدل على القوة و السلطة المطلقة ،اختيار القاطم دوما سيقودك حيث ستقف عاليا مرفوع الراسِ!،مقطوعا ربما...

وَعدُ سِتوكهُولم | STOCKHOLM PROMISEWhere stories live. Discover now