الفصل الثالث والعشرون

1K 20 2
                                    

"23"
(الفصل الثالث والعشرون)
#عشق_تخطيّ_عنَان_السَماء(بريق العشق)

« استغفر الله العظيم الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب إليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته»

اُجيد فعل أي شيء وضدده..
«لقد هُلك قلبي وسُلبت انفاسي، لن اقدر علي السَيرّ اكثرِ من ذَلك فَقد اُجلفت قْدمَايّ وبشدة، اللعنه علي ضَعيف الشَخصية المُتقبل إلي الأمر رغم انعدام القدرة علي التحمُل».
-«من رواية (اُجيدِها).. قريباً»-
... العالمُ ملئّ بالوحوشٍ الخّطِرة، واخطرُ هذه الوحوشٍ « البَشرٰ » يجب عليكَ أنّ تحتفظ بشَخصيتِكَ، وبدونْ الشَخصِية لا يكُن بإمتلاككَ انْ تستمرُ للسَعي بإيجَاد الأعذار لمنّ تُحب؛ فلا تبحثُوا عن الحُب في قلوبٍ جَائعة إن شَبعت أهملت، بل ابحثوا عَنه في قلوبٍ صّادقة إن أحَبتْ صَانت.

أوصدت بَابّ قلبي بأحكام رافضة فكرّة الخوضِ في معارك اُخري ستكون نتيجتها سَلب روحي التي هُلكت، لم يعلم أحدّ كَم حربٍ أخوض كُل ليله من أجل البقاء، أخماد مشاعري ليس بالسهل فعلة.. ومن يَملك القلبِ الا سُلطانه.
تأففت "خلود" بأنزعاج شديد أرتسم ببراعة علي قسمات وجهها الذي كان يُهلل فرحاً وسروراً من قبل ساعات قليلة بعد أن أخبرها انه جلب إليها "وجبه" معه لكن عند قُربه منها نهرته كمن لدغتها حيه سامة تاركة له المنزل بأكملة مُتحججة بالذهاب إلي والدتة، أوصدت الباب بأحكام بعد خروج الطفل "زياد" من شقة الجدة ثم عادت جالسة علي المقعد بعقلٍ شارد.
كانت هُناك أعيُن تُراقبها بفضول لمعرفة ما يحدثُ لها.. الضيق البادي علي وجهها يقول أن هُناك الكثير من الأمور التي حدثت لكن لا أحد يفصحُ بها
قطع خيط الصمت المُريب الغير طبيعي أثناء وجودها صوت "والده زوجها" سائلة بأطمئنان:-
-مالك يابتي ايه مشقلب حالك بالشكل ده
انتبهت "خلود" إليها مُتنحنحه بأحراج لعدم قدرتها علي قول الحقيقة:-
-قلقانه علي أمي شويه
أبتسمت تلك الحنون بهدوء بعد أن رأت صدق حديثها التي لمع في عينيها بأشتياق:-
-من النجمه تروحي تطولي علي أمك وتملي قلبك وعينك منيها وعلي أخر النهار جوزك يبقي يعدي عليكي يجيبك
صمتت قليلاً ثم أجابت مُتسائلة:-
-هو جوزك مارايدكيش تروحي حدا أمك
هزت رأسها بالرفض لحديثها، مُجيبة بنبرة سريعة:-
-أبداً والله ربنا يبارك فيه عمره ما منعني عن ناسي
-واه اومال مالك يابتي.. قلبي بيقول انك بتكذبي عليه وحاجه تانية شغلاكي
فتحت فمها لرد عليها، قطعتها بقولها الهادئ:-
-اديكي الصبح رايحه تطولي علي أمك والحديت هجيب بعضية وأبقي فضفضي بكل اللي في قلبك
أبتسمت "خلود" بهدوء علي تلك الملاك التي رُزقت به "حما" أطلقت تنهيده بأرتياح بعد سماعها لتلك الكلمات البسيطة التي أراحت قلبها، لم تكتمل سعادتها كثيراً حين وقعت عينية يقترب منهما بعد دخوله، نظراتهم هما الأثنان لا تُبشر بالخير أبداً وكأن كُلاً منهما يُريد بأخراج روح الآخر
فتحت والدته ذراعيها كعادتة فور وجوده لأستقبالة، أحتضنها بهدوء مُقبلاً كف يديها ثم ذهب إلي أخر مقعد في المكان جلس عليه بعيداً عنهم، نظرت لهم السيدة بتعجب من أمرهم.. دعت لهم سراّ بأن يصلح الله امُرهم.

عشق تخطيّ عنان السماء (بريق العشق) Where stories live. Discover now