الفصل الثاني

6.3K 250 78
                                    

   "2"
(الفصل الثاني)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

«.. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته..»  أستغفررروا أولاً

دلفت نهله داخل المنزل بخفة ورشاقة بعد ان عادت من الخارج، يُصاحبها رجُلا من رجال والدها حاملاً مجموعة من الحقائب الكثيرة، جلست علي أقرب مقعد قابلها واضعة قدم فوق الأخري بأرتياح ناظرة إلي الجالسين بعدم اهتمام،ثم عادت النظر الي الرجل شاكرة اياه :-
-كتر خيرك يامسعود حط الحاجات أهنيه وروح شوف مصالحك
وضع مسعود الأغراض علي المقعد جانبها،ثم أنصرف مُسرعاً الي الخارج..تركت أعتماد مقعدها اَخذه طريقها نحو ابنتها.. حدقت نهلة النظر بها بعُمق قبل ان تستمع الي حديت والدتها التي هتفت :-
- ايه ده يابت يانهله.. كل دي خلقات
اجابت نهلة بضيق قائلة :-
-وبعدهالك ياأمه كل مره الحديت اللي ما هيخلصش ده..  كله من خير أبوي متخافيش
لوت أعتماد فمها بتهكم،ثم اجابت مُتعدية عدم الفهم :-
- عملتي ايه المرادي يابختي المقندل.. أوعاكي تكوني خدتي حاجه تاني من ورا أبوكي والله المره دي فيها قطع رقابتك
شهقت نهلة بعدم تصديق لما تستمع الية مُبررة :-
-واه!..ايه الحديت اللي يودي في داهيه ده... خدت ايه ياأمه انتِ هتلبسيني بلوه وأني معملتش حاجه.. كل الحكايه أن صحاب المحلات لما كانوا بيعرفوا إني بت مين كانوا بيعملولي خصم فقولت بدل ما اجيب حاجه اجيب تنين
عقدت أعتماد ملامح وجهها بشك مُجيبة :-
-طيب يانهله هعمل نفسي مصدقاكي المرادي بس وربي لو كتي بتكدبي عليه لأ أني اللي قول لأبوكي، هخلية يقطع رقابتك
أسرعت نهلة متجها نحوها هاتفة برجاء جلي علي صوتها  :-
-بالله عليكي لاه ياأمه وحدي الله بس أبوي ايه اللي دخله في الحديت بناتنا دا حتي شوفي إني جيبالك ايه أقعدي أما أفرجك
رمقتها أعتماد بنظره فهمتها نهلة جيداً، لكنها لا تُريد تعكير صفواها أكملت في أنشغالها بالأغراض حتي تتفادي تلك النظرات المُحرقة المُسلطة عليها بأتهام تعلمه جيداً، تقدمت أيناس نحوهم مُلقية عليهم تحية السلام،ثم جلست علي المقعد بأرتياح واضعه يدها علي قدمها قائلة :-
-عاش من شافك يانهلة.. فينك من الصبح أكده ممبيناش زي عوايدك يعني
رمقتها نهلة بضيق مُجيبة بأقتطاب :-
-كت بجيب شويه خلقات جداد ياإيناس عندك أعتراض
لوت إيناس فمها بأستهزاء رادده :-
-وهعترض ليه ربنا مايجيب اعتراض..  كت بسأل بس أصل البيت كان هادي وزي النسمه وفجأه بقي كله شرار وخنقه ايه محساش بيها
قالت إيناس جُملتها الأخيره بضحكه سمجه محاوله استفزازها، وبالفعل نجحت في ذلك حيث هبت نهلة تاركة المكان بغضب وانفعال قائلة :-
-قصدك ايه يامرت أخوي لمي الدور أكديه بدل ما ألمك باللي في رجلي
جاءت إيناس لتتحدث وتُلقيها بما فية النصيب لكنها لمحت عبدالله زوجُها يدلف إلي الداخل أجهشت في البكاء هاتفة بنبرة مُعاتبة حزينة وكأنها مغلوبه علي أمرها :-
- أضربيني ياخيتي اقلعي اللي في رجلك وأديني بيه ما هو ده اللي إني باخده منيكم قله القيمه وبس
بحلقت بها أعتماد بذهول وعدم تصديق لما تراه قائلة :-
- يابتي حد جه جارك ولا انتِ اللي ماشية تقولي شكل للبيع
اعتلت صوت شهقاتها المُزيفة راددة بزعل مُصتنع من أجل اوقاعهم في بئرها  :-
-حتي أنتِ ياما!.. هقول ايه ماني مبقاش ليا مكان وسطيكم خلاص بس العيب مش عليكم العيب علي راجلي اللي بيشوفني بتهزق وبيتقل بكرامتي قدامه ومبيعملش حاجه مين يتحمل كل يوم اكدية دي بقت عيشة مرار
أقترب عبدالله منهم ناظراً اليهم ثلاثتهن بضيق شديد هادراً بصوت جمهوري :-
- ماهنخلصش من موال كل يوم ده.. عملتولها ايه النهاردة
جاءت والدته ان تقص عليه ماحدث موضحة سوء الفهم، لكن أسرعت إيناس بخطاها وقفة جواره هاتفة برقة وهدوء :-
- عبدالله جيت ميته اني
قطع حديثها راددً بنبره مُستهزئة :-
-من وقت ما بدأتوا موال كل يوم اللي قرفت منيه.. جهزيلي الوكل وجبيه علي فوق
اجابتة بطاعة وابتسامة هادئة قاصدة بكُل هذا مُضايقت أعتماد :-
- من عنية دقايق والوكل يكون عندك.. خلي بالك مالك نايم متعملش صوت
لم يستجيب لأفعالها المُزيفة كما يعتقد، فالاوضاع بينهم ليست كأي زوجين طبيعيين لدلالها هذا، اكتفي بكلماته البسيطة الذي قالها اثناء مُغادرتة  :-
- هاتي الوكل علي شقتنا مش طالع أهنيه
رمقتهم إيناس بنظره أخيره مُتوعدة،ثم أسرعت نحو المطبخ.. أمرت غزل بتحضير الطعام لزوجها من ثم لأعلي الي غرفه الخاصه بزوجها القابعة بمنزل والدها منذ كان عاذباً حملت صغيرها علي ذراعها قاصدة طريقها نحو غزل.
فتحت باب شقتها بهدوء مُتقدمة الي الداخل خلفها غزل تُلاحقها حامله صنيه الطعام، وضعتها علي الطاولة ثم انصرفت مُغادرة أكملت إيناس خطاها لداخل غرفتهم وجدته يبدل ملابسه وضعت الصغير بفراشه ثم اقتربت نحوه تُساعده في خلع ملابسه بدلال كأي زوجة، لم يُعطيها الفرصة لذلك تركاً الغرفة، زفيراً قوياً خرج منها بغضب شديد من ذلك الزوج البغيض التي أصحبت تكره العيش معه وبشده لا حياة لها في هذا القبر ماهذا الحظ التعيس الذي اصابها، اختنق صوتها بالبكاء محدثة نفسها بحسرة علي ماوصلت الية  :-
-هتفضل لميته مهملني ومسألش فيا أكديه تعبت من الوضع المقرف ده والحياة اللي مترضيش ربنا أبداً
ارتخت قدميها فجلست علي حافة الفراش بتعب جسدي مُتهالك لم يعلم أحد عن كم الألم والمُعاناه التي تُعانيها وحدها، لم يعلم أحد بكم الصراعات التي تُهاجمها، فتحت جفونها المُغلقة في محاوله لأستجماع شتاتها من جديد.
نظرت إلي انعكاس صورتها في المرأه بتفحص وتركيز، تُدقق النظر في تفاصيلها، رفعت يديها تُلمس علي وجهها تتفحص ملامحها الجميلة، عينيها الملونه، بشرتها البيضاء، جسدها الرشيق، طولها الذي زادها جمالاً ابتسامة مُستهزئة علي حالها شقت ثغرها قائلة  :-
-ادفنتي بالحيا ياإيناس.. خدوكي ورده مفتحه وادي حالك دلوق
حسمت أمرها بأنها لن تيئس كما اعتادت تسحصل علي ما نوت عليه مهما يُكلفها الأمر تركت مكانها ثم اتجهت نحو خزانه ملابسها اخذه ملابس منزليه خاصه بالمتزوجات عادت نحو المرأة بعد قليل ثم بدأت في تزين نفسها بوضع لمسات رقيقه علي خديها وأحمر شفاه بلونها المُفضل، ألقت علي نفسها نظره أخيره بأرضاء تام ثم ذهبت الي لخارج وضعت بعض الشموع علي الطاوله بعدما وضعت العشاء بطريقة مُبسطه.. أغلقت الأنوار العاليه وتركت الأضاءه الهادئه فقط ثم جلست علي المقعد تنتظره.. تقدم نحوها بعدما انتهي من أخد حمامه وأرتدي ملابسه المنزليه، القي عليها نظرة بعدم أهتمام وتجاهل لما فعلتة من اجلة، امسك بالملعقة ليبدء في تناول وجبتة وكأن شيء لم يحدث، غصة مريرة علقت بحلقها منتجاهلة لها التي تكرة بشدة مدت يدها بقطعة من اللحم لتطعمه في فمه، ابعد يدِها هادراً بأنفعال  :-
-عيل إني إياك معرفش أوكل حالي.. بطلي دلع الحريم الماسخ ده
ردت بأستهزاء ساخرة من قولة :-
-ماسخ!.. وماله ياعبدالله كل بألف هنا علي قلبك.. مقولتيش يومك كان عامل ازاي
رد بأقطتاب ووجه مُنعقد  :-
- زيه زي أي يوم.. ايه اللي هيبقي جديد يعني
لم تشعر بحالها إلا وهي تُلقي بالملعقة ارضًا بأنفعال شديد مبوخة اياه  :-
- ايه ياعبدالله الكلام أخد وعطا مش أكديه.. قفلتني خلاص أني قايمه أشوف ولدي
تركته وأنصرفت إلي الغرفه أرتدت الروب فوق ملابسها، دفنت وجهها في الوسادة تبكي بصمت.                                    ★★★★★★   

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) Where stories live. Discover now