الجزء السادس

656 20 1
                                    

أما عند والدى نور فلقد أخذ زين إذن خروج مريم من المستشفى
ووقف أمام حجرتها يريد أن يدخل ويخبرها أنهم سيغادرون الان
ولكنه لا يعلم كيف سيدخل بها منزلهم الذى أصبح بدون نور أو بمعنى أدق بدون نوره
يريد أن يطمئنها بما عرف ولكنه يخاف ليس فقط لأن من الخطر أن يدلى بأى من تلك المعلومات التى لديه ولكن أيضاً لانه وببساطة لا يوجد ضامن لعودتها
وهو على غير علم بإرادة الله وحكمته
قد تكون وقتها صدمتها أكبر أن ماتت أو أن لم تعود
أخذ نفسا عميق ودخل لها حجرتها
لم يراها طوال حياتهم معا بمثل هذا الانكسار
فهى فى الغالب لم تشعر به عند دخوله للحجره
كانت جالسه على الفراش عيناها ثابته
لقد كانت تجلس وكل تفكيرها كيف حال ابنتها الصغيره التى كانت تخاف من الكوابيس والتى وللاسف من الواضح أنها تحققت
لقد كان متاكده عند سماعها لكوابيس نور أنها حقا فى خطر ولكنها لم تعتقد يوما أنه قد يكون الخطر بهذا الشكل
كانت وعلى الرغم من كل شئ بداخلها هاجس أنها بخير
ولكنها أيضا من المؤكد فى ضيقه هل مازالت تلك الابتسامه التى لا تفارق وجهها مرتسمه على شفتيها
ام أصبحت الدموع حليفتها
من المؤكد ليس هناك مصدرا للامان حولها لقد كانت تقول دائما لمريم أنها تبتسم فقط لوجود مثل هذا الامان الذى تشعر به فى وجود مريم وزين
اذن من المؤكد ذهبت ابتسامتها
فاقت من شرودها على صوت بجانبها لتحرك راسها بهدوء لمصدر الصوت لتجد أمامها زين
نظرت فى عيناه لتجده يحاول الهرب بهم بعيداً
هل يعتقد أنه له ذنب فيما حدث لابنته
تريد أن تأذره كما كانت دوما لكن فى حقيقة الأمر هى لا تستطيع أن تفعل ذلك لأنها وببساطة ليس لها القدره حتى على فتح فاها للكلام
كان يحاول أن يهرب بعيناه بعيدا عن عيناها الدمعه دوما ولكن لا مفر للقاء عيونهم
كان ينظر لها وهو يشعر بضعفه فلأول مره لا يستطيع أن يكون أمانا لهم
أخذ نفساً عميقاً وجلس امامها على الفراش
أخرج كلماته متسألا بصعوبه وخاصتا أنه يعرف الاجابه جيدا
زين .عامله ايه دلوقتى يامريم
هزت رأسها بالنفى وهى تغمض عيناها وكأنها ارادت أن تهرب من واقعهم الاليم الان ولكنها تعود لتفتح عيونها مجدداً فلا مفر من هذا الواقع رغم كل شئ
كانت عيون زين مازال بها دفئ رغم كل شئ هذا الحصن الذى يوفره بوجوده مازال هناك ومازالت هى بداخله
اليس هذا كافياً ولكن ما فقدته هو قلبها الذى تعيش به داخل حصنها فكيف لها أن تعيش الآن
نزلت دموعها دون أن تتفوه بكلمه
ليمد يده ويمسح بأصابعه التى مازالت بشبابها دموع وجهها
نطق كلماته بهدوء
زين.انا اسف
هزت رأسها نافيه
مريم .بلاش اسف على غلط مش غلطك
نظر لها ممتنا أهل لم تلقى على كاهله سبب اختطاف ابنتهم فهو فى نهاية الأمر هو المقصود
اهل تحمل أحدا اخر ذنب ما حدث
مريم.انت مش غلطان انك كنت بتحاول تحافظ على بلدك و زى ما حافظت على امانتك فى شغلك علشان تمنع أن أرواح كتير تتأذى ربنا قادر يحافظ على بنتنا
اخرجت كلماتها تحاول أن ترمم بها هذه الانكسارات التى تبدو على حصنها
ولكنها وفى حقيقة الأمر بقدر إيمانها بالله إلا أن خوفها كأم و ألم قلبها يفوق كل شئ
زين.ونعم بالله
أخذ نفسا عميقا وقال
زين.انا جبت إذن الخروج
هزت رأسها بالايجاب ومن ثم تحركت معه بهدوء
امسك بيدها لمساعدتها فى أن تغادر الفراش ومن ثم جائت إحدى العاملات بالتمريض لمساعدتها أن ترتدى ملابس غير ملابس المستشفى
أنتهت من تغير ملابسها ومن ثم تحركت معه

فخ الفهدWhere stories live. Discover now