الفصل السابع عشر

7.8K 450 96
                                    

أستمتعوا
☃️💕👻


كان أندرو طفلاً رائعاً...
هكذا قالت والدته وبراين أيضاً وهم أعلم منه في هذا الموضوع ..
فقد كان طفله ينام عندما يفترض به أن ينام ويستيقظ كل أربع ساعات تقريباً ليطالب بطعامه .. وخلال النهار يظل ينظر بفضول للعالم من حوله ..

كان الصيف هذه السنة مزدحماً وهناك دائماً حشود من المصطافين في الأكواخ الصغيرة أو المنازل الساحلية المنتشرة في كل مزرعة في المنطقة واليخوت مصطفة في الخليج والمتزلجين يستمتعون بالتزلج ذهاباً وإياباً عبر المياه المتألقة والأطفال يصنعون القلاع الرملية على الشاطئ ..

كانت تريزا قد أدمنت الأنخراط مع أصحاب اليخوت الراسية في الخليج بناء على دعوة أريانوس فقد كانوا يقيموا هناك حفلات شواء على الشاطئ وكانت شقيقته تخرج من بعد الإفطار حتى وقت متأخر من المساء كان بعضاً منهم أصدقاء لأريانوس وقد قبلوا وجود روبير والطفل بذهول صامت ...

ووالدته كانت سعيدة لأنها تستطيع أن تستخدم مهاراتها الاجتماعية التي لا تشوبها شائبة مع أصحاب اليخوت لكنها مع ذلك استطاعت أن تكرس نفسها لحفيدها وتقوم بمساعدة براين ولكن ما أذهل روبير هو سماح براين لروز بمساعدته...

اكتشف روبير أن اليأس الذي أصابه منذ وصوله للمنزل أصبح مجرد كآبة هادئة وبمرور الأسابيع قبله على أنه جزء من حياته....
ومع استعادته لقوته رفض أن يدلل من روز أكثر من ذلك ..

أما أريانوس فقد انطوى بداخله وأصبح بعيد المنال ، لا تزال السخرية في عينيه موجودة ولكنها سخرية صامتة كما لو انه لم يعد يهتم بروبير بما فيه الكفاية ليريد حتى إيذائه...

بدأ الألفا يعرف روبير لسكان المنطقة وقد استغل إقامة سباق القوارب ليقوم بالخطوة الأولى وعندما وصلت الدعوات قبلها مؤكداً لروبير أن اندرو وهو سيكونان موضع ترحيب وكان رأيه صحيحاً فقد قبله الجميع دون تحفظ ..

في أحد الأيام أخبره أريانوس أنه فتح له حساباً في المصرف .. لكنه كان لا يزال يرفض السماح له بقيادة السيارة وبعد عدة اعتراضات قبل أوامره بامتعاض فهو كان سائق جيد ولكن الحس السليم أخبره أنه يمكن أن يقابل العديد من السيارات التي من المحتمل أن يكون سائقيها لديهم خبرة قليلة مثله على الطرق الضيقة والمتعرجة...
يبدو أن الأسباب التي دفعت أريانوس لإبقائه سجيناُ في منزله لم تعد قائمة وتساءل روبير وهو يراقبه بتركيز يحاول معرفة ما يفكر فيه لكنه كان يسيطر على ملامح وجهه جيداً...

روبير لا يعرف حتى لماذا هو مهتم بذلك ...



أخذ أريانوس السيارة أحد الأيام وانطلق لأوكلاند ليعود بعد عدة ساعات مع شخص ما بجانبه في المقعد الأمامي ..
" هل كنت تعلم أنه سيحضر أحداً؟ "
سأل روبير براين وهو يضع رداءاً فوق سروال السباحة الذي يرتديه.

" نعم .. كنت أعرف "
رد براين دون تعبیر .

" كم يوماً سيقيم معنا ؟ "

" لم يقل أريانوس شيئاً عن ذلك "

دفع روبير أصابعه خلال شعره الذي لا يزال رطباً من السباحة.

" اللعنة .. هذا الرائحة .. ربما "
صوته تلاشی وضاقت عيناه بأرتياب وهو ينظر للرجل طویل القامة النحيف بجانب أريانوس...
" ديفيد ! "
شهق روبير بدهشة وفقط إمساك براين بذراعه هو ما منعه من الركض تجاهه ورمي نفسه بين ذراعيه لحسن الحظ أنهم كانوا بعيدين بما فيه الكفاية ليتمكن من إستعادة بعضاً من رباطة جأشه...
لكنه أعطى أريانوس نظرة جليدية مليئة بالغيظ والإستياء ..

كان ديفيد كما هو لم يتغير وإلى جانب أريانوس كان يبدو صغيراً جداً راقبه روبير وهو يتقدم تجاهه ...

رفع روبير ذقنه ومد يده نحو ديفيد قائلاً بهدوء.
" ديفيد، كم أنا مسرور لرؤيتك ؟ "

أخذ يده ولكن بعد أن تردد للحظة مما جعل روبير يشعر بالغضب والحنق فديفيد لم يكن يرغب في أن يزعج أريانوس.
" أنت تبدو رائعاً."
قال ديفيد بهدوء.
" زوجك أخبرني أنك أصبحت أباً الآن "

رفض روبير أن ينظر إلى أريانوس لأنه لا يثق بنفسه على الرغم من أنه يمكنه أن يشعر بوجوده المسيطر على نحو مظلم .
" أندرو عمره أكثر من شهر الآن "
قال بخفة مزيفة.

" تهانينا "
قال وهو ينظر حوله ليخفي عدم ارتياحه
"منزلك جميل "

" شكراً لك "
نظر روبير لأريانوس ليصطدم بتعبير من اللامبالاة والملل فشعر كما لو أنه صفعه على وجهه.

" يجب أن تكون متعباً من السفر اليوم ؟ هل تريد أن تشرب شيئاً قبل أن نرشدك إلى غرفتك ؟ "

" أريد أن آخذ حماماً أولاً "
قال ديفيد بصراحة.
" وبعد أربعة عشر ساعة من السفر أرید تبدیل ملابسي أيضاً."

" يمكنني أن أتصور ذلك "
قال أريانوس ببرود.
" سأريك غرفتك ثم بعد أن تنتهي تعال إلى الشرفة وسنقدم لك شراباً منعشاً "

عندما ذهبوا غرق روبير في الكرسي ووجهه شاحب کورقة بيضاء وحارب بجهد من أجل السيطرة على مشاعره واشتعلت عيناه بالغضب وارتجفت يديه كما لو كان يرغب في خنق أريانوس بهما ..
كيف تجرأ ! كما لو أنه لم يفعل ما يكفي !
ينتظر حتى حقق روبير نوعاً من الإستقرار الضعيف في حياته وبعد ذلك يواجهه عمداً بديفيد ..
أوه كيف تجرأ !.

" بكل سهولة "
أخبره براين كما لو أنه قد سمعه.
" يجب أن تكون قد عرفت الألفا الذي تزوجته جيداً بما فيه الكفاية حتى الآن لتدري أنه ليس هناك شيء لن يجرؤ على فعله "

لم يكن هناك فائدة من محاولة إخفاء أي شيء عن براين
" ولكن لماذا ؟ "
همس روبير وهو يشعر بالدوار وقد حلت الصدمة محل الغضب وحدق في براين.
" يجب أن يكون مجنوناً ؟ "

" لا أراهن على ذلك .. أريانوس يمتلك عقلاً معقداً .. بارد ، ذكي وقاسي .. يخبرك ما يخطط له في الوقت الذي يناسبه هو فقط "

" يا إلهي استطيع أن أقتله ؟ "

" هذه ليست المرة الأولى كانت هناك أوقات أخرى وقد تجاوزتها روبير "
ابتسم براين بسخرية وأكمل.
" آه .. نعم لقد فعلت ذلك لذا لا تهز رأسك في وجهي هكذا .. فوفقاً لما أعتقد .. أريانوس مجبر على فعل ذلك .. أساساً هو عادة ألفا صبور على استعداد لأنتظار ما يريده .. لكن أعتقد أنه هذه المرة أصيب بالمرض من الإنتظار "

" ولكن ماذا يريد ؟ "
أغلق روبير عينيه للحظة.
" لديه كل ما يريد "

" حقاً ؟ "
قال براين دون أن يوضح شيئاً وشعر روبير بالغيظ فأحياناً يحب براين التحدث بالألغاز وهذا كان يغضبه.

" لما لا تفعل شيئاً أفضل من هذا لشعرك ؟ "
قال براين له بجدية وهو ينظر لشعره.
" يبدو وكأنه خرج من دوامة ! "

تمتم روبير من بين أسنانه ولكنه فهم التلميح ومشى بضجر إلى غرفة النوم ..
فتريزا وروز قد خرجوا القضاء يوم على اليخت ولكنهم سيعودون قريبا ويجلسون على الشرفة يستنشقون الهواء المنعش. يشربون شيئا بارداً ويتناقشوا حول يومهم كالعادة ..

وسيكون أريانوس كما كان دائماً لطيف ومرح حتى والاضطراب الذي يسبب فيه سيتلاشی بهدوء ..
لكن لماذا فعل ذلك ؟ أوه إنه شیطان قاسي وهو يكرهه ؟ من أجل دیفید ارتدى روبير ملابسه بعناية ستعترض والدته واصفة إياه بأنه صبياني ولكن وهو ينظر لنفسه في المرآة فكر أن والدته مخطئة.
وضع عطره المفضل وبدا له وكأنه مر وقت طويل منذ وضعه ووقف يحدق لنفسه للحظة وعلى وجهه قناع من القلق والألم ...

أيا كان ما يريده أريانوس بهذا التصرف التعذيبي الأخير ..
هو لن يعطيه متعة رؤية كيف أثر عليه تصرفه ..
ورغم كل شيء ..
تفكيره في رؤية ديفيد مرة أخرى جعله يشعر بخفة رائعة في قلبه وقد لمعت عينيه ببريق كان يعتقد أنه فقده منذ مدة طويلة ...

في ذلك المساء كان أريانوس في أكثر حالاته لباقة وذوقاً ونظر إليه روبير بحيرة وشك ، كان أقصر من ديفيد بمجرد بوصة أو أقل لكنه مع ذلك جعل ديفيد يبدو طویل القامة جداً وتقريباً أخرق ..
لكن أريانوس كان مسترخياً وهو يتحدث مع روز وتریزا ولم يكن يبدو متأثراً كثيراً بهذا الموقف المعقد ...

لكن روبير وجد أنه من المستحيل أن يسترخي ، كل عصب فيه مشدود وهو يشرب عصير الليمون ويستمع إلى أريانوس يقود ديفيد للحديث عن وظيفته ...

وبالطبع كان أريانوس قادراً على مناقشة التكنولوجيا الحديثة معه تماماً كما كان قادراً على تبادل الحديث عن الزراعة مع جيرانه كما كان يعرف الأدب والموسيقى عقله البارد حاد الذكاء من الواضح أنه لا يتأثر بالعواطف التي تشتت تفكير معظم الناس ..

على السطح كانت أمسية متحضرة رائعة .. وبعد العشاء اقنعت تریزا ديفيد بالسباحة في البركة وبعدها جلسوا في الظلام يتحدثان معاً بتركيز ...

كان روبير لا يستطيع سماع أصواتهم بينما يجلس هو بجانب أريانوس على الأريكة دون أن يبذل أي محاولة للمسه...
عندما أصبحوا وحدهم أخيرا في غرفة نومهم التفت روبير إليه ولكن قبل أن يتمكن من التحدث رفع أريانوس يده ليوقفه.

" ستوقظ الطفل "
ضغط روبير على شفتيه لكنه لم يستطع منع نفسه من النظر سريعاً إلى السرير وعندما تحدث كان صوته منخفضاً وحاداً.

" اللعنة .. أنت تعرف جيداً أنه ينام بعمق .. ماذا تقصد بإحضارك ديفيد إلى هنا ؟ "

" أنا لا أحب سماعك تلعن "
وأمسك أريانوس ذقنه بيده ليرفعه.
" لا تفعل ذلك مرة أخرى .. أما بالنسبة لصديقك الشاب لقد كنت أوميغا مطيع في الآونة الأخيرة لذا اعتقدت أن علي مکافاتك."

حدق روبير إليه خائف من الحقد البارد في نبرات صوته ولكن الضوء كان وراءه فلم يمكنه أن يتحقق من أي تعبیر ظاهر على وجهه على الإطلاق .
" أعتقد أنني يمكنني أن أقتلك "
همس روبير بصوت يرتجف من الغضب .

ابتسم أريانوس بتهكم.
" أنا أستمتع بذلك العنف القابع في شخصيتك .. فهو يتعارض مع وجهك اللطيف وجسدك الصغير .. أكرهني روبير .. على الأقل الكره عاطفة أكثر قوة من تلك المودة التافهة التي تشعر بها نحو ذلك الصبي "

" أنا أحب ديفيد "

" حقا ؟ "
قال أريانوس بلا مبالاة ورفض ترك ذقنه.
" هل تعرف حبيبي .. أنا أشك في ذلك "

" أنت تريد أن أحبك .. اليس كذلك ؟ "
رد روبير بشراسة.
" لتثأر عندها حقاً لموت نایجلا ! "

" أنا لا ألومك على وفاتها."
قال بدون تعبير واستدار بعيداً عن روبير .

جلس روبير فجاة على السرير.
" م .. ماذا تقول ؟ "

" كان واضحاً بما فيه الكفاية أن ما حدث ليس خطأك ... كان مجرد سوء حظ لكل الأطراف. "

ضغط روبير على يديه بشدة ليحاول السيطرة على الاضطراب الذي يشعر به ثم سأل بصوت ضعیف.
" ولكنك قلت .. قلت إن هذا هو السبب الذي يجب أن أتزوجك من أجله ... قلت أنه خطاي "

" أعرف. "
قال وهو يحدق في الفراغ وكأنه لا يری شيئاً.

" أنا لا أفهم. "
رد روبير بسأم .

" أعلم أنك لا تفعل .. ولكن ربما لو توقفت عن التركيز المفرط على نفسك ونظرت حولك لبضعة دقائق كل يوم قد تفهم "
قال بأكثر نبراته مللاً مما أغضب روبير.

" أنا .. لم .. "

" هلا تصمت ؟ "
وبدا أكثر مللاً ونبرة الإزدراء كانت واضحة في صوته العميق بينما كان يسير نحو الباب.
" فقط أذهب إلى السرير "
نصحه بضجر.
" لدي عمل ينبغي القيام به."


لم عرف روبير في أي وقت عاد الألفا إلى السرير لكنه ظل مستيقظ لساعات دون أن يأتي وعندما أفاق على صوت أندرو عند الفجر وجد أريانوس مستلق بعيداً عنه وظهره نحوه ...
ولم يتحرك عندما نزل روبير من السرير ليطعم إبنهم....

بعد انتهائه أصبح غير قادر على العودة إلى النوم فأرتدى سروال السباحة وذهب نحو البحر كان الماء بارداً ولكن منعشاً وأكثر جمالاً مما كان عليه في أي وقت مضى وأخد يتأمل التلال والسماء وكان الهدوء مسيطراً على المكان . مشى على الرمال تحت أشعة الشمس الدافئة وشعره ملتصق برأسه من السباحة بينما هو غارق في أفكاره.

" مرحباً. "
قال ديفيد بتردد وهو يتقدم نحوه من الجانب الآخر .

" أوه ! "
شعر روبير بنفسه يحمر من الإحراج وكان هذا سخيفاً لأن ديفيد رآه هكذا مئات المرات من قبل ومع ذلك وضع ردائه السميك وربط الحزام جيدا حوله قبل أن ينظر إليه ..

كان يضع يديه في جيوب سرواله ويبتسم في وجه روبير.
" آسف لم أقصد إخافتك "

" لقد فوجئت فقط .. لم أكن أتوقع أن أقابل أي شخص في هذا الوقت "

"زوجك... ألا يستيقظ عادة في وقت مبكر ؟ "

مرت قشعريرة على طول بشرته.
" في العادة .. ولكنه كان يعمل حتى وقت متأخر من ليلة أمس "

تحرك ديفيد على قدميه بتوتر وبدا مثله غير مرتاح للموقف الذي وجدوا أنفسهم فيه .. وهذا يبدو لا يطاق بعد سنوات طويلة من الرفقة والحب أن يتكلموا بمثل هذه التفاهات بدلا من أن يتحدثوا بصراحة ...

" زوجك لديه عقل لامع "
قال فجأة فأومئ روبير موافقاً فقد كان كلامه صحيحاً .
" عندما وصلت رسالتك .. كنت غاضباً ومستاء بشدة .. کنت آمل أنه بعد سنتين سيمكننا أن نتزوج "
رفع عينيه إلى روبير.
" لم یکن وقتاً طويلاً للإنتظار."
قال مدافعاً عن نفسه.
" وأنت كنت صغير جداً."

" نعم .. بالطبع "
هل يمكن أن يكون هذا هو صوته كيف يمكن أن يكون هادئاً هكذا وهو يشعر بقلبه يتحطم ؟

" في الآونة الأخيرة كنت قادراً على رؤية الأشياء من وجهة نظرك .. أستطيع أن أفهم كيف استطاع زوجك أن يسلب عقلك .. هو يستطيع أن يجعل كل شيء يسير حسب رغبته .. أليس ذلك ؟ "
كان هناك نبرة إعجاب مقيتة في صوته .

" نعم .. إنه يستطيع في الواقع "
قال روبير بثبات.

أومأ ديفيد موافقاً.
" كان ما حدث هو الأفضل للجميع .. حقاً .. أليس كذلك ؟ وأنت يجب أن تكون قد أحببته به حقاً لتتخلص مني هكذا ! لقد أخبرني أمس ونحن في الطريق من المطار أنه سيجعل المنحة الدراسية دائمة .. فهو يملك الشركة التي يتعاونون معها في مجال الأبحاث "

بدأ روبير يشعر بالمرض ومشى بعيداً عنه قليلاً ، إذن أريانوس أشار إلى إمكانية أن يستفيد ديفيد مما جری وديفيد لم يمانع وتذكر ما أخبره به أريانوس في الماضي ..
هو من يحب وليس ديفيد .
وقد كان على صواب .. فهو لم يرى من قبل الإنتهازية الكامنة في شخصية ديفيد بين اللطف وروح الدعابة التي يمتلكهما وأريانوس استخدم هذا لتحقيق أغراضه الخاصة تماماً كما كان قد أحضر ديفيد هنا الآن لتحقيق هدف ما...
الشيطان القاسي ..

بکی قلبه وهو يتبادل کلمات لا معنى لها مع ديفيد،
الرجل الذي كان يعتقد أنه يحبه،
لا ..
فكر بشراسة كان يحبه حباً طفولياً غبياً لا يرى أبعد مما يريده ..

قال ديفيد بمرح.
" أنا سعيد لأنك سعيد روبير الكثير من الناس لا يمكن أن يكونوا بؤساء في محيط رائع كهذا "
ونظر بتقدير طامع لما حوله ...
" لقد كبرت ونضجت "
أكمل لروبير بجدية.
" أنت أكثر هدوءاً أفترض أن الأبوة قد عملت على ترويض طبعك الناري."


لو كان قادراً على رؤية ما في رأسه لأدرك لأي مدى كان بعيدا عن الحقيقة ، لكن روبير ابتسم وتركه ومشى عبر العشب الرطب ...
لطالما أحب دیفید أولا باعتباره شقيقاً له ثم كصديق والآن لم يعد يحبه...

ابتسم ديفيد في وجهه ولم يحدث شيئاً...
لا توهج ولا دفء إزاء وجوده لقد مات حبه له كأوراق الخريف اليابسة وشعر روبير بالحزن العميق يتزاید بداخله .


عاد روبير إلى غرفة النوم وكان أندرو مستيقظاً وابتسم وهو يلقي بنظرة نحو أريانوس فوجد السرير فارغ..

إنه يكره ذلك السرير ويكره هذه الغرفة وهذا البيت الجميل والأهم من ذلك كله أنه يكره زوجه لأنه عرف الآن لماذا أحضر ديفيد إلى هنا.

" هل تبادلتما حديثٌ لطيفاً؟ "

التفت روبير على صوت الألفا الساخر
وكل الحزن والحيرة الذي يشعر بهما ظاهران على وجهه ..
كان قد ارتدی ملابسه ويبدو راضياً كألفا تحققت كل خططه .
إنه يرغب في قتله ..
لكن كان من الغباء أن يكشف عن مشاعره.

" لطيف بما فيه الكفاية "
رد بتصلب ..
" لماذا أحضرته إلى هنا أريانوس ؟ "

ضاقت عينيه وهو ينظر إلى وجه روبير بإمعان
" آه .. أعتقد أنك تعرف. "
رد بوقاحة .

" أنت ذكي جداً "
قال روبير بمرارة.
"حسنا .. لقد جردتني الآن من الذكرى الرومانسية الوحيدة في حياتي وآمل أن تكون سعيداً بذلك .. فأنت تستحق ذلك لقد عملت بجهد كاف لتحصل على هذه النتيجة .. لا أعتقد أبداً أنني قد أحتقر أحد بقدر ما أحتقرك ! "
أضاف بحدة .

شحب أريانوس قليلاً وأسدل رموشه لكنه لم يقل شيئاً وبعد لحظة استدار وترك روبير وحده مع إبنه الذي كان يلوح بیدیه ببراءة أمام عينيه....

عض روبير على شفتيه ليوقف الدموع في عينيه وبرأس مرفوع ذهب إلى الحمام ليستحم فهو وأندرو لديهم موعد مع الطبيب هذا الصباح ...


كان الإفطار وجبة ممتعة ظاهرياً...
ولكن روبير شعر بعيون تريزا عليه في كثير من الأحيان وديفيد لم یکن يبدو مرتاحاً تماماً أما والدته فقد نشرت سحرها على المكان بينما يجلس أريانوس بثقتة المعتادة بنفسه...

لكن أريانوس لم يوصله إلى الطبيب كان هيو هو الذي قاد السيارة بهم وعندما عادوا إلى المنزل بعد الظهر كان التعب من الأنتظار الطويل قد أرهقه...
ولم يری أريانوس في أي مكان .. في الواقع لم يكن هناك أحد في المنزل وبراين كان غير مفيد عندما
سأله.

" اعتقد أنهم في الخارج على اليخت. "
رد بلا مبالاة عندما سأله روبير ثم أكمل.
" ماذا قال الطبيب ؟ "

" أندرو بصحة جيدة وأنا أيضاً "
تمكن روبير من رسم ابتسامة مشرقة على وجهه ..

" أنت لا تبدو بخير .. لماذا لا ترتاح لبقية اليوم ؟ سوف أحضر غدائك إلى غرفتك بعد عشر دقائق أو نحو ذلك "

" لا .. لا أستطيع أن أدعك تفعل ذلك .. لديك ما يكفي لتقوم به. "

لكن براين أصر ولذلك تناول روبير الطعام واكتشف أنه كان متعب حقاً وغرق في النوم حتى أيقظه أندرو يطالب بطعامه .

نام روبير مرة أخرى على السرير وأندرو يستريح بعذوبة في ذراعيه...
كان يرتدي سروال سباحة قصير وضم أندرو إلى صدره العاري بقوة كان صغير جداً ومفعم بالنشاط ويوماً ما سيكبر ليكون ألفا مثل والده طويل القامة وقوي فقط يتمنى روبير الا يكون قلبه من صخر .

تثاءب وضغط خده على وجه طفله وهو يبتسم فضحك أندرو بسرور وهو يحرك يديه وقدميه في الهواء حتى شعر بحركة خلفه فأدار رأسه ليرى أريانوس واقفاً عند الباب فشد شفتيه معاً بشدة .

"أسترخي "
قال أريانوس بهدوء.
"لقد وضعت ديفيد للتو على متن الطائرة الذاهبة لكرايستشيرش وهو يرسل لك تحياته "
مهما كان روبير يتوقع لم يكن يتوقع ما قاله !
" تریزا ذهبت معه "
تابع وهو يقف إلى جانب السرير.
" سوف تبقی مع والديه حتى تعود أمك إلى المنزل."

نظر روبير إلى وجهه لكن أريانوس كان يضع القناع المعتاد بحيث أنه لم يستطع قراءة شيء من ملامحه ثم أكمل الألفا كلامه فجاة.
" إذا كنت تريد تستطيع العودة أنت أيضاً مع روز "

للحظة واحدة لم يستطع روبير تصديق ما تسمعه أذنيه وشعر وكأن قلبه قد سحق بقوة في صدره .
" لكم من الوقت ؟ "
سأله بصوت أجش .

" لأي وقت .. إلى الأبد إذا كان هذا ما تريده. "

لم يستطع روبير التنفس.
" أنت تعرف أنه لا يمكنني أن أترك اندرو. "
همس بصعوبة وعانق طفله بقوة أكثر .


تابع أريانوس كلامه بنفس الصوت الخالي من المشاعر " تستطيع أخذه معك."





يتبع.....




🤡🔪الشروط🔪🤡
(( 50 فوت + 18 شخص يعلق.))




Note:
الأحد راح أنزل رواية جديدة مع الفصل الجاي.
🌟☃️🌟



تتوقعوا ليه أريانوس أعطى روبير حريته ؟
👻🌟


Gold, Silverحيث تعيش القصص. اكتشف الآن